نشر بيوتر أكوبوف في “فزغلياد” , مقالة حول الحاجة الملحّة إلى إعادة النظر في بنية العالم على ضوء وباء كورونا.
وجاء في المقال:
يهدد فيروس كورونا الجميع, ولكن سيحاول الجميع استغلال عواقب الأزمة العالمية الناجمة عنه لمصلحتهم, هذه الأزمة الضخمة، هي في الوقت نفسه فرصة كبيرة للاعبين الرئيسيين في العالم، في تغيير النظام العالمي، أو الحفاظ عليه.
ستراهن الولايات المتحدة على الحفاظ على النظام العالمي القائم. فهي لن تتخلى عن الإملاء القاسي. وهذا يمكن رؤيته من خلال الطريقة التي تتصرف بها في خضم الأزمة والوباء. علاوة على ذلك، ستواصل واشنطن استغلال وباء كورونا في كل ما يخص لعبتها الكبيرة مع الصين.
مسألة أخرى أن قدرة الولايات المتحدة على شن هجوم على الصين ستكون محدودة للغاية في المستقبل القريب، فلا يزال الوباء في أوجه، وقد تكون العواقب على الاقتصاد الأمريكي أكثر خطورة بكثير مما هي على الصينيين.
إن تعاظم قوة الصين وضعف الولايات المتحدة كان سيحدث من دون الأزمة الحالية. فهذا هو الاتجاه الرئيس في العقود الأخيرة. لكن المواجهة المتزايدة بين القوتين وصلت مؤخراً إلى نقطة مهمة، فقد أصبح واقعيا الانتقال إلى مواجهة مفتوحة على جميع الجبهات، من التجارة إلى المواجهة الإقليمية.
وهنا يعتمد الكثير على روسيا، لأن المعركة الأمريكية الصينية مجرد جزء من الحرب الجيوسياسية العامة. لن تلعب روسيا الورقة الأمريكية الصينية، لكنها يمكن أن تعمل كعامل استقرار في حال تفاقم الصراع بين واشنطن وبكين.
يكتسب اجتماع القوى الخمس الكبرى الذي اقترحه بوتين، والذي كان من المقرر مبدئياً في سبتمبر في نيويورك، أهمية خاصة، الآن. وقد أطلق عليه افتراضيا تسمية “يالطا الجديدة”، مع تحفظات على حقيقة أن العالم في العام 1945 جرى تقسيمه وفقاً لنتائج الحرب الكبرى، والآن، في زمن السلم، لا أحد يريد ولا يمكنه الاتفاق على أي شيء جدي.
الآن، بعد اندلاع أزمة فيروس كورونا، التي يسمونها حربا عالمية جديدة، تظهر ضرورة العنصر “العسكري” في قمة القوى العظمى، وعالم ما بعد الحرب (ليس بمعنى غياب الحرب) يمكن أن يتشكل أسرع مما توقعنا.