أخبار عاجلة

تقرير عن المقبرة الجماعية في حرم الفرقة الثالثة التابعة لجيش النظام السوري

الفرقة الثالثة، واحدة من قطعات جيش النظام السوري، التي ذاع صيت وحشيتها مبكرا، لكونها المسؤولة عن إطلاق صواريخ الأرض ارض، باتجاه مناطق مختلفة، من البلاد، وخاصة الغوطة الشرقية، إضافة لعملياتها العسكرية ذات الطابع الوحشي، في ريف دمشق، وممارسات حواجزها القمعية في منطقة القلمون، والتي طالت العديد من الناشطين، والمدنيين.

إضافة جديدة لسجل الفرقة الأسود …مقبرة جماعية في حرم الفرقة، تمتد على مسافة خمسين دونما، وتضم رفات المئات، من المدنيين، والناشطين، ممن قضوا تحت التعذيب في سجون الفرقة والسجون الأخرى، أو من ضحايا حواجز الفرقة ومداهماتها.

تنتشر وحدات الفرقة الثالثة في منطقة لقلمون، وتمتد مناطق عملياتها على مساحات واسعة من قرى القلمون وجبالها وسهولها ومزارعها وطرقاتها، وقد عمدت تلك الوحدات الى اعتقال مئات من أبناء المنطقة، تعرضوا للتعذيب والتصفية، بوحشية لا مثيل لها، تعكس الحقد الكامن في منهجية عمل الفرقة، التي عرف عنها الطائفية والاجرام، منذ الثمانينات من القرن الماضي، حيث مارست ذات الدور، ضد المدنيين والعزل.

كثير من المعتقلين قتل تحت التعذيب، وآخرون تم اعدامهم ميدانياً، بإشراف مباشر من ضابط أمن الفرقة عام 2011م العميد عدنان جميل سليمان (رفع إلى رتبة لواء)، الذي ما لبث أن أصبح قائداً للفرقة منذ العام 2015 ولا زال، وكان شريكه في تنفيذ هذه الجرائم، المقدم فراس الجزعة، الذي أنيطت به قيادة قوات درع القلمون، التي شكلت لتكون رديفاً لجيش الأسد الطائفي في تلك المنطقة، ثم تولى تلك المهمة ضابط أمن الفرقة الجديد العميد محمد مخلوف، الذي كان أكثر وإجراماً من سابقيه.

ليست مقبرة واحدة، بل عدة مقابر جماعية، في نفس المكان، دفن فيها الشهداء ممن قضوا تحت أيدي جلادي النظام الأسدي. تقع المقبرة إلى الشمال من قيادة الفرقة بحوالي 1200مترا، على أرض فارغة تقع تحت سيطرة الفرقة، وتخضع المنطقة، حتى الآن، لحراسة مشددة تمنع الاقتراب من المكان، فيما كانت عمليات الدفن تتم فيها ليلاً.

تضمن المقبرة رفات شهداء قضوا في أماكن عدة، أهمها:
•سجن صيدنايا: وهو المصدر الأول، حيث يتم نقل جثث الشهداء الذين قضوا في هذا السجن تحت التعذيب إلى تلك المقبرة بعد التنسيق المباشر مع المجرم عدنان إسماعيل، هو الآن برتبة لواء.
•سجن الفرقة الثالثة: حيث قضى مئات الشهداء تحت التعذيب، وأغلبهم من سكان المنطقة، الذين تم اعتقالهم على حواجز الفرقة المنتشرة في منطقة القلمون، وهناك شهادات تؤكد قيام المجرم فراس الجزعة بتصفيتهم داخل السجن.
•حواجز الفرقة: كانت تلك الحواجز تقوم بتصفيات ميدانية، لمدنيين أو ناشطين، وفي بعض الأحيان كان اسم العائلة “الكنية” لعابر هذه الحواجز، كافية لتصفيته فورا، دون رادع، أو كابح.
•شهداء الاقتحامات والمواجهات: فقد تمت تصفية عدد كبير من المدنيين، خلال اقتحامات الفرقة، للقرى والبلدات، ومن ابشعها مجازر رنكوس وعسال الورد.
•مصادر أخرى: كما تنقل لهذه المقبرة، جثث شهداء قضوا تحت التعذيب في فروع الأمن، مثل مفارز أمن القطيفة، ومفارز الأمن السياسي في دمشق.
قيادة الفرقة الثالثة هي اليد الآثمة التي أوغلت في دماء السوريين، مدنيين وناشطين، رجال ونساء وأطفال، لكن الدم يمتد إلى كل من شارك او ساند أو صمت، على العمليات القذرة لقوات نظام الأسد، التي أدت لمقتل ودفن الآلاف من السوريين في تلك المقبرة الجماعية سرا، فيما أهل الضحايا المغيبين، ينتظرون، وقد يمتد انتظارهم طويلا قبل ان يكتشفوا أن أولادهم باتوا رماداً تحت تراب هذه المقبرة.
المجرمون:

  • اللواء عدنان جميل إسماعيل، شغل منصب ضابط أمن الفرقة عند بداية الثورة، عام 2011م، وهو المسؤول الاول عن تنفيذ المئات من الاعدامات داخل سجون الفرقة، ثم تابع اجرامه بعد تعيينه قائداً للفرقة الثالثة خلفاً للواء لؤي معلا الذي تم نقله إلى قيادة الفيلق الثالث.
  • اللواء لؤي معلا: قائد الفرقة السابق مسؤول عن الإعدامات بين 2013- و-2015م
  • اللواء سليم رشيد بركات: مسؤول عن الاعدامات حتى أيلول عام 2013م
  • العميد محمد مخلوف: ضابط أمن الفرقة، تابع مسيرة الاجرام عن سابقه عدنان إسماعيل.
  • المقدم فراس الجزعة: مدير مكتب قائد الفرقة، وقائد قوات درع القلمون، قام شخصيا بتنفيذ مئات الاعدامات الميدانية وكان يتشفى بقتل المعتقلين.
    بالإضافة لكثيرين، من ضباط وصف ضباط، جلادين وسجانين، عذبوا، ونكلوا، قتلوا، وصفوا ودفنوا.. تحت لواء شرذمة المجرمين، وراية الطاغية.