إن جوانب استهداف شعبنا ومشروعه الإداري وكذلك مؤسساته التي ساهمت في الحفاظ على الاستقرار والدفاع عن المنطقة بكل ما تمتلك من إمكانات لا تتوقف على الإطلاق. نحن في مرمى الأهداف التركية والمرتزقة لطالما لا يوجد تنازل عن الإرادة والقرار الذاتي. عشنا معاً ولا نزال مخاض هذه المرحلة في سوريا وفي مناطقنا بشكل خاص.
يخطئ من يقول أو يقيم الهجوم بأنه يتم من الناحية العسكرية فقط، بل هناك جوانب شتى لها تأثير كبير في خلق العراقيل ومنها وأهمها هي الجوانب الاقتصادية وسياسات الحصار ناهيكم عن الإعلام وما إلى هنالك؛ كما رأينا العام الفائت تطورت ظاهرة استهداف أرزاق الأهالي عبر افتعال الحرائق في عموم المناطق؛ هذا التوجه هو أحد الأشكال التي تريد فيها القوى المذكورة الانتقام من شعبنا ومن مؤسساته على حدٍ سواء؛ راغبين في خنق المنطقة عبر كافة الأساليب التي تساند أفكار الحصار والعزل من الناحية الاقتصادية في ظل إدراكهم لماهية الاقتصاد وخطط الدعم الذاتي والتخزين بغية مواجهة ممارساتهم.
بتنا اليوم على أعقاب موسم جديد؛ هذا يعني تحديات جديدة خاصة في المناطق التي تعتبر خطوط تماس؛ لن يتوانى المرتزقة في إلحاق الضرر بكل الأشكال، هم يريدون إلحاق الأذى بكل الوسائل والإمكانات. لكن؛ عملياً ومن باب الاستفادة من أحداث العام الفائت؛ ماذا علينا أن نفعل وما الجهود المترتبة ولو بشكل إسعافي في هذه المرحلة؟
يجب ألا ننسى بأن هناك واجبات ومسؤوليات على عاتق كل فرد من المؤسسات والجهات القائمة على الأمن وصولاً إلى كل فرد من المجتمع؛ هنا يجب ألا نحصر المسؤوليات بالأشخاص الذين هم أصحاب الموسم دون الآخرين كمن يقول هذا الموسم لا يوجد لدي شيء أو من يقول منطقتي آمنة وما إلى هنالك؛ طبعاً هنا نود الإشارة إلى من يريد طرح أمور كهذه؛ بغية الفوضى ولا نشك مطلقاً في التلاحم والتعاون الجماعي الذي يتميز به أهلنا ومن مختلف الشعوب. لذا؛ الروح الجماعية هي الأساس وكذلك جميع مناطقنا وقرانا وبلداتنا مرتبطة ببعضها البعض بحكم أن المنطقة زراعية وكذلك الاستهداف هو لتدمير الاقتصاد وإلحاق الضرر بالناس وليس لحرق أرض هنا أو هناك.
يجب أن نعمل وفق مسؤولياتنا كأفراد وكمجتمع وأيضاً أن نتخذ التدابير الوقائية والتقنية لسد الطريق أمام أي حدث سلبي في هذا الموسم؛ علينا أن نساهم في تفعيل نوبات الحراسة للقرى وكذلك على الطرق العامة بما يؤدي لاحتواء أي حدث طارئ؛ وكذلك يجب أن نعمل على عزل الأراضي المتاخمة للطرق وأماكن الاكتظاظ البشري من خلال ترك مسافة فاصلة بتقسيم الأرض ذاتها عبر الفلاحة المجزأة بحيث تمنع توسع النيران حال حدوثها بالحراثة في الأطراف وضمن الأرض بشكل هندسي؛ وهنا خبرة الأهالي ومختصي الطوارئ هامة أيضاً، لا بد من التحلي بالجهوزية التامة للمساهمة في قطع الطريق أمام أي حدث طارئ؛ كأن يتم تهيئة الجرارات وصهاريج المياه والمعدات التقنية اللازمة.
هذه الجهود وحال تكاتفها مع الجهود العامة للمؤسسات الخدمية كالبلديات وفوج إطفاء الحريق والأسايش؛ فإنها ستثمر عن نتائج جيدة وسنعكس بهذا الأداء معايير جهوزيتنا وكذلك مسؤولياتنا على أكمل وجه. طبعاً؛ يجب ألا نغفل في تنظيف القرى التي على تماس مباشر مع المحاصيل الزراعية ووضع فواصل بينها وبين الأراضي لمنع انتقال الحريق من وإلى الجهتين.
الاهتمام والتحرك بمسؤولية وحذر هي دلائل قطعية في مدى الاهتمام بالحفاظ على أمن وسلامة المنطقة؛ هذه الإجراءات وكذلك ما يصدر من الجهات ذات الصلة بهكذا أمور وتعاوننا؛ كل هذا يساهم في الحفاظ على أمننا وأهلنا وقرانا وعوائلنا. التحديات هي لعموم المنطقة والتصدي لها يجب أن يكون بروح المسؤولية والحس العالي الذي يؤكد كما كان دوماً تلك الثقافة والأصالة والروح الواحدة بين شعبنا المتنوع والمتعدد.