طالب عضو الهيئة القيادية في حزب العمال الكردستاني مراد قريلان الحزب الديمقراطي الكردستاني باتخاذ موقف محايد على الأقل في المعركة التي تخوضها قوات الدفاع الشعبي ضد المحتل التركي، ونفى تماماً أن تكون قوات الدفاع الشعبي قد هاجمت القوات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني.
جاءت تصريحات عضو الهيئة القيادية في حزب العمال الكردستاني، أثناء حديثه لفضائية “ستيرك” مساء أمس الخميس، مسهباً في شرح الأوضاع والتطورات الأخيرة في المنطقة، بالإضافة إلى ما حصل في منطقة متينا، وهجمات قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني على مواقع الكريلا، والألاعيب التي تحيكها الدولة التركية.
‘فكيف لنا أن نفتح جبهة أخرى داخل ميتنا ضد البيشمركة؟ هل أصيبت الكريلا بالجنون؟’
وقال قريلان، حول الأحداث الأخيرة التي حصلت في منطقة متينا: “في الوقت الذي نتعرض فيه إلى هجوم واسع، كيف نفتح جبهة أخرى مع البيشمركة؟ كل شخص لديه عقل، كيف له أن يفتح جبهة أخرى وهو يصارع في جبهة الوجود واللا وجود؟ نعيش معارك الآن في شمالي متينا، فكيف لنا أن نفتح جبهة أخرى داخل ميتنا ضد البيشمركة؟ هل أصيبت الكريلا بالجنون؟”
وأضاف مراد قريلان، بخصوص قدوم قوات البيشمركة إلى المنطقة: “كان بإمكانهم أن يقوموا بإبلاغنا عن مجيئهم. أو أن يرسلوا 2 – 3 سيارات إلى المنطقة بدلاً من إرسال 100 عربة مليئة بالأسلحة والذخيرة، إلى أي مدى هذا التصرف صحيح؟ نحن نعيش ظروفاً طارئة حيث المعارك، فكيف تقومون بتحركات عسكرية من خلفنا، وإلى أي مدى هذا التصرف إنساني، أو قانوني وكردواري؟”.
الاقتتال الداخلي كارثة
ولفت القيادي مراد قريلان إلى ألاعيب الدولة التركية قائلاً: “هناك إصرار لافتعال معارك بين البيشمركة والكريلا. لم تصدر حركتنا أي تعليمات بشن هجمات ضد قوات البيشمركة ولا تفكر حتى بذلك. نحن نرى الاقتتال الكردي الكردي في هذه المرحلة بمثابة كارثة، والخطأ الأكبر. في الحقيقة، هناك لعبة. نعلم جيداً في هذه المرحلة التاريخية، أن الاقتتال الكردي الكردي يشكل خطراً كبيراً على مستقبل الشعب الكردي، هذا الاقتتال لا يخدم مصلحتنا ولا مصلحة الشعب الكردي”.
وأسهب قريلان في شرح ما حصل بمنطقة ميتنا، قائلاً: “عند الرابعة صباحاً، الدخول من محورين وبأدوات الحرب والمدرعات إلى منطقة الكريلا ليس له أي معنى؟ هذا المكان يعتبر منطقة عسكرية، ولم تدخل إليه البيشمركة منذ 25 عاماً، وهي تحت سيطرة الكريلا. جاءوا بدون إبلاغنا كأنهم يداهمون المنطقة. في الحقيقة هناك علاقات، كان بإمكانهم إبلاغنا؟ الآن يفصحون عن هذا الشيء وكأنهم فعلوا شيئاً قانونياً؟ لو كان أمراً قانونياً وعلنياً، كان بإمكانهم أن يقوموا بإبلاغنا، أو إرسال 2 -3 عربات. إرسال 100 عربة مدرعة إلى مدى أمر صحيح؟ يقولون بأنهم يمتلكون السيادة، وأنهم غير مضطرين لإبلاغ أحد لكي ينتقلون من تلة إلى أخرى؟ إذاً لا مشكلة إن كانت لك السيادة، لكن يا أخي، هناك معارك على بعد 5 كيلومترات، قف جانباً الآن، لماذا تقوم بمساعدة تركيا؟ جيد أنت لك السيادة، لكن الظروف الآن طارئة، أمامك أدخنة الحرب، الأراضي تحترق، الطائرات والمدافع تضرب، تحركات العسكرية من الوراء كم هي إنسانية، كم هي قانونية وكم هي كردوارية؟.”
وأضاف القيادي مراد قريلان: “في الحقيقة ليس هناك مبرر لهذا الأمر، أن تقول أنك تملك السيادة هناك، وكنت تقطع الطريق فهاجمت الكريلا. الكريلا لم تهاجم أحد. قبل كل شيء علي أن أقول هذا، توجد بيننا علاقات عن طريق بعض الأصدقاء، في يومنا الراهن، القرن الـ 21، جميع البشر يحلون خلافاتهم عن طريق الحوار والنقاش. جيد، لماذا نحن الكرد لا نحل خلافاتنا بالحوار، ونريد حلها بالعسكرة؟ لماذا نشن الهجمات بشكل فجائي، وستدخل في خدمة من هذه الهجمات؟”.
جيش الاحتلال يعاني
تطرق القيادي مراد قريلان إلى المعارك التي تشهدها مناطق الدفاع المشروع (ميديا) قائلاً: “يعاني الاحتلال التركي من صعوبة كبيرة في اقتحام مناطق متينا وقمة جبل زندورا وحتى مناطق زاب وآفاشين ووادي ماران وقمة جبل ماروانوس وغيرها. المقاومة التي تحصل في هذه المنطقة من قبل قوات الكريلا محط اعتزاز وفخر لجميع الكرد؟ الشبان والشابات الكرد يبدون مقاومة كبيرة وبأسلوب مختلف منذ 46 يوماً. هذا أمر هام واستثنائي، أن تقاوم أمام هذا الحجم والكم الهائل من التكنولوجيا المتطورة.”
ولفت مراد قريلان إلى قرار وتدخل الحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة متينا قائلاً: “هذه محاولة لضرب المقاومة التي تشهدها قمة جبل زندورا في متينا. ماذا يعني أن تغلق الطريق من خلف أبناء الكرد الذين يقاومون في المنطقة؟ هذه المقاومة هي في الحقيقة محط فخر كل الكرد. سأقولها بشكل واضح أمام شعبنا، كنت آمل منهم أن يقدموا لنا المساعدة ضد الاحتلال، كنت أقول لنفسي، سيرون المقاومة التي نبديها أمام الدولة التركية، ويقدموا لنا المساعدة، هذا ما كنت آمله، لكن لم يحصل ذلك”.
أشار قريلان إلى أنه في السابق، كانت العشائر الكردية تنهي جميع خلافاتها مع بعضها، عندما كانوا يستشعرون بخطر وتهديد الدولة العثمانية، أو على الأقل لم تكن تقف ضد بعضها عندما كانت إحداها تتعرض لهجوم من قبل الدولة العثمانية، لأن ذلك لم يكن شجاعة، وتابع بالقول: “أن تبدأ حرباً كردية كردية من الخلف، في الوقت الذي نتعرض فيه إلى هجمات من قبل عدو كبير ومتوحش ليس بالأمر الصحيح. آمل من مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني وكل من يقف وراء هذا القرار أن يستوعبوا هذه الحقيقة، فالتراث الكردي لا يعتبر هذا الأمر شجاعة، والكرامة الكردية لا تقبل بهذا التصرف. نحن نتعرض إلى هجوم كبير الآن، إن لم تريدوا تقديم المساعدة، فعلى الأقل لا تفتحوا الجبهات من خلفنا”.
أكد عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني مراد قريلان أن الدولة التركية تخطط لافتعال اقتتال داخلي، وأردف قائلاً: “لقد سمعت ووصلتني معلومات بأن خلوص آكار (وزير الدفاع التركي) حضّ قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني على إشراك البيشمركة في المعركة. ولقد اجتمعت قيادات الحزب الديمقراطي يوم 20 أيار لاتخاذ قرار بهذا الخصوص، ولا أرى داع لأعيد التذكير بالقرار الذي اتخذوه”.
تركيا تحرض حزب العمال الكردستاني على فتح جبهة ضد الديمقراطي الكردستاني
ولفت مراد قريلان إلى أن الدولة التركية بعثت برسالةً لهم، واستطرد قائلاً: “هناك أمر آخر كان حتى الآن سرّياً، كنت أقول بأني سأشاركه مع الأخ مسعود البرزاني أو أي من أي قادات آخرين من الحزب الديمقراطي الكردستاني حينما نلتقي بهم. لكنني الآن سأشاركه أمام الرأي العام الكردي. قبل عدة أشهر بعثت الدولة التركية، وحتى رجب طيب أردوغان شخصياً برسالة عبر بعض الأصدقاء إلينا. ‘دعونا إلى إعلان الهدنة في تركيا وشمالي كردستان، وأكدوا بأنهم لن يتدخلوا بما نفعله في أجزاء كردستان الأخرى، وبمقابل الهدنة قالوا أنهم سيفتحون المجال لنا لنحارب الحزب الديمقراطي الكردستاني’. هذه لعبة العدو، وعلينا أن نكون دائماً حذرين من هذه الألاعيب. دائماً ما خدعت الدولة التركية الكرد، وافتعلت الفتنة بينهم، ولم تنتصر إلا بهذه الطريقة. هذا عدونا، ولنا تاريخ معه. على مر التاريخ، في أي فترة وفت الدولة التركية بالوعود التي قطعتها للكرد.