فرص النصر المؤكدة سورياً..

 

أثبتت التجربة العملية من ناحية محاولة إيجاد مخرج للأزمة التي تمر بها سوريا حتى اللحظة أن التشخيص السليم للأمور حالة غائبة أويتم تجاهلها بقصد إن صح التعبير لدى كل الأطراف التي تسمي نفسها بأنها صاحبة الحل خاصة أولئك الذي يحصرون الحل بطرفين فقط في سوريا، المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا يأتي ضمن التوجه الصحيح للحل العام في سوريا. لذا؛ هناك تجاهل عن قصد لهما يعني ابتعاد واضح عن الرغبة بالحل في سوريا. لربما يقول البعض طبيعي أن ندافع عن المشروع الديمقراطي لشمال وشرق سوريا. لكن؛ لو دخلنا في تفاصيله؛ سنجد بأن أي سوري مهما كانت توجهاته؛ سيجد الطرح الديمقراطي الذي نتحدث عنه شكل مهم للوصول إلى الحل السوري عامةً.
مشروعنا لا يقوم على التفرقة، يؤكد وحدة سوريا، يسعى لضمان مشاركة وإحقاق حقوق الجميع، لا يمت لأي مشروع مهدد لسوريا مستقبلاً بأية صلة كذلك يجلب معه حلول منطقية ومعقولة لكل القضايا المتجذرة العالقة في سوريا والأهم إنه منفتح على الحوار والنقاش. أمر طبيعي في أن تكون هذه المبادئ منصة حل وأمام فشل كل محاولات التقرب من هذه المفاتيح؛ سنكون في المرحلة القادمة أمام تطورات لافتة ومنها؛ إدراك الكثيرون على أن مشروع شمال وشرق سوريا هو مشروع حل ولمصلحة سوريا ودمشق في مقدمة المدركين لهذه الحقيقة. لذا؛ سيكون هناك تطورات مميزة في حال جدية دمشق في الحرص على سوريا بالمحصلة حتماً ستصب هذه التطورات في مصلحة الجميع.
خيار التوافق والاتفاق الداخلي مهم وعلينا أن نكون مدركين على أن التعويل أياً كان على أي طرف سيجلب معه حلول هي لمصلحة ذاك الطرف على حسابنا نحن السوريين. لذا؛ الرهان على أي طرح خارجي من أجل الحل في سوريا رهان خاسر، كل المشاريع التي تتطور اليوم في سوريا ومنها التركية آيلة إلى الفشل وعشنا ولا نزال مع تلك المخططات التي لم تنتهِ حتى اللحظة وما تكرار محاولات النيل وفرض الأجندات إلا بسبب فشل الجهود في تحقيق الأهداف وإلا لما كنا أمام مخطط جديد في كل مرة.
كلّ من أراد أن يكون تحت الوصاية التركية خاصة سيكون مصيره الفشل والزوال، لن يقبل الجسد السوري أي جسم غريب تحت مسميات معينة خاصة ممن يتسترون تحت غطاءً سوري، علينا أن نتحدث اليوم ونناضل من أجل توحيد قوتنا التي سنسخرها لبناء سوريا الجديدة الديمقراطية، مهما كانت الخلافات والآراء يمكننا اللقاء على وحدة سوريا وضرورة تحقيق النصر الذي يجب أن يكون لكل السوريين.
نحتاج لأن يكون مجتمعنا مجتمع واحد ومنظم وديمقراطي، علينا الا نقبل إلا بالنصر على العوائق والعقبات وكذلك على كل من أراد ألا تكون سوريا واحدة وقوية. علينا أن نسعى لتحرير مناطقنا من الاحتلال التركي ومرتزقته كذلك يجب العمل بكل السبل لتطوير ثورتنا الديمقراطية في سوريا.
أردوغان الذي يعبث في سوريا والمنطقة لن يستمر وسينهار وستزول غطرسته هو الآن أمام تطورات جدية المتمثلة خارجياً في المواقف الأوروبية والأهم منها العربية وداخلياً متمثلة في مقاومة حركة الحرية وتصاعد النداءات السياسية حول خرقه للقوانين وكذلك صحوة المنطقة بمختلف شعوبها حول دور تركيا السلبي ضدهم خاصة في دعمه للمتطرفين وتغطيتهم برداء سياسي كما الحال مع الإخوان وداعش. عبثه في المنطقة يدفعه إلى الانهيار دون شك تطور هذه المواقف وخاصة العربية يؤكد على إن تركيا وبمشروعها باتت تعني خطراً على المنطقة وأن المشروع الضروري والضامن للاستقرار هو الأمة الديمقراطية، حيث الجميع يتعايش ويناضل ويتشارك معاً الرؤية التي نتبناها، فمن المستغرب أن يعول البعض على أردوغان الذي أوصل تركيا لهذا المستوى من التخبط ويرجو منه البعض استقراراً وأمناً وديمقراطيةً! لا بل يحاربون معه أي تطلع ديمقراطي فيه خدمة للشعوب. يجب ألا نعتمد في سعينا لبناء بلدنا على أطراف تدمر هذا البلد وتشتت مجتمعه وأهله كما الحال في المناطق التي تتواجد فيها تركيا اليوم والتي تمارس الدمار المباشر عبر السلوكيات والممارسات المعروفة وغير المباشرة والتي هي على المدى الطويل عبر استهداف ثقافة مجتمعنا وحقائقه عبر السياسات الممنهجة في التعليم والمدارس والتغيير الديموغرافي، التعامل مع أردوغان في الأصل يعني تكبيل اليدين والأرجل بالأثقال والتعويل عليه بمثابة قطع الأميال غوصاً بالثقل المذكور! إنه الانتحار خنقاً.
فرصة تاريخية اليوم لنعلن بعد كل هذا العناء عن نصر تاريخي ونكون نحن السوريين بوحدتنا واتفاقنا وعملنا مصدر دعم حقيقي للديمقراطية والتعددية والانتصار في المنطقة. مشروعنا هو مشروع نضال حقيقي من أجل هذه الأهداف.