عفرين…
هذه المنطقة التي يعيش فيها شعب لم يُلحق أيّ ضرر بتركيا منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، لكنّها تعرّضت للعدوان من قبل تركيا نفسها.
صارت جرائم الغصب والسلب والنهب وطلب الفدية والابتزاز والاغتصاب والدعارة والضرب والقتل والدمار البيئي جزءا من الحياة اليومية.
التطهير العرقي وإعادة تشكيل الديموغرافيا السكانية والإبادة الجماعية الثقافية كلها تتنامى معا، وبأقصى سرعة.
إدارة الاحتلال، التي تقضي على الأكراد والعناصر السكانية الأخرى في عفرين بإجراءات متنوعة، توطّن مكانهم العائلات التي فرت من الغوطة الشرقية والعائلات الفارة من غيرها من المناطق التي خرجت عن سيطرة الجهاديين، وكذلك التركمان الذين لم يعيشوا في عفرين قط.
اليوم، يقدر عدد من اضطروا للهرب من عفرين بـ300 ألف شخص، وبقي هناك نحو 50 ألف كردي فقط، ومعظمهم من كبار السن.
خلاصة القول، توجد في عفرين أيضًا نفس الممارسات الاستعمارية التي توجد في مناطق الاحتلال الأخرى.
تركيا تمارس سياسة المستعمرات عيانًا بيانًا على المناطق المحتلة، وتسير دون فتور ولا توانٍ في الطريق الذي تحفظه وسبق أن رسمته.
وخلافًا للمستعمرات تجهز البنية التحتية في تلك المناطق ليتم ضمها إلى تركيا عبر تتريكها، وإقامة جدار بين عفرين وباقي سوريا بقدر المستطاع.
ويحظى هذا المخطط بدعم كامل من الخارج، أما من الداخل فلا أحد يهتم بذلك.
ولم تتحقق العدالة بعد، لقد تأخرت.
دعونا نكرر الدعوة للخالق إزاء كل الوحشية والاضطهاد اللذين تمارسهما حكومة أنقرة في عفرين.
ودعونا لا ننسى أنه إذا كانت دوامة العنف الدفين التي عصفت بالمنطقة مع قتل هرانت تستطيع أن تلف البلاد وجيرانها اليوم بهذه السهولة؛ فذلك لأن جذورها تمتد إلى اقتلاع شعب هرانت من تلك الأرض.
أجل، لم يفت الأوان بعد من أجل الخجل!
الكاتب: جنكيز أكتار