أخبار عاجلة

تصريحات وتلميحات… نهر الفرات سيعود للتدفق فمن الضامن لعدم تكرار مشهد العطش هذا

تصريحات وتلميحات… نهر الفرات سيعود للتدفق فمن الضامن لعدم تكرار مشهد العطش هذا

منذ العام ٢٠١٦ وتركيا تنقل حربها في كل صيف إلى جبهة نهر الفرات وتحارب شعوب شمال وشرق سوريا بقوت عيشهم، وعلى الرغم من أن أغلب سكان تلك المناطق التي تعتمد على مياه نهر الفرات في عيشتها تعيش تحت خط الفقر إلا ان المجتمع الدولي قابعا بقوقعة الصمت القميء مكتفيا بالمشاهدة والاستمتاع بمظاهر التشقق التي تضرب مجرى نهر الفرات.

 


وفي كل عام من شهر ابريل ومايو وهما شهرين يعتبران ذروة الري لدى المزارعين تقطع تركيا مياه نهر الفرات وتمارس سياساتها اللاإنسانية واللاأخلاقية ضد شعوب المنطقة بهدف تجويعهم وإثارتهم بأسلوبها الابتزازي.
صرحت رئاسة الموارد المائية لوسائل اعلامية محلية أمس السبت ٢٢مايو/أيار الجاري أن ضغط أمريكي سيدفع تركيا إلى عتق مياه نهر الفرات.
من جهتها تحبس تركيا أكثر من نصف المياه المخصص لسوريا والعراق لكنها الآن تترك أقل ١٨٥ متر مكعب في الثانية بينما يتوجب عليها أن تترك ٥٠٠ متر مكعب لتدخل الأراضي السورية.

جفاف ضرب المواسم الزراعية، أراضي بآلاف الهكتارات تضررت، ومواسم المزارعين جفت بعدها تنوي الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على تركيا لتعتق عنق مياه مزارعي وأهالي شمال وشرق سوريا وألا تخنقهم عطشا “في قمة السخرية والهزلية الدولية”.

 

فهل كان المشهد مسرحية فكاهية مثلا

عشرات الآلاف من المزارعين والعائلات التي تعيش على مياه نهر الفرات تضررت، بالإضافة إلى البيئة المائية التي وصلت إلى مستوا كارثي حقيقي على مرئ ومسمع العالم، والآن بضغط أمريكي تركيا تعتق عنق نهر الفرات، دون ضامن دونما إفصاحا للرأي العام من الجانب الأمريكي أو التركي، او حتى أن يقول احدهم لهؤلئك المزارعين “أخطئنا بحقكم” .
مثل هذه الأمور يا سادة ويا أصحاب القرار لا يجب أن تتم في الخفاء، يجب أن تكون على الشاشات الاعلامية وأن يضمن فيها الحق المسلوب وأن يجازا المرتكب جريمته، من يعوض هؤلاء المزارعين من يعوض تلك العائلات التي كانت ولا تزال تعيش على هذا المياه ومواردها من صيد وسقي ورعي؟
وهل يكفي المشهد ان نختتمه بتصريح بث من خلف الكواليس دون الإفصاح عم بنية العلاقة التي سيكون عليها مجرى هذا النهر مستقبليا ؟

هي أسئلة يطرحها كل عقل بشرية فألا يجب أن ترتدع تركيا أو أن يوضع حد لمثل هذه الجرائم بحق شعوب المنطقة بكافة مكوناتها ام أن الولايات المتحدة الأمريكية تقول في خاطرها “لكل عصر مواله” وتترك الوضع على ما هو عليه تاركة معيشة آلاف مؤلفة من العائلة تحت رحمة حكومة العدالة والتنمية الداعمة الوحيدة للإرهاب العالمي تفعل به كذا وكذا كل ما رن في رأسها المنوال.

شعبنا يدفع جريرة المصالح الدولية الاستخبارية

بمصالحة سياسية استخباراتية تهجر قرى وبلدات ومدن سوريا ويتم توطينها في بيوت قرى وبلدات ومدن أخرى سوريا هجرت هي الأخرى قسرا من بيوتها، وبمصالحة سياسية أخرى تؤخذ مدن سوريا من إرهابي وتسلم إلى إرهابي أكثر وحشية ولكن لباسه مختلف كم حصل في جرابلس السورية، والتي تقع اقصى الشمال السوري شرقي محافظة حلب في العام ٢٠١٦.
وبمصالحة سياسية بين الروس والنظام السوري وتركيا تم تهجير أكثر من ٣٥٠ ألف مواطن من مسكنه في عفرين وتعرضت ديارهم لغزو تركي واستباحت ممتلكاتهم وأراضيهم واستوطنت ديارهم مهجرين من الشام وحمص وحماه،
لنرى وبعد عشر سنوات من معاناة السوريين أن مصالح أخرى دفعت بأهالي مدينتي رأس العين وتل ابيض إلى مسلخ الإرهاب التركي، وتركتهم عرضة للهجرة الجماعية يقصدون المخيمات وليستوطن أراضيهم وبيوتهم مهجرون من شتا المدن السورية والارهابيين.
واليوم وبعد إحدى عشر عاما من ازمة الموت السورية مصالحة سياسية تحوكم أرزاق آلاف العائلات وتحاربهم في لقمة عيشهم المريرة أصلا ” حرب المزارعين” لترويض الشارع وتسهيل تحريضه سياسيا.

حرب تخوضها تركيا مع مزارعي ومواطني شمال وشرق سوريا

وأي نوع من الحروب أكثر قذارة من تلك التي تستهدف مياه المواطنين وقوت عيشهم لتمرير سياسات يبتغى منها الضغط على الخصوم، ولكي تقوم تركي بخلق شارع مستاء ميؤوس يسهل تحريضه على خصومها هاجمته في قوت عيشه وحاربته في المياه التي يشربها قاطعة مياه نهر الفرات مدة تخطت الأربعة أشهر، فقط لتعطيش الشارع وتحريضه على الإدارة الذاتية، وهذا ناجم عن إفلاس سياسي تركي وحقارة دولية في تلك المسايرة التي تساير بها الدول العظمة هذه السياسات التركية الابتزازية.
وبعد أربعة أشهر من العطش والجفاف الأخير، مسؤول في الإدارة الذاتية للرأي العام: أمريكية تضغط على تركيا وخلال شهر ستعود المياه الى مجرى نهر الفرات، اتصور أن الشارع لا يجب أن يقبل بمثل هذه التفاهمات المبرمة خلف الستار بين الأمريكيين وتركيا، وعليه أن يبدي كلمته وكفى بالله من يتم تهجيرهم وتوطينهم في مسكن غيرهم بموجب تلك المصالحات الاستخباراتية.
إن ما يتوجب على الشارع العربي قبل الكردي والأرمني قبل الآشوري والشركسي، هو النزول إلى الشارع وبكافة المدن السورية لمحاربة هذه المصالحات وايقافها حتى يسلم من سلم إلى الآن بأقل تقدير، أو سيرى الشعب السوري ويلات افظع من تلك التي شاهدها على مدار العشر سنوات ونيف من عمر الأزمة السورية، وقبل كل هذا، الحكومة السورية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا معنين بالكشف عن طريقة إعادة مياه نهر الفرات إلى مجراه وهما معنيين بالضغط على المجتمع الدولي ليكف عن صمته القميء وأن يكون الضامن لعدم تكرار مشهد الموت السريري هذا بحق شعوب شمال وشرق سوريا.

سامر عثمان