رغم كل الظروف والتطورات التي تشهدها الساحة الكردستانية وضرورات أن يكون هناك خطاب موحد ضد محاولات التصفية التي يريدها العدو ضد شعبنا وقضيته؛ لا تزال هناك أطراف أو ممن يمكن وصفهم بالأحزاب السياسية أو الشخصيات السياسية الكردية يقعون في مصيدة القوى المعادية لشعبنا، حيث تحاول هذه الأطراف تبنّي رؤية العدو ضد شعبنا بشكل إرادي والبعض بطرق غير إرادية وفي الحالتين الأمر يعود لعدم فهم التاريخ الحقيقي للأطراف المعادية ضد شعبنا، بحيث وأمام فشل الأخيرة تحاول بعض الأطراف التي تدّعي بأنها كردية وبلغة كردية تسويق خطابهم ضد أطراف كردستانية أخرى تناضل وتقدّم التضحيات في سبيل ألا يكون شعبنا رهينة بيد جلاديه.
يتجلى هذا الواقع علناً في النهج الذي تسلكه تلك الشخصيات عبر الحملات التسويقية للعدو ضد حركة الحرية الكردستانية، ويتهربون من دورهم الحقيقي الذي لطالما يصدعون رأس شعبنا به، يتحدثون عن وطنيتهم ومبادئهم ونضالهم الكردي وبالمقابل يتهربون من أداء مواقف علنية من الاحتلال التركي، ممارساته مع المرتزقة، تصفية شعبنا على هويته الكردية، حالات الخطف والقتل، التغيير الديموغرافي للهوية الجغرافية والمجتمعية الكردية كذلك يقفون بصمت أمام الإبادة السياسية التي يتعرض لها شعبنا في المحافل الدولية والمفاوضات ولجان الدستور وحالة الإنكار التي يتم اتباعها من قبل ذات القوى المناهضة لشعبنا والتي تقف ضد حركة الحرية الكردستانية، إذاً حينما يكون الطرف الممارس لكل هذه العداوة ضد قضيتنا ويقف ضد حركة تناضل وتضحي في سبيل جميع أجزاء كردستان وفي ذات الوقت حينما يتحوّل البعض لبوق لهم ويتهجمون على هذه الحركة؛ فالتساؤل الذي يجب أن يسأله الجميع من يخدمون هؤلاء؟ الأحرى أن يسأل هؤلاء أنفسهم لدقائق قبل الجميع من يخدمون بهذه السلوكيات!
تركيا تحاول تصدير أزماتها للخارج وأردوغان يوجه أنظار الرأي العام التركي نحو مخاطر افتراضية ويشرعن إباداته ضد شعبنا سياسياً وجغرافياً ومجتمعياً ويتهجم على أطراف كردستانية كحركة الحرية لنضالها ضد هذه السياسات التركية ويظهر أمثال برو ومن يدور في فلكهم ويتهجمون على الجهات الكردستانية التي تستهدفها تركيا! الغرابة تكمن في أنهم يتحدثون عن تركيا بأنها طرف حل للقضية الكردية مع أن تركيا تقول لهم عبر أفعالها وممارساتها في كل مكان أنها عدوة، في عفرين تقول ذلك وفي سري كانيه وكري سبي وجميع المناطق السورية التي تحتلها وفي باشور عندما توجه شعبها نحو استحقاقاته المصيرية في موضوع الاستفتاء قالتها علناً دون أي مراعاة لأي شيء، حيث لم تقل شيء جديد سوى الأهداف التي تؤمن بها وتسعى إلى تحقيقها.
التاريخ يعلمنا بأن الشعب يبقى والطغاة والأنظمة زائلون، من يعوّل على أردوغان وتركيا اليوم وإن كانوا يحصلون على ما يحصلون عليه من مكاسب مرحلية. لكن؛ سيزول أردوغان وستنتهي سياساته وسيبقى شعبنا وسيتحدث التاريخ عن كل شيء، في عام 2004 إبان انتفاضة الكرامة في قامشلو وخروج الشعب للتصدي ضد آلة القتل والقمع دون وجود أي طرف سياسي منظم لذلك، هرعت بعض الأحزاب نحو النظام السوري وتحدثت عن أنها بريئة مما يحدث في الشارع الكردي مع أنها وبالرغم من أنها كانت بعيدة عن قيادة ذلك الحراك لكن بوصفها أحزاب كردية كان لها فرصة أن تنال شرف تبنّي تلك الانتفاضة التاريخية في سوريا وروج آفا، النتيجة زال النظام وذهب وبقيت تلك المواقف في تاريخ شعبنا، من اتخذ مواقف مشرّفة التاريخ لا يقضم حقه، ومن تخاذل وهرول وتبرأ التاريخ لا يرحمه.
اليوم ذات الاسترضاء يحاول البعض الحصول عليه مع أردوغان وتركيا، ويتبرؤون من مواقف مشرّفة خدمة لشعبنا وقضيته الكردستانية التي تتخذها حركة الحرية الكردستانية ومصير هؤلاء سيكون ذات المصير، طبعاً نتحدث من منظور كردستاني وكقضية كردية واحدة.
هؤلاء العاهات السياسية يعيقون كل شيء ويسهلون مخططات العدو بكل سلاسة، اليوم ما يظهر من هذه الأطراف يعيق كل الجهود التي يتم تقديمها من أجل الكرد وقضيتهم ومشروع وحدتهم بما فيها محاولات الحوار الكردي في روج آفا، حيث تتسلل هذه المواقف نحو بعض التفاصيل وتتعمق لدرجة تحولها لنقاط خلافيّة.
حريّ بهذه الأطراف اللا مسؤولة أن تُعدل مواقفها وتتراجع عن خدمة أعداء الكرد بالوكالة؛ لأن التاريخ لا تغادره أية تفاصيل والفرص في ظل الواقع الموجود باتت ضئيلة، حيث نحن على أبواب مرحلة ستكون حاسمة وسوف تتضح الأمور مع زوال كل من يتم التعويل عليهم ضد شعبنا وقضيته وحينها التاريخ سيُدوّن ولن يستطيع أحد أن يعدل منه شيئاً مع أن سجلهم الأسود بات قريباً من أن ينتهي وتطوى صفحتهم الداكنة.