أقامت تركيا، مؤخراً، جداراً جديداً داخل الأراضي السورية في منطقة عفرين، شمال غرب البلاد، على بعد يصل إلى 600 متر من الجدار الحدودي القديم، ما ينذر بحسب مراقبين من محاولة تركيا رسم حدود جديدة في هذه المنطقة مع مخاوف من ضم قرى وقمم استراتيجية مرتفعة في عفرين لتركيا.
وتسعى تركيا منذ سيطرتها مع فصائل المعارضة التابعة لها على عفرين في الـ 18 من شهر آذار/ مارس 2018، إلى إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة عبر استمرار الانتهاكات بحق سكان المنطقة، واستقدام مهجرين سوريين إلى عفرين كما لا يزال هناك /2,200/ شخص في سجون تتبع لفصائل تابعة لتركيا في ريف حلب الشمالي، مصير أغلبهم مجهول، بحسب تقارير حقوقية.
ويشير سياسيون من المنطقة إلى مخاوف من تكرار سيناريو لواء إسكندرون الذي ضمته تركيا لأراضيها في العام 1939 بعد أن كان جزءاً من الأراضي السورية وفق اتفاقيات سابقة، بالنظر للقوة العسكرية الكبيرة التي وضعتها تركيا في عفرين، ومشاريع التغيير الديمغرافي التي تنفذها هناك.
وبدأت تركيا بإقامة الجدار الجديد منذ الـ 17 من شهر آذار/ مارس الفائت، على عمق يتراوح بين 50 و 600 متر داخل الأراضي السورية، حيث يبعد الجدار المشيد حديثاً عن القديم بمسافات متفاوتة من منطقة إلى أخرى، ونقلت مصادر محلية من المنطقة لـ “نورث برس” أن الجدار أقيم على كامل امتداد منطقة عفرين.
وقال مصدر خاص مقرب من الفصائل المسلحة في عفرين، طلب عدم كشف هويته، إن تركيا تفعل ذلك لإبعاد الحدود عن المخافر القريبة منه على جانبها لتفادي استهدافها براً.
وقال المصدر، الذي لم يتأكد إذا ما إن كان الجدار الجديد قد يضم قرى إلى تركيا أم لا، “قبل يوم كنت بالقرب من الحدود، ولم أرَ أي قرية خلف الجدار في المنطقة التي تجولت فيها، لكن لا أعلم إن كان قد ضم قرى في مناطق أخرى”.
وقالت أمينة مصطو، وهي صحفية من مهجري عفرين منذ سيطرة تركيا على المنطقة، “على ما يبدو هناك خطة رسم حدود جديدة في عفرين، تركيا تعتبر هذه المنطقة، (حرم حدودي)، وتعتبر من حقها السيطرة عليها وضمها لتركيا، فهي قد قررت من قبل أنه لا يحق لأحد من السكان بناء منازل وزراعة أشجار هناك”.
وأضافت في حديث لـ”نورث برس”، أن تركيا قطعت المئات من أشجار الزيتون لوضع هذه الحدود الجديدة، “تم قطع قرابة /500/ شجرة زيتون ما بين قريتي كوردا وشنكيلة”، اللتان تقعان في ناحية بلبل بريف عفرين الشمالي.
وأشارت مصطو إلى أن هناك مخاوف جدية من ضم قرى، وخصوصاً في ناحية جنديرس حيث توجد قرى ملتصقة بالحدود مثل قرية حمام، “كما أن قمة جبل غر الاستراتيجي في عفرين لا تبعد عن الحدود كثيراً”.
كما نقلت الصحفية عن مصادر محلية (لم تسمها) قولها: “الجدار قسم مقبرة الشيخ حمزة ما بين قريتي زعرة وعلي كارو إلى نصفين، في حين بقيت المئات من أشجار الزيتون خلف الجدار الجديد”.
نور الدين أحمد – نورث برس