قال السفير الروسي في دمشق إن موسكو تعول على أنقرة لاتخاذ إجراءات فصل المعارضة المسلحة المعتدلة عن الإرهابيين في إدلب وتحييدهم، منوها بإن إعادة تسميتهم لن يغير من طبيعتهم الإرهابية.
وأضاف ألكسندر إيفيموف في مقابلة مع وكالة “نوفوستي”: “نتوقع في هذا الصدد أن يواصل الشركاء الأتراك جهودهم لفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين واتخاذ إجراءات لتحييدهم لاحقا .. إعادة تسميتهم بتسميات أخرى لا يعني تغييرا في طبيعتهم الإرهابية“.
ولفت الدبلوماسي إلى أن الاتفاقات الروسية التركية ساعدت على تقليص التوتر في منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشددا على أن الجانب التركي لا يقلل من أهمية وضرورة مواصلة الحرب ضد الإرهاب وعودة تلك الأراضي إلى سيادة الحكومة السورية، علاوة على ذلك، تؤكد مذكرة سوتشي لعام 2018 والاتفاقات الأخيرة بيننا وبين الجانب التركي على مكافحة جميع أشكال الإرهاب والقضاء على الجماعات التي تندرج تحت هذا التعريف.
وأوضح السفير أن “إدلب لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية العازمة على مواصلة العنف وسفك الدماء، وليس تحت سيطرة فصائل المعارضة المعتدلة، والذي بدا جليا مع بدء سريان وقف إطلاق النار في إدلب في الـ6 من مارس الماضي الذي لم تلتزم به تلك الجماعات الإرهابية كهيئة تحرير الشام التي سعت إلى عرقلة تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية من قصف يومي بالصواريخ للمناطق الآمنة وهجمات باستخدام الطائرات المسيرة لقاعدة حميميم“.
وشدد السفير على أن “خطورة الأمر تكمن أيضا في منطقة الطريق السريع M-4، الذي تقوم الجماعات الإرهابية باستهدافه وتعوق تسير الدوريات الروسية التركية المشتركة في (الممر الأمني)، وتعمد إلى تفجير الجسور“.
وشدد السفير على أن الاتصالات جارية بين روسيا وتركيا من خلال مختلف الإدارات لضمان الامتثال للاتفاقيات التي تم التوصل إليها، قائلا: “نفترض أن جميع المهام المحددة يمكن حلها، فإن الوجود العسكري التركي المتبقي في منطقة خفض التصعيد سيكون مؤقتا وفي نهاية المطاف سيحين الوقت لإنهاء تواجده هناك“.
وفيما يخص مكافحة وباء كورونا في منطقة إدلب وتقديم المساعدات الإنسانية لسكان تلك المنطقة، أشار السفير إلى أن الصعوبة تكمن “في ظل الممارسات القمعية التي تنتهجها تلك الجماعات من عمليات نهب وخطف كما حدث عندما قاموا بالاستيلاء على مكاتب الهلال الأحمر السوري ونهبها“.