أخبار عاجلة

هل تشهد الجغرافيا السورية مقايضة جديدة على حساب الشعب المثكول

 

 

روز بريس – تواردت أنباء عن قيام النظام السوري مع الميليشيات التابعة لإيران، بجلب تحشدات عسكرية كبيرة إلى منطقة الباب الواقعة بريف حلب الشرقي، وتفيد المعلومات عن تمركز تلك القوات في قرى تادف والعريمة والسكرية، المحاذيات لمدينة الباب.

وتأتي تحشدات تلك القوات بدعم مباشر من القوات الروسية، كونها قامت بنصب وتجهير منظومة رادارية في تلك المنطقة، لتنظيم عمل الطيران الحربي وأخذ الإحداثيات ومسح المنطقة جغرافياً، تجهيزاً لأي عمل طارئ قد يتم في الأيام القليلة القادمة.

وقد قام النظام بسحب عدد كبير من القوات التي كانت تتمركز في جبهات أدلب وأعاد تموضعها في أرياف حلب الشرقي، مع تواجد كبير للميليشيات التي تدعمها أيران والتي شاركت النظام بالسيطرة على ريف دمشق في أوائل عام 2018، بالإضافة لقوات من الفيلق الخامس ولواء القدس التي تدعمه روسيا.

وعلى إثر تلك التحشدات أوعزت تركيا لمرتزقتها في المناطق التي تحتلها برفع جاهزيتها تحسباً لأي عمل عسكري يقبل عليه النظام للسيطرة على مدينة الباب أو أي منطقة أخرى.

وعلى لسان المدعو مصطفى سيجري القيادي في مايسمى الجيش الوطني، في 3 تشرين الأول / أكتوبر، قال: ‏”رفع الجاهزية العسكرية استعداداً لصد أي عدوان روسي محتمل على المنطقة بعد ورود معلومات عن نوايا روسية لشن عملية عسكرية ضد المنطقة الخاضعة لتفاهمات تركية روسية سابقة تمنع العدوان وتجاوز الخطوط، في تصعيد خطير ومحاولة للضغط على تركيا”.

وكعادته بالهروب من الأزمات الداخلية والخارجية لتركيا، هدد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، بشن عملية عسكرية شرق الفرات، في حال عدم تنفيذ الاتفاق مع روسيا في مدينة سوتشي، قائلاً: “المناطق التي تحوي إرهابيين في سوريا، إما أن يتم تطهيرها كما وعدنا، أو نذهب ونفعل ذلك بأنفسنا”، متناسياً المرتزقة السوريين (الإرهابيين)، الذين تم تجنيدهم لخدمة المصالح التركية أينما وجدت، والتي تم نقلهم للقتال في ليبيا وأذربيجان وشمال العراق. بالإضافة لعشرات الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق التي تحتلها تركيا في عفرين وتل أبيض ورأس العين، من قتل وتهجير والاستيلاء على الممتلكات.

ونتيجة تفاهمات روسية تركية عديدة سابقة، سيطر النظام على أجزاء كبيرة من المناطق التي كانت تسيطر عليها الفصائل التي كانت تدعمها تركيا في حلب وحمص وريف دمشق، بينما قامت تركيا باحتلال مقاطعة عفرين بالإضافة لاحتلالها تل أبيض ورأس العين، وتهجير مئات الآلاف من المدنيين والسكان الأصليين لتلك المناطق، والآن تلوح بالأفق نوايا مقايضة جديدة بين تركيا وروسيا، بعد الهدوء النسبي التي شهدته جبهات إدلب والتحركات الغير مألوفة لقوات النظام في مناطق ريف حلب الشرقي.