الديمقراطية لا تعني أن تفعل ما تشاء

 

 

تعرف الديمقراطية بأنها نظام الحكم، أي تكون السلطة العليا بيد الشعب الذي يمارس سلطاته بشكل مباشر، أو عن طريق مجموعة من الأشخاص يتم انتخابهم لتمثيل الشّعب بالاعتماد على عملية انتخابية حرة، حيث ترفض الديمقراطية جعل السلطة كاملة ومُركزة في شخص واحد، أو على مجموعة من الأشخاص كالحكم الدكتاتوري، أو الأوليغارشية (حكم الأقليات)، وأصبح في العصر الحالي نظام الحكم الديمقراطي هو النظام المفضل للحكم في جميع المجتمعات؛ ويرجع ذلك إلى إمكانية أفراد المجتمع التعبير عن خياراتهم اتجاه كل من إدارة الحكم العام في البلاد، وتوزيع الموارد، والمشاركة بشأن العملية الإدارية.

في الشمال السوري، تمكنت في بداية عام 2011 وحدات حماية الشعب والمرأة من تحرير العديد المناطق التي كان يديرها النظام السوري، وتمكنت بالفعل تلك القوات من صد الهجمات الشرسة التي كانت تشنها في البداية جبهة النصرة على عفرين ومناطق في ريف جل آغا وكركي لكي.

وبعد توسع الاشتباكات وظهور داعش بشكل كبير، تشكلت قوات سوريا الديمقراطية ضمت العديد من الفصائل العسكرية وبدأت حملات مضادة في مناطق شمال وشرق سوريا، تمكنت هذه القوات من تحرير العديد من المناطق، وقامت القضاء على داعش في جغرافية الشمال السوري بشكل كامل، وأخرها كانت باغوز الصغيرة.

بمقابل الانتصارات العسكرية التي كانت تقودها القوات المذكورة، تشكلت الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا بمفهوم الأمة الديمقراطية وبفلسفة القائد الكردي عبدالله اوجلان، لخدمة أهالي المنطقة وتشكيل الحماية الذاتية.

وتشكلت على هذا الأساس، مئات الكومينات والمجالس والإدارة الذاتية في بعض المناطق، واستطاعت تلك المؤسسات حماية مناطق من خلال قوات تشكلت من هذه الإدارة.

ومقارنة بالمناطق السورية الأخرى التي كانت تشهد نزاعات كبيرة في ظل دخول الدول الغربية والمستعمرة، تمكنت الإدارة الذاتية من حماية مناطقها من الهجمات الشرسة التي كانت تستهدف المنطقة متمثلة بالاستخبارات التركية أو الميليشات الإيرانية أو حتى هجمات داعش الانتحارية.

وبعد أعوام من المكاسب التي حصدتها الإدارة، بات واضحاً بان البعض بدأ الهجوم على الإدارة تحت مسماة الإدارة الديمقراطية، وذلك في سياق الهجمات الاستخباراتية المضادة لأمن واستقرار المنطقة أو في سياق الهجوم الإعلامي الذي تديره تركيا وبعض الأحيان حكومة باشور كردستان.

مثال على ذلك ضجت خلال الأيام الماضية القليلة وسائل التواصل الاجتماعي على اعتقال قوات خاصة للمدعو فنر تمي الذي كشف فيما بعد عن قيامه بفعاليات استخباراتية تستهدف أمن مناطق شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.

ما يطرح نفسه هنا، سبب هذه الضجة التي يديرها بعض الأشخاص المثقفين والإعلاميين، وثانياً هل هناك مفهوم غلط وصل إليها أهالي مناطق الشمال السوري، وهل تعني الديمقراطية بأن تعمل ما تشاء وما تحب دون محاسبة، بالطبع الجواب سيكون لا، فقوات الأمن التي تشكلت هي مكلفة ومن واجبها القبض على فنر وأمثاله أن كتبت على صفحتك أو لا…..