أخبار عاجلة

حرب خاصة بالوكالة، تغضُّ الأبصار عن الوقائع وتجعلها تهرول وراء الأكاذيب

حرب خاصة بالوكالة، تغضُّ الأبصار عن الوقائع وتجعلها تهرول وراء الأكاذيب

منذ فترة ثمة هجوم واسع النطاق على الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وعلى كل ما يمت اليها بصلة، وقد تمثل هذا الهجوم بأشكال عديدة ومختلفة، تقود الهجوم دائرة الحرب الخاصة للاحتلال التركي الفاشي، وقد شاركت في الهجوم أطراف عديدة ارتهنت للاحتلال، وتعمل لديه ككتائب متقدمة وضاربة، بالإضافة طبعا الى قوات الاحتلال التركي العسكرية والتي تتدخل بشكل مباشر في كل من مناطق الإدارة الذاتية من جهة ومن جهة ثانية في مناطق بجنوب كردستان، لاسيما في الجبال التي تتواجد فيها قوات الكيريلا ، فقد شنت قوات الاحتلال العديد من الهجمات وتحت مسميات عديدة مثل، ( مخلب الصاعقة ومخلب البرق الخ.. في مناطق كارى ومتينا..) وذلك لضرب حركة التحرر الوطني الكردستانية والتي بقيت لوحدها خلال أكثر من ثلاثين سنة في مواجهة إرهاب دولة الاحتلال التركي، وبالتالي محاصرة مناطق روج افا التي سلمت حتى الآن من الاحتلال، بعد عفرين وسرى كانييه وتل ابيض.
وبعد كل فشل منيت بها قوات الاحتلال تحاول اشراك جهات عديدة معها، بعضها عسكرية وبعضها الآخر اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، وزرع بذور الشقاق بين الأطراف الكردية، والسير على الخطط التي ترسمها دوائر الاستخبارات في الكيان التركي، وقد تجلى ذلك في احداث كثيرة منها:
1- ضرب قوات البيشمركة واتهام الكيريلا بذلك
ففي الخامس من حزيران عام 2021 أعلنت وزارة البيشمركة عن تعرض قوة من البيشمركة مؤلفة من 5 أفراد لهجوم في منطقة متينا بمحافظة دهوك الى هجوم صاروخي أدى الى استشهاد عناصر البيشمركة و الذين قاموا بهجوم على قوات الكريلا في منطقة متينا، وبحسب تصريح أصدرته قوات الدفاع الشعبي اكدت فيه عدم استهدافها للبيشمركة وأنها منفتحة للتعاون مع لجنة تحقيق وتقصي الحقائق لكشف خلفيات الهجوم ومن قام به، الا ان حكام هولير، لم يوافقوا على ذلك، وراحت آلتهم الدعائية تدعي بان الكيريلا هي من نفذت الهجوم، وسارعت قوات الاحتلال التركي ومسؤولو الدولة التركية قائلين تعليقا على ما حدث : ” اننا وقوات البيشمركة نعاني من عدو واحد، وعلينا مواجهته معا ” وعلى الرغم من نفي قوات الكيريلا مسؤوليتها عن الهجوم، وبالرغم من ان احد قادة البيشمركة قادر خوراني قد أكد خلال تصريح له ان الهجوم الصاروخي قدتم تنفيذه من الجو ومن قبل طائرات وقائلا إن : “العربة المدرعة التي استُهْدِفَتْ في جبل متينا، تعرضت للقصف بطائرة حربية تركية من طراز (F-16) أو طائرة مسيرة دون طيار، لأنها لو كانت مستهدفة بصاروخ أو خلال اشتباكات، لكانت إطارات العربة قد انفجرت أيضاً، لقد تم استهداف السيارة من الأجواء”. في إشارة الى طائرات الاحتلال التركي الا ان قيادة الإقليم واذرعها الإعلامية والحزبية فقد استمروا في حملتهم القذرة لتحميل قوات الكيريلا المسؤولية ملمحين لانصارهم في روج افا بترديد نفس الأسطوانة ونشرها، وذلك للتحشيد ضد الإدارة الذاتية التي تعاديها الدولة التركية، هذا من جانب ومن جانب آخر تسخين الأجواء وافتعال الأسباب التي قد تدفع باتجاه افتتال كردي – كردي مما يعطي ذريعة جديدة لكيان الاحتلال التركي بالتدخل واحتلال باشور كردستان، بعد تحشيد رأي عام عالمي واسع من خلال هذه الدعايات.

1- 2- محاولة زيارة وفد السلام الى هولير:
بهدف الاطلاع عل الأوضاع في كردستان وموضوع التدخل التركي في الإقليم، والسعي لإنهاء الحرب والدمار المفروضين على شعبنا الكردي من قبل دولة الاحتلال التركي، ومنعا لأي اقتتال كردي داخلي، قرر وفد دولي باسم : ( الوفد الدولي للحرية والسلام )- والذي يضم شخصيات واكاديميين من مختلف انحاء العالم- بمحاولة لزيارة إقليم كردستان، في بدايات شهر حزيران من هذا العام فتم منعهم من السفر او مواصلة السفر والوصول الى هولير ، فقد تم منع العديد منهم من مغادرة مطارة دوسلدورف بألمانيا، كما وان بعضهم تم منعهم من اكمال رحلتهم وترحيلهم من مطار الدوحة في قطر، كما تم منع دخولهم او محاورة أصحاب الشأن في هولير وتم اعتقالهم ومن ثم ابعادهم جميعا، وكان الوفد يتألف من حوالي مائة وخمسين شخصا، من مختلف الاتجاهات والاختصاصات بينهم برلمانيون اوربيون، وتبين ان هناك تنسيق عال المستوى بين الالة الإعلامية للديمقراطي الكردستاني واعلام كيان دولة الاحتلال، فمثلا ادعى الاعلام التركي بان تلك المجموعة انما جاءت للقيام بأعمال إرهابية، وتنفيذ اغتيالات، وقد استضافت احدى قنواتهم مسؤولا من الحزب الديمقراطي، ليقول هو الآخر : ” نعم لقد احبطنا عملية إرهابية كبيرة واغتيالات كانت ستنفذ من قبل هؤلاء الذين جاؤوا باسم وفد الحرية والسلام .!
وقد اصدر الوفد بيانا استنكر فيه ما حدث ومنعهم من اكمال مهمتهم الإنسانية، والسؤال الذي يتبادر الى الذهن ما الذي يجمع بين حكومة مسرور برزاني وحكومة قطر والدولة التركية عدا العداء لشعبنا الكردي، وضرب مكتسباته؟.
3- دور المجلس الوطني الكردي (انكسه)
تلقف المجلس الوطني الكردي انكسه التابع لإقليم كردستان والعضو في الائتلاف السوري الإخواني المدعوم تركيا، رسالة قادة الإقليم وقاموا بالعديد من النشاطات المشبوهة، منها:
زيارة المدعو فؤاد عليكو ( أحد قادة انكس المعروفين بارتباطاته الاخوانية والتركية ) بزيارة سريعة الى استانبول لتلقي التعليمات من قبل دوائر الحرب التركية الخاصة، واللقاء ببعض عملاء الدولة التركية من جماعة ” رابطة المستقلين الكورد ” وغيرهم، حيث وبعد هذه الزيارة بدأت ماكينة حزب عليكو الإعلامية ومواقعهم على صفحات التواصل الاجتماعي بشن هجوم واسع على الإدارة الذاتية داعين الى نشر بذور الفتنة والتفرقة بين مكونات الشعب في شمال وشرق سوريا.
دعوة رئيس الائتلاف السوري الاخواني لقوى التمرد الطائفي المسلح المدعو نصر الحريري للتدخل عسكريا من قبل قوات الاحتلال التركي واحتلال المدن والبلدات المتبقية في الإدارة الذاتية.
تصريح المدعو عبد الحكيم بشار نائب رئيس الإئتلاف الاخواني نفسه حول: ” ان لا جرائم ترتكب في عفرين، وان ما ترتكبه قوات سوريا الديمقراطية انما يفوق بعشرات المرات (بعض الأخطاء) التي تقع من قبل مرتزقة الاحتلال (الجيش الوطني) وان كل ما يشاع عن التغيير الديمغرافي وعمليات التصفية والقتل والنهب والاجرام انما هي مبالغات لا تستحق الذكر، داعيا الأهالي الى التمرد على الإدارة الذاتية، والانضمام الى صفوف مرتزقة تركيا.
4- موضوع وفاة أمين عيسى :
من المعروف ان هذا الشخص تم استدعائه بسبب قضايا فساد ودفع رشاوى لموظفين في الإدارة الذاتية حيث اعتقلته قوة من الأسايش وأودعوه السجن بشكل رسمي وبأمر من النيابة القضائية ( بحسب بيان الأسايش وإدارة السجن ) الا ان المعتقل امين قد توفي في السجن نتيجة جلطة دماغية، بحسب تقارير الأطباء، وكان قد تم تصوير الجثة بعد الوفاة من قبل مسؤولي الأسايش والمشفى، وتظهر جثة المتوفي طبيعية، وتخلو من أي آثار عنف او تعذيب، لاسيما وان التصوير قد تم بواسطة الفيديو، مما لا يدع مجالا للشك بصدقية حالة المتوفي.
وبعد استلام جثته من قبل ابن عمه المدعو هجار، وفي اليوم التالي ظهرت العديد من صور الفوتو لجثة المتوفي امين، وهي متعفنة ومدماة وقيل ان المغدور قد تعرض للتعذيب وتوفي جراء ذلك بحسب بيان أصدرته العائلة، علما ان المدعو هجار لم يسمح لاحد بتصوير الجثة بعد استلامها واكتفي بصور الفوتو، وراح المدعو هجار يتواصل مع قنوات الفتنة لاسيما تلك التي تعمل بأوامر مباشرة من قبل الاستخبارات التركية مدعيا ان ابن عمه قد قتل تحت التعذيب، وراحت ماكينة الاعلام التركي والدائرين في فلكها، ( اعلام إئتلاف الاخوان، الاتراك، قنوات تعمل لصالح أنكس وتبث من هولير، بالإضافة الى قطيع كبير من صبيان ” الريباز ” و الدائرين في فلك الحزب الديمقراطي الكردستاني ، واستخبارات باشور كردستان، وبدأ الكل تكرار أسطوانة ” هجار ” المشروخة، علما ان المدعو هجار يعمل هو الآخر مع المغدور أمين وقريبه المسجون لنفس التهمة صبري، وله حظوة واضحة لدى الاستخبارات السورية، ومن المفيد القول: ان موضوع اعتقال امين ظل مخفيا، من قبل هجار ولم يخبر أحدا بذلك، بل انه كان يقول لأهله عندما استفسروا عن غيابه: ” انه في رحلة عمل الى اللاذقية” وبعد فترة قال لهم ” ان أمين مطلوب من الأسايش الإدارة فطلبنا منه التواري عن الأنظار لفترة” ولم تعرف العائلة بموضوع اعتقال ابنهم إلا في اليوم الذي جلب المدعو هجار جثته. والسؤال الذي لا بد منه: ما دور هجار في كل الذي حدث، وفي اعتقال ابن عمه والتمثيل بالجثة فيما بعد ان كانت صوره صحيحة.؟
لماذا يتم تصديق ونشر ما يرويه هجار الذي يفتقر الى ابسط معايير الدقة، ويتم تجاهل واهمال وثائق الإدارة وصور الفيديو وشهادات الأطباء الشرعيين.؟
5- تقرير قناة الجزيرة القطرية الاخوانية ” المسافة صفر “:
في خضم هذه الاحداث المتلاحقة، بثت قناة الجزيرة القطرية الاخوانية، فيلما تسجيليا عن مناطق الإدارة الذاتية، تم تصويرة بشكل سري، وتم التركيز على موضوع الانفاق العسكرية، التي كان المعلق يركز على نقطة ان هذه الانفاق انما هي بالقرب من الحدود التركية وبعضها تصل مركز مدينة نصيبين، بالإضافة الى العديد من التلفيقات والاكاذيب التي تتقنها قناة قطر منذ سنوات، كان الهدف من التقرير المصور واضحا، ومباشرا، كان يقول التقرير لتركيا: ” تفضلي ها هم الكرد يتحضرون للهجوم عليك، فقومي بما يلزم، هكذا باختصار.
6- عمليات تهريب الكرد:
كشفت تقارير إعلامية خلال شهر حزيران من عام 2021 ونقلاً عن مصادر مقربة من حزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، في مدينة الدرباسية معلومات تفيد بتهريب عوائل كردية وكذلك الشريحة الشبابية على وجه التحديد في روج افا، إلى الجانب التركي وذلك عبر وسطاء من حزب يكيتي الكردستاني – سوريا.
وقالت مصادر إعلامية من داخل الديمقراطي الكردستاني بأن عمليات التهريب هذه تتم من المناطق الحدودية مثل “عامودا، الدرباسية، قامشلي” مقابل أسعار مخفضة جدا، كأجور لنقلهم من قبل المهربين يعملون من خلال تعليمات مباشرة من أعضاء في حزب يكيتي الكردستاني – سوريا، ويعملون بصفة مستقلين في مدن القامشلي والدرباسية. ولاشك هناك تنسيق عالي بين عناصر من الجيش التركي وشخصيات مرتبطة بحزب يكيتي الكردستاني – سوريا، تعمل على نقل الاشخاص من المكون الكردي حصراً إلى الداخل التركي، لتفريغ المنطقة واستكمالا لسياسة التغيير الديموغرافي التي ينتهجها فاشييوا انقرا، وقد افاد المصدر بأن هنالك بعض من الأشخاص من المكون العربي أرادوا العبور فلم يتم السماح لهم.
مسرحية ” القبور الجماعية”
عمدت سلطات الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين، ببث صور ومشاهدات لأعمال حفر ونبش لمقابر الشهداء في عفرين، لاسيما الشهداء الذين تم دفنهم اثناء المعارك والحصار، حيث دفن العشرات من رفات الشهداء في مقبرة قريبة من مشفى عفرين، بعد ان تعذر دفنهم بمراسيم معتادة في مزار الشهداء بسبب الحصار وقصف الطائرات، واليوم تحاول دولة الاحتلال التركي، نبش تلك المقبرة، مدعية بانها تعود لمعارضين تم قتلهم من قبل مسلحي الإدارة الذاتية، وهي بذلك تحاول إخفاء جرائمها في جرف مزارات الشهداء، وسرقة الاثار، والتهريب المنظم لها من قبل مرتزقتها.
وما ان اعلن الاحتلال التركي عن هذه القضية، حتى سارعت أذرعه بالتطبيل بها، بدءاً من جماعات الائتلاف الاخواني وصولا لصبيان أنكس ومرتزقة الريباز الذين يعملون ليلا نهارا لإخفاء جرائم الاحتلال والطعن بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إرضاء لداعمتهم تركيا ومحاولة لتشويه صورة قسد والإدارة الذاتية، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بهما، خدمة لأجندة الاحتلال التركي.
لا يخفى على أحد ان الحرب المعلنة وغير المعلنة على شعبنا، وضرب مكتسباته، باتت واضحة، وبات أدواتها ومنفذوها واضحين، وليس أمام شعبنا الا ان يظل مدافعا عن دماء شهدائه، ومكتسباته، مهما تكالب الأعداء، ومهما ضيقوا حصارهم، وليس أمام الإدارة الذاتية الا ان تستمر في نهجها المقاوم، وفضح كل المتلاعبين والمندسين والخونة الذين وضعوا أنفسهم في خدمة الاحتلال التركي لإبادة شعبنا.
معبر سيمالكا:
ومن جديد بدأ موضوع اغلاق المعبر تتفاعل، حيث يتم من خلاله التضييق على مواطني الإدارة الذاتية، وتجويعهم، وهم يعلمون ان لا منفذ لهذه الإدارة سوى هذا المعبر، ومن هنا بدأت إجراءات الاغلاق من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، والتضييق على المواطنين الذين يرغبون بالذهب الى الإقليم بقصد العلاج، لبعض الحالات التي لا تتوفر لها الإمكانيات الطبية في روج افا، وذلك من خلال ملئ استمارات أمنية والانتظار لمدة تتجاوز الأسبوع، ليحصلوا على الجواب ، وغالبا يكون بالرفض، فكل العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية، او لهم أقرباء حتى من الدرجة الثانية والثالثة يتم منعهم من الوصول الى جنوب كردستان، بالإضافة الى ارسال تلك المعلومات الأمنية ومشاركتها مع جهات لا تخفى على أحد.
ان هذه الممارسات مجتمعة ان دلت على شيء فإنما تدل ببساطة على لا وطنية فاقعة، والسير في خدمة المحتلين وضرب المصلحة الوطنية في كردستان، وسيسجل التاريخ هذه الممارسات والإجراءات، كلطخة عار على جبين هؤلاء.