أخبار عاجلة

الحوار.. لماذا نحتاجه، وكيف يمكن تحقيقه؟!

آلدار خليل –

على ما يبدو لا يزال هناك الكثيرون من الذين يريدون تشوية مشروع وتجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وتقديمها على إنها وجهة مغايرة للوجهة السورية؛ طبعاً هذه من ناحية معينة الهدف فيها هو العكس، حيث بوجود الإدارة الذاتية ضمن المحور السوري وعدم التمرد خارجه مقارنة مع الذين يدعون أنفسهم ضمن الخط السوري جعل منها (الإدارة الذاتية) هدفاً لهم، يريدون عبر حملاتهم هذه التغطية على تقصيرهم الكبير وتآمرهم بحق الشعب السوري في ظل استمرارهم لمنع جهود الاستقرار والحل، هذه الرؤية تنطبق عملياً على أطراف سورية وكذلك إقليمية دون شك.
لم تكن الإدارة ومنذ بدايتها منصة هجوم وتآمر على وحدة سوريا وشعبها؛ لا بل أحيا شعبنا عبر وحدته في شمال وشرق سوريا تحت مظلة الأمة الديمقراطية ومشروع أخوة الشعوب الروابط الأصيلة التي تربط السوريين ببعضهم البعض. لذا؛ نرى اليوم بأن شمال وشرق سوريا قوية بوحدتها وتماسكها وهذه القوة والتماسك المتين هما اللذان جعلتا من الإدارة مشروعاً ريادياً بلغ تطوراً كبيراً وساهم هذا المشروع عبر تنظيمه الدقيق لكافة المفاصل والمحاور الهامة في تحقيق مكتسبات قوية أهم نتائج ذلك يتلخص في هزيمة داعش الذي عجز عن مواجهته دول.
في الجانب الآخر وهو السوري أيضاً، الإدارة الذاتية ترى دمشق كعاصمة وجهة حل هامة. لذا؛ لم ترفض الإدارة الذاتية أية دعوات للحل والحوار معها (دمشق). لكن؛ هناك قضايا وأمور تتعلق بشكل الرؤية التي ينظر من خلالها القائمين على الحكم فيها؛ هذه الرؤية لا تفيد أحد سوى إنها تؤزم الأمور وتعقدها، دمشق وجهة مهمة كما ذكرت. لكن؛ الحوار معها ينبغي أن يكون لمصلحة الاستقرار ولمصلحة السوريين لا لمصلحة طرف على حساب آخر. لذا؛ ترى الإدارة بأن قبول المشهد السوري كما هو الآن سيكون هاماً لبناء أواصر الحل الديمقراطي.
حال جهوزية دمشق لأي حوار عملي شمال وشرق سوريا مهيئة وقد بذلت شعوب منطقتنا بكل الإمكانات المتاحة جهوداً كبيرة في منع تفتيت وحدة سوريا ومجتمعها، لا بل رفضت هذه الشعوب أن تكون مناطقهم خاصرة رخوة لكل من أراد استهداف سوريا وشعبها؛ وما التهديدات الكبيرة التي تشنها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها اليوم وقبلهم مرتزقة داعش على شعبنا ومناطقنا إلا بهدف النيل من هذه المواقف والتي هي مواقف سورية بامتياز وبالدرجة الأولى، عملياً الإثبات على الخط الوطني السوري واضح ولا حاجة لأي جهد في معرفة ذلك.
وجود أي طرف يسعى لإسراع الحوار والوصول إلى نتائج عملية سيكون دفعة قوية وكبيرة من أجل سوريا وشعبها. على الجميع أن يفكر وينطلق وفق مسؤوليات وطنية سورية وإبعاد غلبة المصالح الذاتية على أية جهود سواء في ملف الاستقرار، الحوار أو الحل العام. نحن نحتاج لأن نتفق ونتحاور والحوار بالنسبة لنا كشعوب شمال وشرق سوريا مبدأ أساسي ودعوتنا لا تقتصر على طرف؛ وإنما لكل الأطراف التي تريد عملياً القيام بجهود؛ هناك من تورط في مسارات غير سورية وحاجتنا اليوم تقتضي العفو والالتقاء معاً لتحقيق حاجة السوريين ومستقبل ديمقراطي لهم.