بعد كورونا .. الاتحاد الأوربي إلى أين

“أوراسيا إكسبرت” نشرت نص لقاء مع باحث وسياسي فرنسي حول أوروبا ما بعد وباء كورونا، وكيف عليها أن تعيد النظر في سيادتها وقدراتها على مواجهة الأزمات.

وجاء في اللقاء: يضرب وباء فيروس كورونا الاقتصاد العالمي. فقد وضع وقف الإنتاج أو تباطؤه العديد من الشركات على حافة الإفلاس. ففي أوروبا، بلغ الوضع درجة من الخطر دفعت أكبر الاقتصادات في الاتحاد الأوروبي إلى الحديث عن تأميم الشركات كإجراء لإنقاذها من الأزمة ,بالإضافة إلى ذلك، وافقت بروكسل للمرة الأولى على تعليق ميثاق الاستقرار والنمو.

 

أجرت “أوراسيا إكسبرت” لقاء مع الباحث السياسي الفرنسي، النائب في البرلمان الأوروبي عن فرنسا في 2014-2019 إمريك شوبارد عن حجم الأزمة الاقتصادية في أوروبا وكيف ستغير مستقبل الاتحاد الأوروبي فقال:

كان الاقتصاد المعولم قائما على الإيمان مثل الدين, لكن فيروس كورونا وضع حدا لهذا الاعتقاد، فحلّ الذعر. وفي حالة الذعر، يبيعون كل شيء للحصول على النقود لليوم الأسود. وتعاني رسملة الشركات مثلما تعاني البلدان النامية التي يخرج منها الاستثمار.

 

روسيا، مُعدّة جيدًا لمثل هذا الوضع، نظرا لأن اقتصادها، وإن يكن معولما، إنما بدرجة أقل من الدول الغربية, بالنسبة للصين، هذه مشكلة كبيرة, وبالنسبة للبلدان النامية التي تحتاج إلى رأس مال غربي، فإن هذه مشكلة جدية أيضا.

 

في رأيك، لماذا لا تحارب دول الاتحاد الأوروبي هذا الشر؟

 

الحقيقة هي أن الاتحاد الأوروبي أثبت عدم جدواه تماما في هذه الأزمة, فلا استجابة منسقة لهذا التهديد، ولا تضامن أوروبياً.

أعتقد بأن الاتحاد الأوروبي، الذي فقد مصداقيته عمليا قبل الأزمة الصحية، سيخرج منها أضعف مما كان.

عندما يختفي الفيروس، سيتعين علينا إعادة التفكير في العولمة وإعادة بناء أوروبا. يجب أن لا تعني العولمة التخلي عن الأولويات الوطنية.

على الأمة، بطبيعة الحال، أن تمارس التجارة بحكمة، ولكنها قبل كل شيء، يجب أن تحافظ على سيادتها السياسية والغذائية والطاقية والطبية والقانونية وغيرها. يجب أن يتكيف الناس ليس فقط مع الطقس الجيد، إنما ومع العواصف والرعود! ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يصبح أمة أوروبية ويعيد التفكير في علاقته بروسيا.