بحسب المجلة أمريكية فإنه في حال أصر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على الاستمرار في المراهنة على أخطائه السابقة، فسوف يجلب المزيد من الدمار الاقتصادي لتركيا، مع عواقب مالية وجيوسياسية تستمر إلى ما بعد نهاية وباء كورونا.
وتشير المجلة إلى أن الأوضاع الاقتصادية في تركيا حتى قبل تفشي فيروس كورونا (كوفيد19) المستجد كانت سيئة، حيث تعاني البلاد من ديون خارجية وتراجع مخيف في قيمة العملة المحلية، واحتمالية أن ينعكس انتشار الوباء بشكل أكبر على البلاد في المستقبل في حال لم يتراجع أردوغان عن سياساته القمعية.
وأكدت المجلة أن وباء كورونا وضع الحكومات والقطاع الخاص في معظم بلدان العالم على أهبة الاستعداد، لكن أردوغان وخلال سنوات من سوء الإدارة السياسية والاقتصادية، وضع بلاده في موقف يمكن أن يكون الأكثر ضعفاً في جميع الأسواق الناشئة الرئيسية حول العالم.
وتحتل تركيا التي سجلت 34 ألفاً و209 إصابات و725 حالة وفاة بفيروس كورونا وفق أرقام رسمية صدرت الثلاثاء، المرتبة التاسعة بين الدول الأكثر تأثراً بالجائحة.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق في تركيا التي سجلت أول إصابة رسمياً في 11 آذار/مارس، بحسب المجلة هو “سرعة انتشار المرض حيث يتضاعف عدد الإصابات كل عدة أيام، فبعدما كان عدد الإصابات 7400 في 28 آذار/مارس، بلغ 15 ألفاً في الأول من نيسان/أبريل، ليتجاوز 30 ألفاً يوم الاثنين، وفق الأرقام الرسمية”.
وتؤكد المجلة أن هناك قلقاً من أن هذه الأرقام هي أقل بكثير من العدد الحقيقي لحجم انتشار الوباء في تركيا، حيث يتوقع الخبراء أن عدد الوفيات قد يتجاوز خمسة آلاف بحلول منتصف هذا الشهر.
وما قد يزيد الطين بلة، هو أنه رغم امتلاك تركيا نظام رعاية صحي متطور قياساً بدول الجوار، إلا أن البلاد تعدّ متخلفة قياساً بدول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بعدد الأطباء مقارنة بحجم السكان.
ولذلك، فإن الأزمة المالية والصحية العامة المزدوجة في تركيا قد أخرجت أسوأ ما في داخل أردوغان فيما يتعلق بمحاولات التشبث بالسلطة.
وأشارت المجلة إلى أن أردوغان اختفى من المشهد منذ الإعلان عن انتشار الوباء في البلاد، تاركاً مهمة التواصل مع الجمهور لوزير الصحة فخر الدين قوجة، الذي يتوقع أن يكون كبش فداء في المستقبل.
وفى الوقت نفسه، وجد أردوغان بحسب المجلة الأمريكية، في جائحة الفيروس فرصة أخرى لمزيد من إجراءات توطيد سلطته عن طريق إدخال تدابير قاسية، بعد أن تم اعتقال المئات لمجرد مشاركتهم معلومات عن الفيروس في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تم استجواب ثمانية صحافيين بعد نشرهم تقارير عن الوباء، فيما قام أردوغان نفسه بتقديم شكوى ضد صحافية تعمل في قناة “فوكس” بتهمة “نشر الأكاذيب والتلاعب بالجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي”.
ونفذ أردوغان حملة مضايقات استهدفت معارضيه في أنقرة وإسطنبول وباقي المدن التركية الرئيسية، بالتزامن مع انشغال الناس بأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد.
واختتمت المجلة الأمريكية قائلةً “إن سجل أردوغان حافل بعمليات استغلال الأزمات السياسية والاقتصادية لتنفيذ حملات قمع”.