شرق الفرات بين التنافس الروسي الامريكي والتهديدات التركية والارادة الشعبية الحرة
تستمر تركيا في تهديداتها بين الحين والاخر بأطلاق عمل عدواني ضد مكتسبات ثورة روج افا وتصر على معاداة هذا المشروع الذي يعد نواة حل الازمة السورية ، في حين تشهد ممطقة شرق الفرات تنافس شرس بين العدوين التاريخيين بين الصقر الامريكي والدب الروسي ويكاد يكون الامر يومياً عبر تجسد هذا التنافس بمناوشات بين دوريات البلدين في المنطقة
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية تباينت تصريحات كلا المرشحين، فقد تعهّد مرشح الحزب الديمقراطي جون بايدن في حال فوزه بالرئاسة، بإسقاط رئيس النظام التركي أردوغان مثلاً، حيث وصفه بالمستبد, متعهداً بعدم التخلي عن الكرد كما فعل ترامب في سوريا. أما في حال فوز ترامب بولاية جديدة فقد ينعكس سلباً على المنطقة خاصة مع رغبته بالانسحاب من سوريا بحجة “عدم جدوى بقاء قواته في المنطقة” مع تنامي الدور الروسي في المنطقة وتكرار حوادث التصادم بين الدوريات الروسية والأمريكية وجرح جنود أمريكيين فيها، ومع معارضة البنتاغون لأي انسحاب أمريكي من المنطقة، فالأرجح إن الانسحاب لا يمكن أن يحدث بدون وجود حل سياسي للأزمة السورية تحافظ فيها الولايات المتحدة على مكتسباتها في المنطقة وتمنع روسيا من التفرد بسوريا وفي تنفيذ مخططاتها في المنطقة، كما أن نجاح الإدارة الذاتية بعقد اتفاقية مع الشركة الأمريكية “دلتا كريسنت إنرجي” قد يساهم في تخفيف الآثار الناجمة لأي انسحاب أمريكي مفاجئ في المستقبل.
إن التغييرات السياسية التي تشهدها المنطقة بقيام الإمارات العربية المتحدة الدولة المناهضة لتركيا بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وازدياد الغضب الدولي تجاه سياسة أردوغان الخارجية وفشل اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف وقيام المبعوث الأمريكي بالضغط على الائتلاف السوري لتغيير سياستها تجاه الإدارة الذاتية واجتماع مساعد وزير الخارجية الأمريكي مع معاذ الخطيب بعد اجتماع الروس معه، كل هذه التغيرات ستؤثر على مسار الأزمة السورية، وقد تكون بداية لظهور رؤى جديدة لحل الأزمة السورية، فقد تتمحور الرؤية الأمريكية على تشكيل هيكلية سياسية جديدة للمعارضة مركزها شرق الفرات. وعلى غرار التحركات الأمريكية حول الأزمة السورية تعمل روسيا – بعد فشلها وفشل شركائها في خلق فتنة داخلية في مناطق الإدارة الذاتية بين مكونات المنطقة – على حلحلة الأزمة وفقاً لمقاسها خشية فقدانها خيوط اللعبة في سوريا، وبالتوازي مع الخطوات التي قامت بها الولايات المتحدة مؤخراً اضطرت روسيا لإرسال دعوة لمجلس سوريا الديمقراطي لزيارة موسكو والاجتماع مع حزب الإرادة الشعبية، بهدف الحفاظ على علاقاتها مع الإدارة الذاتية، ولمنع تفرد الولايات المتحدة بشرق الفرات وقد تعمل روسيا لإعادة فتح باب المفاوضات مجدداً بين النظام والإدارة الذاتية، إلى جانب الحفاظ على علاقتها مع تركيا التي تعمل بعكس الرؤية الأمريكية في إضعاف الإدارة الذاتية وإفشال الحوار الكردي الكردي خشية فقدانها الورقة الكردية المتمثلة بـ ENKS ضمن ما يسمى بالائتلاف السوري المعارض والتي ستؤثر على الائتلاف سلباً وإضعافه أمام أي محادثات تتم مع النظام في المستقبل مما سينعكس على دورها في الأزمة السورية.
وفي ظل الضغوطات الدولية التي تمارس على إيران في سوريا من تصاعد الضربات الإسرائيلية على مواقعها وتغاضي روسيا عن تلك الضربات وتضييق الخناق عليها وفي الوقت الذي يشهد فيها مشروع الإدارة الذاتية تجاذبات دولية قد تعمل إيران على استهداف القوات الأمريكية في المنطقة من خلال الخلايا النائمة التابعة لها والضغط على النظام السوري لرفض أية محاولات من شأنها إعادة مسار المفاوضات مع الإدارة الذاتية والوصول إلى حل سياسي. لذا قد تشهد الأزمة السورية في المستقبل القريب تحركاً سياسياً جديداً من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وذلك بهدف الحفاظ على مصالحهما وفرض سياستهما في أي حل سياسي ينهي الأزمة السورية محورها النظام والإدارة الذاتية
وهنا يأتي دور الارادة الشعبية في شرق الفرات والتي تتمثل في الادارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية في عدم الانجرار وراء المخططات الخبيثة التي تهدف لضرب هذا المشروع الذي بات الحل الامثل للازمة السورية خاصة ولمشاكل الشرق الاوسط عامة .