أشار تقرير لموقع المونيتور الأمريكي إلى أن مسألة التصرف حيال ما يجب فعله بسجناء تنظيم داعش في شمال شرق سوريا لا يزال يشكل مشكلة مزعجة.
فمع تزايد القلاقل والاضطرابات التي يقوم بها سجناء داعش في مراكز الاعتقال في شمال شرق سوريا، تحذر السلطات الكردية من قدرة التنظيم على استغلال الثغرات الأمنية، بينما يتركز اهتمام المجتمع الدولي في أماكن أخرى.
ويذكر التقرير بأن مسلحو داعش سيطروا على سجن كبير في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع، وانتهت أعمال الشغب بعدما تواصلت قوات سوريا الديمقراطية وممثلون عن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة داعش مع المسلحين.
ونقلت المونيتور عن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، كينو غابرييل، إن المحادثات مع المحتجزين تضمنت مطالبهم بتحسين ظروف المعيشة وزيادة الوصول إلى المعلومات المتعلقة بمصيرهم.
وأضاف غابرييل: “نعمل على تحسين وضعهم المعيشي، لكن ليس من السهل القيام بذلك، إن مطالبنا للمجتمع الدولي بالتوصل إلى حل في هذا الصدد.”
وينوه التقرير إلى أن حادثة سجن الحسكة هي ثاني حادثة شغب من هذا النوع خلال أكثر من شهر بقليل. ففي أواخر مارس/آذار، تمكن عدد من مسلحي داعش من الفرار من نفس المنشأة، لكن تم القبض عليهم في اليوم التالي. وتأتي الاضطرابات في السجون في الوقت الذي تصعد فيه بقايا المجموعة الإرهابية الهجمات والاغتيالات في منطقة الصحراء الشرقية في سوريا، وكذلك في العراق المجاور.
ونقل التقرير عن نيكولاس هيراس ، خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد دراسة الحرب ومقره واشنطن: “سيستمر داعش في سعيه للتغلب على دفاعات قوات سوريا الديمقراطية في السجون ، سواء من أعمال الشغب داخل السجون أو من الخارج”.
ويضيف هيراس: “معظم السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية هي منشآت صغيرة حيث يحتجز عشرات أو مئات من سجناء داعش في زنزانة واحدة، وتحتاج هذه السجون إلى حراس وإدارة وطعام ورعاية طبية بالكاد تستطيع قوات سوريا الديمقراطية توفيرها.”
تقرير المونيتور نوه إلى ترحيب محتجزي داعش بالغزو التركي لشمال شرق سوريا في أكتوبر/تشرين الأول، حيث تمكن أكثر من 100 معتقل من الفرار مع اشتداد القصف التركي على القوات الكردية وإعادة نشر حراس المنشآت للمساعدة في القتال، بحسب مسؤولين أميركيين.
وأشار التقرير إلى أن أمن السجون على المدى الطويل واحتمال هروب المعتقلين يشكل مصدر قلق لمسؤولي البنتاغون: “كلما طالت فترة احتجاز سجناء داعش في سجون قوات سوريا الديمقراطية، زادت احتمالية حدوث الاختراقات”.
كما حذر التقرير من خطر انتشار فيروس كوفيد-19 بين سجناء داعش: “إن الإصابة الجماعية بين المحتجزين هي احتمال حقيقي بالنظر إلى البنية التحتية الصحية التي دمرتها الحرب في المنطقة والاكتظاظ الشديد في السجون”.
وقالت دارين خليفة، كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل، إن إطعام السجون وحراستها يربك السلطات الكردية بالفعل.
وقال خليفة: “موارد الإدارة ناقصة بشكل مؤسف وقدرتها تتضاءل، إذا أصاب هذا الفيروس مرافق الاعتقال المكتظة، أو معظم شمال شرق سوريا، فإننا نخاطر بأن نكون في وضع يسمح لنا بمشاهدة تفشي المرض”.
وتحتجز مراكز الاعتقال التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا أكثر من 12000 من مسلحي تنظيم داعش، نحو 3000 هم من الأجانب.
وأردف التقرير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية دعت مرارًا وتكرارًا الحكومات الأجنبية إلى إعادة رعاياها سواء من المسلحين أو عوائلهم، لكن معظم الدول الأوروبية تنصلت أو رفضت إعادة تقديمهم إلى المحاكمة. وذهب البعض إلى حد تجريد مواطنيهم من الجنسية، تاركين قوات سوريا الديمقراطية ضعيفة الموارد للتعامل مع المشكلة.
في غياب عمليات إعادة مسلحي التنظيم إلى بلدانهم، طلبت قوات سوريا الديمقراطية من المجتمع الدولي على الأقل تقديم المزيد من المساعدة إلى شمال شرق سوريا، حيث يعتمد ما يقدر بنحو 1.6 مليون شخص على المساعدة الإنسانية والمعدات الطبية غير متوفرة.
وفي أواخر مارس، قدم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إمدادات بقيمة 1.2 مليون دولار ، بما في ذلك أقنعة ودروع وهراوات لحراس معسكرات الاعتقال.
وقال غابرييل للمونيتور، هناك حاجة إلى المزيد، اذ أن تفشي الفيروس التاجي الكبير سيعرقل جهود قوات سوريا الديمقراطية لإبعاد المسلحين من المنطقة.
مضيفاً: “سيكون من الصعب التركيز على عملياتنا ضد خلايا داعش النائمة أو الدفاع عن المنطقة ضد أي تهديدات. الأمر صعب الآن، وإذا حدث أي انتشار، فسيكون الأمر أكثر صعوبة “.