مع تفاقم العزلة الدبلوماسية الإقليمية والدولية على نظام أردوغان، لم يعد هناك من شك في أن هذا النظام حوّل تركيا ، إلى دولة في حالة «انحدار وتراجع» مطّردين، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية.
وتتعارض هذه الرؤية التي يجمع عليها المحللون الغربيون، مع الادعاءات التي يسعى أردوغان لترويجها عبر وسائل الإعلام الخاضعة لسطوته، والتي تتحدث عن «انتصارات مزعومة» يحققها النظام التركي، وذلك في تجاهل سافر لما جلبته سياساته على البلاد من أزمات.
وأرجع المحللون تقهقر تركيا تحت قيادة أردوغان، إلى «عوامل مختلفة»، من بينها بدء تفعيل العقوبات الأمريكية التي فُرِضَت عليها بعد شرائها منظومة «إس – 400» الروسية للدفاع الصاروخي، بجانب انسداد أفق انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
ويُضيف المحللون إلى ذلك تصاعد الغضب الأوروبي حيال عمليات التنقيب غير القانونية التي تنخرط فيها السفن التركية، قبالة السواحل اليونانية والقبرصية في منطقة شرق المتوسط، في محاولة من النظام المستبد الحاكم في أنقرة للاستيلاء على حصة من احتياطيات الغاز الطبيعي الهائلة هناك.
وأشار المحللون إلى أن هذه الاستفزازات التركية المتواصلة، دفعت القادة الأوروبيين إلى بحث فرض عقوبات اقتصادية على نظام أردوغان، بحلول آذار المقبل على الأرجح.
وأضاف المحللون أن أردوغان يعاني من مأزق كبيرة، بالتدهور الوشيك في علاقاته مع الولايات المتحدة، في ظل المغادرة الوشيكة للرئيس الجمهوري دونالد ترامب للبيت الأبيض، إيذاناً بتولي الرئيس المنتخب جو بايدن مهام منصبه. فقد أكد بايدن، من قبل، نيته تقديم الدعم للمعارضة التركية لإسقاط النظام الحالي عبر صناديق الاقتراع، كما تعهد بالاعتراف بالإبادة الجماعية، التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن، قبل أكثر من قرن من الزمان.