(س أ) عفرينية خرجت منذ قرابة الأسبوع من مقاطعة عفرين المحتلة بعد وفاة زوجها (ع إ) البالغ 35 عاماً إثر التّعذيب الذي تعرّض له في معتقلات الاحتلال التركيّ ومرتزقته،تروي تفاصيل الجرائم والانتهاكات التي تجري داخل عفرين.
بدأت المواطنة (س أ) حديثها بأنها منذ قرابة ثلاثة أعوام تعيش في قريتها بمقاطعة عفرين المحتلة في ظل وجود الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين.
كما قالت: “خرجنا من عفرين إلى مقاطعة الشهباء عقب الاحتلال التركي ومرتزقته لعفرين، وعدنا إلى قريتنا في عفرين لحماية ممتلكاتنا والأرضي الزراعية التي تعدّ مصدر رزقٍ لنا، لكنّنا لم ندرك ماذا سيحلّ بنا عند عودتنا إلى القرية”.
وتشير (س أ) أنّهم عاشوا قرابة ثلاثة أعوام تحت الاحتلال، في جحيم بسبب حجم الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي بمشاركة مرتزقته.
وعن سبب وفاة زوجها، قالت (س أ): “في شهر آب/أغسطس من العام المنصرم أقدمت دورية تابعة لمرتزقة جيش الاحتلال التركي على اختطاف زوجي من مكان عمله في عفرين، حيث كان يعمل في مطعم وسط مركز المدينة، واقتادوه إلى جهة مجهولة دون معرفة مكانه”.
“اختطفوا زوجي، وأقدموا على ضربه قرابة شهرين، حتّى تفتّت عظام ظهره، وأصبح يعاني من أمراض مزمنة، وكل ذلك بحجّة تشابه اسمه مع أحد الأشخاص”.
وأضافت (س أ): “مرّ على اختطاف زوجي شهران دون معرفة مصيره حتّى أُفرج عنه، وبعد تعرّضه لشتّى أنواع التعذيب أخبروه لاحقاً بأنّه ليس الشخص المطلوب لهم، ويوجد خطأ في الموضوع وأنّ اسمه تشابه مع اسم أحد الأشخاص، وحين عودته إلى المنزل كانت حالته الصحية مزرية جدّاً”.
وأشارت المواطنة: “معاناة زوجي استمرّت عاماً، فأخبرنا دكتور في مشفى محافظة إدلب بأنّ الأمراض التي يعاني منها سببها التعذيب الذي تعرّض له، فزوجي لم يكن يعاني مسبقاً من أمراض قبل الاعتقال”.
وعن الأوضاع في عفرين والانتهاكات التي يمارسها المرتزقة بحقّ سكّان قريتها، أكّدت (س أ): “أنّ حجم الانتهاكات التي يمارسها المرتزقة في قريتنا لا يوصف بالكلام، من استيلاء على ممتلكات المدنيّين والأراضي الزراعية، بالإضافة لسرقة محاصيل الأهالي بعد جنيها، كما أنّ عدداً كبيراً من أبناء القرية مختطفون من قبل الاستخبارات التركية والمرتزقة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتّى الآن”.
وأضافت: “بأنّ الغلاء الفاحش يسود مقاطعة عفرين المحتلّة بسبب فرض التعامل بالعملة التركية على المدنيّين، حيث وصل سعر أسطوانات الغاز إلى 50 ليرة تركية وسعر لتر المازوت إلى 1000 ليرة سورية ناهيك عن باقي المستلزمات اليومية”.
واختتمت المواطنة حديثها قائلة: “خرجتُ من عفرين المحتلّة بعد أربعين يوماً من وفاة زوجي، لأنّني لم أستطع تحمّل المصائب التي حلّت بنا، ومضايقة المرتزقة لنا بهدف تهجيرنا وإبعادنا عن قريتنا التي ترعرعنا فيها”.
ANHA