وجاء في البيان:

“أقدمت السلطة الإيرانية صباح يوم الثامن من أيلول سبتمبر الحالي على هجوم صاروخيٍّ استهدف مدينة كويه في إقليم كردستان العراق مستهدفاً اجتماعاً لأحزاب كردستانية معارضة من روجهلات/ شرق كردستان؛ مما نجم عن استشهاد وجرح عدداً منهم. ويأتي ذلك بعد تنفيذ طهران سلسلة من الإعدامات بحق نشطاء السياسيين الكورد وبحق غيرهم من الذين يمثلون تطلعات الشعوب في إيران. جاءت هذه الإعدامات في ظل رفض كبير لتنفيذها من قبل الهيئات القانونية ومؤسسات المجتمع المدني ومعظم القوى والأحزاب الكردستانية والديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD  نستنكر قبل كل شيء مثل هذا الهجوم الذي ينتهك سيادة العراق عموماً وإقليم كردستان العراق بشكل خاص، كما ندين السياسة العدائية التي تنتهجها طهران بحق القضية الكردية في إيران وخارجها والتي تعتبر بمثابة صبّ الزيت على النار في ظروف دقيقة تعيشها المنطقة والعالم، وفي معالم حرب كونية ثالثة تجري رحاها اليوم في الشرق الأوسط؛ لتأتي مثل هذه السياسات تأجيجاً للأزمات بدلاً من انتهاج أسلوب مغاير للقديم الذي أثبت فشله المدقع؛ لا بل الجميع فيه خاسرون، وأول الخاسرين هي الأنظمة الاستبدادية التي تصر على إعادة إنتاج نفسها وهي أكثر من تعلم بأنه لا طائل من ذلك فلا ظروف ذاتية وموضوعية تحقق مثل هذه الرغبات المدمّرة.

الشعوب في إيران شعوبٌ قديمة لها الإرث التاريخي والقيمي الكبيرين. وأفضل الفترات التي مرت بها إيران كانت فترة الفيدراليات الديمقراطية التي يعود الفضل لاتحادها بالأساس إلى تكوين إيران وتأسيسها، بعكس الفترة التي تعيشها حالياً ضمن نموذج السلطة الدولتية القوموية الطائفية الذي لم يعبّر للحظة عن تاريخ ميزوبوتاميا والهلال الخصيب؛ وكل الشرق الأوسط.

بيّنا منذ تأسيس حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطيPYD  وحتى اللحظة بأن إظهار قومية ما لا تكون عن طريق إنكار قومية أخرى، والاعتداد بقيم شعب معيّن لم يفي في وقت أن يكون على حساب إبادة شعب آخر؛ وبالأساس فإن القيم التاريخية هي انتاج عمل خلّاق لجميع الشعوب في الشرق الأوسط، كما أننا نؤمن بأن الاحتكام لشرائع دين معين لا يفيد إلى صهر الثقافات المختلفة القومية منها والدينية؛ فكيف إذا كنا أمام دين حنيف متسامح بحجم الدين الإسلامي القائم أساساً على التعدد والتنوع والاختلاف؟.

نؤكد بأن إيران التي تعاني من أزمة كما مثيلتها تركيا التي تعاني من أزمات والشيء نفسه منطبقٌ على العراق وسوريا التي ننتمي إلى تاريخها وحاضرها ومستقبلها؛ فإن أفضل الحلول لنبقى متحدين في اجتماع سويّ ديمقراطي هو القبول بمسؤولية في إنضاج عقد اجتماعي لكل منها على حدا وبشكل كليّ في الوقت نفسه؛ لِنُنهي من خلاله أزماتنا التي تحل عن طريق حلول تصالحية وصالحة لتراب الشرق الأوسط ومن خلالها تحل جميع القضايا في مقدمتها القضية الكردية، وليعم الأمن والسلام في شرق أوسط غادره الأمن والسلام نتيجة استبداد الأنظمة المركزية في لبوس القومي والديني، وأن هذا الحل يكمن اليوم عن طريق نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية تنتصر من خلاله جميع الشعوب التي تعيش سوياً لمئات السنين.

نعزي أنفسنا ونعزي الشعب الكردستاني وعموم القوى الديمقراطية في إيران والعراق وسوريا وتركيا، كما نعزي بشكل خاص عوائل الشهداء الذين روت دمائهم الطاهرة تراب كوي، كما نسأل الشفاء العاجل للجرحى”.