مواجهة الفتن في شمال وشرق سوريا

بعد فشل المفاوضات الروسية مع قوات سوريا الديمقراطية حول تسليم منطقة عين عيسى للنظام، وفرض الحصار على أحياء حلب ومناطق الشهباء، بالإضافة الى اعتقال العديد من المواطنين العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية، شهدت مدينتا قامشلو الحسكة توتراً امنياً خطيراً بين كل من قوات الأمن الداخلي للإدارة الذاتية وميليشيات الدفاع الوطني التي تديرها عدة جهات مرتبطة بالنظام في دمشق كإيران وروسيا، وذلك بغية خلق بلبلة وفتنة أهلية ومن ثم دفع المنطقة إلى نفق مظلم.

 

وقد اتبع النظام السوري سياسة الحرب النفسية لترهيب الأهالي عن طريق الترويج الإعلامي ونشر معلومات كاذبة لإثارة الفتن داخل المنطقة، بهدف الضغط على ميليشياتها والمرتبطين بهم للخروج ضد الإدارة الذاتية.

 

وآلت هذه الوقائع إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، فقد شهدت المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة وقامشلو ما أسموها  ” بالتظاهرات ” والواقع كان القائمون بتلك التحركات هم من  المليشيات المختلفة الموالية للنظام السوري وحلفائه من الإيرانيين والروس فقد  كانت هناك محاولات روسية لتشكيل مجموعات  تحت مسمى ” المقاومة الشعبية” لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، حيث عقد الضباط الروس مع رؤساء العشائر في المنطقة خلال شهر يناير من هذا العام، عدة اجتماعات بهدف تجنيد شبان من أبناء عشائر المنطقة وقد أعلن الروسي بأن” هؤلاء الشبان جاهزون لساعة الصفر”.

 

هذه الممارسات جعلت قوات الامن الداخلي ان ترد بالمثل، وذلك من خلال اعتقال ما يقارب 25 عنصرا من عناصر النظام السوري وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المربع الأمني داخل مدينة قامشلو والحسكة التي تتحصن فيها قوات النظام وعملاؤهم من المسلحين.

 

وبصدد هذه المستجدات قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد: “إن هذا التوتر ناتج عن السياسة التي ينتهجها النظام السوري في قامشلو وحلب والشهباء، ضد الشعب وعناصر الأسايش، وقد فرضت حصارا منذ فترة على مناطق الشهباء، ما يؤدي إلى حدوث رد فعل لدى الشعب وقوات الأسايش واحتقان في الشارع، ما يجبر قوات الأسايش بالرد عليهم بالمثل “

 

من جانبه أكده عضو الهيئة الرئاسية المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل الذي ربط بين الأحداث في قامشلو والحسكة بهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على ناحية عين عيسى وأشار: “مما لا شك فيه أن هناك صلة ربط بين هجمات عين عيسى والتوتر في قامشلو، وليست الدولة التركية الوحيدة التي لها صلة بالموضوع، بل إن الأمر يشمل أيضًا كلًّا من تركيا وروسيا والنظام السوري”.

 

إن فشل هذه السياسات دليل على أهمية الترابط والتكاتف بين مكونات شمال شرق سوريا والتي فشل النظام وعملاؤه حتى الآن من اختراقه أو إحداث شرخ بين هذه المكونات، ولهذا فإن تراجع النظام وتخليه عن سياساته إنما هو بسبب موقف هذه المكونات وارتباطها بإدارتها التي تمثل طموحات الجميع.

 

NRLS