أخبار عاجلة

دور الإعلام خلال الحوار الكردي الكردي

 

 

من أبرز المسارات التي تؤثر على خارطة العلاقات والسياسات وشكل ومضمون خريطة التفاعلات العابرة للجسم السياسي الوطني، سخونة المنافسة بين مختلف القوى المعادية على تصدير الأزمات والصراعات ضد كياننا الوطني، بهدف توسيع دائرة مصالحهم، بأتباع أسلوب نشر الفوضى بين المكونات الوطنية، وبمعنى آخر تفتيته داخلياً، ولدى رصد وتتبع المراحل التي مرت بها المراحل الحوارية بين القوى الكردية في شمال وشرق سوريا، سنجد ارتفاع سقف المخاطر الناتجة عن استخدام شبكة الإنترنيت و ممارسة الحرب النفسية المؤثرة على الموطنين خلال الفترة الأخيرة، بحيث أصبح مواقع التواصل الاجتماعي من الفواعل المؤثرة في إحداث الفوضى في البيئة السياسية الداخلية، نتيجة تأثير المصادر المضادة للكيان الوطني الكردي والفاعل في هذا العالم الرقمي، حيث تحاول الجهات الخارجية المعادية تغيير المناخ السياسي السائد بين الأطراف الكردية المتحاورة لغايات وأهداف مختلفة، عبر التأثير على البيئة المحلية من خلال نشر المعلومات التي تثير الخلافات والتناقضات، لخلق حالة وهمية بعيدة كل البعد عن الحقائق وعما يجري داخل الجلسات الحوارية، وهذا ما انعكس على البيئة الداخلية بشكل سلبي.

 

بالتزامن مع استمرار الحوارات والجلسات المناقشات بين أحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي، صدعت المواقع الإعلامية المضادة نخاع المجتمع بالمعلومات الكاذبة، حول الحوار الكردي الكردي، الذي انطلق بمبادرة من قوات سوريا الديمقراطية، وذلك لتقوية الموقف الكردي على الصعيد الداخلي والخارجي أكثر وبدعم أمريكي فرنسي بإطلاق مبادرة الوحدة الكردية وتقوية الصف الكردي بحيث يكون قادراً على فرض بصمته في أي تسوية للأزمة السورية، بين أحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي المنضوية في الائتلاف السوري المرتبطة بتركيا، حيث تم الاتفاق على تشكيل مرجعية سياسية كردية وعلى أن يكون عدد أعضاء المرجعية 30 شخصاً، ممثلين على الشكل التالي “12 من حركة المجتمع الديمقراطي، و12 من المجلس الوطني، و6 من القوى السياسية من خارج الإطارين المذكورين”. إلا أن الحوار الكردي الكردي يسير ببطء كبير وخلافات حول ملفات مصيرية تتعلق بالمنهاج التعليمية والخدمة الإلزامية ونظام الرئاسة المشتركة نتيجة الضغوط التركية على المجلس الوطني الكردي لمنع المناهج الكردية في مدارس شمال وشرق سوريا، وعودة مناهج النظام، بالإضافة إلى تمسك المجلس الوطني الكردي بالائتلاف السوري بحجة وجود مظلة شرعية لها والضغوط التي يمارسها الائتلاف كلها أسباب تؤدي إلى بطء سير الحوار الكردي الكردي، فالطرفان ولأول مرة يجتمعان بشكل مباشر على طاولة الحوارات، ومن البديهي أن تأخذ الملفات الخلافية حيزاً كبيراً من النقاش، ومن هنا فالإعلام الكردي له دور كبير في التأثير على المجتمع، و على الرغم من التطور الهائل في مجال الإعلام وتنوع الوسائل والمواقع، إلا أن التوظيف السلبي وتجاوز المهنية فيه، بات يشوب عمل الكثير من وسائله، بسبب دخوله تحت تأثير المعلومات من المصادر النابعة من الأطراف المعادية للقضية الكردية، فبرز التضليل وتشويه الحقائق وإلهاء الناس وخلق الفتن،، فتلك القنوات وبعض مواقع التواصل الاجتماعي الممولة من جهات خارجية تعمل على طمس الحقائق المتعلقة بالقضية الكردية بوجهٍ عام، وإطلاق حملات مفبركة ضد الحضور الكردي التاريخي والقوي في المرحلة الراهنة، إضافةً إلى تجاهلٍ وتعتيم مقصودين حيال تضحيات الكُـرد وكفاحهم المشروع في الأمس واليوم، وتحريض البيئة الداخلية خدمةً لمصالح القوى الخارجية المعادية للقضية الكردية. ولكن يبقى الأمل معقوداً على حراك ثقافي وسياسي واعٍ وبنّاء يساهم في توحيد الصف الكردي، فبدلاً من الاعتماد على المواقف والتصريحات الرسمية التي تصدر من القوى المتحاورة، نجد الوسائل الإعلامية الكردية تأخذ مساراً مختلفاً تضر بالمصلحة الكردية بشكل تام، وتدخل في خدمة الأجندات الخارجية التي تصدر كما ذكرنا الأزمات بمختلف الوسائل الناعمة ومن بينها شبكة الإنترنيت، لذلك على الإعلام الكردي أن تتخذ المصلحة الوطنية الكردية فوق كل الاعتبارات، وأن تهيئ لخلق أجواء إيجابية تحسن من التفاعل الاجتماعي بحيث أن تجعل الجماهير الكردية تنبذ وتهمش الإعلام المعادي والمضاد للكرد والقضية الكردية.

 

وفي المحصلة يكمن نجاح المبادرة التي أطلقها قائد قوات سوريا الديمقراطية في القدرة على بلورة رؤية بعيدة عن الأجندات الإقليمية المعادية للكرد، وابتعاد وسائل الإعلام عن التحريض وإثارة الفتن، مثلما حدث في الفترة الأخيرة، حيث خلقت الوسائل الإعلامية مناخاً سلبياً.

 

NRLS