يحيى العابد: تركيا عملت منذ اندلاع ما سمي بـ”الربيع العربي” على دعم جماعة إخوان المسلمين

 

 

قال الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، يحيى العابد في تصريح خاص لوكالة أنباء هاوار، إن الأطماع التركية في اليمن ليست وليدة اللحظة ولم تأتِ من فراغ ولكنها أطماع متصلة بحلم الخلافة ورغبة الإخوان المسلمين في السيطرة على الموانئ والمناطق المهمة التي تدعم سيطرة تركيا على المنطقة العربية.

وكشف العابد أن تركيا عملت منذ اندلاع ما سمي بـ”الربيع العربي” على دعم جماعة إخوان المسلمين “التجمع الإخواني الإصلاحي” بمساندة من دولة قطر لتغيير النظام في اليمن من أجل فرض أجندتها وسيطرتها على البلاد نظراً لما تحظى به من موقع استراتيجي وجغرافي مميز.

وأشار الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، إلى أن تركيا في الفترة من 2011 وحتى 2015  أقامت جسراً جوياً بين عدن وتركيا لإمداد الإخوان بالمقاتلين وتهريب الدواعش من اليمن إلى تركيا لإدخالهم إلى سوريا ليصبح الأتراك القوة الضاربة هناك.

وأوضح العابد أن التجمع اليمني للإصلاح يسعى لأن يصبح الربيب الشرعي للأردوغانية ويحاول السيطرة على مواقع في البحر ليستطيع من خلالها تعزيز نفسه بالسلاح والمال لإثارة البلبلة والقلاقل في المنطقة الغربية والساحل الغربي الذي تسيطر عليه المقاومة الوطنية اليمنية، مشيراً إلى أن تركيا سعت لإثارة الفتنة مؤخرًا.

ولفت العابد إلى أن ما تقوم به تركيا هي أطماع دولية وليست عملية دعم حزبي محدودة، مؤكدًا أن أردوغان لديه أطماع كبيرة للسيطرة وتعزيز موقفه ومكانته في منطقة باب المندب والبحر الأحمر حتى تسيطر على الملاحة الدولية في تلك المنطقة امتدادًا من السواحل اليمنية وسواحل القرن الإفريقي المتمثلة في الصومال وأجزاء من إثيوبيا.

ولفت العابد إلى أن تركيا مؤخرًا أصبحت تعمل بوتيرة عالية مستغلة الاهتراء الموجود في قيادة الحكومة اليمنية وسيطرة الإخوان على القرار اليمني فاستغلت وجود وزير النقل السابق لتوقيع اتفاقيات مع الأتراك تقضي بتسليم الموانئ اليمنية وهو القرار الذي رفضه رئيس الحكومة اليمنية ومازال حتى الآن مسارًا للجدل، موضحًا أن تركيا لا تستهدف اليمن بهذه الخطوات المتسارعة ولكنها تستعدي مصر وكل الدول التي تقف ضد مشروعها التوسعي الاستيطاني في ليبيا وسوريا وعدداً من الدول العربية.

وكشف العابد أن تركيا جندت مرتزقة سوريين من خلال منح ما يعادل 850 ليرة تركية لكل مرتزق يصل إلى تركيا، ومنحتهم رواتب تبدأ من 5000 دولار من أجل تجهيزهم للمقاتلة لصالح الإخوان المسلمين في المناطق الجنوبية والساحل الغربي باليمن.

ولفت العابد إلى أن مشروع تركيا الممول والمدعوم من قطر هو أخطر ما يهدد الأمن الإقليمي العربي ويهدد مصالح مصر في منطقة البحر الأحمر وهو ما يدعو إلى ضرورة وقوف القاهرة مع اليمن لمواجهة هذا الخطر القادم الذي يهدد أمنها القومي من تركيا.

وشدد على أن تركيا تهدد مصالح الشعوب العربية في المنطقة، لافتًا إلى وجود الكثير من الاتفاقيات التي فرضتها تركيا على اليمن مستغلة الوضع  المهترئ الذي أصبحت عليه البلاد بعد اندلاع ما سمي بالربيع العربي، والوضع اليمني الصعب المعروف لدى الجميع عقب سيطرة جماعة أنصار الحوثي على المناطق الشمالية في صنعاء، والمجلس الانتقالي على المحافظات الجنوبية، والحكومة المنضوية تحت القرار الإخواني في مأرب.

وأكد العابد أن هذه الانقسامات سهلت على تركيا عملية استغلال الموقف وعززت أطماعها هي وإيران التي فرضت نفسها على اليمن واستطاعت من خلال الحوثيين الموالين لها والذين ينفذون مشروعها الخطير في اليمن أن يسيطروا على ميناء الحديدة الذي يعد من أهم الموانئ اليمنية، وأصبح مصدرًا لإدخال الأسلحة والمسلحين لدعم الحوثيين وهو لا يقل خطورة عن المخطط التركي في اليمن، فكلاهما يسعى للسيطرة على منطقة البحر الأحمر.

وأوضح أن التحركات الدبلوماسية المصرية على مستوى العالم لإحباط ومحاصرة المشروع التركي في ليبيا جعل تركيا تسعى إلى بدائل موجعة لمصر من خلال دعم تيار الإخوان المسلمين للسيطرة على المنافذ البحرية في اليمن، وهذه التحركات الجديدة تلزم مصر كشف المخططات التركية والإخوانية والإيرانية في اليمن خاصة وأن القيادة المصرية تدرك إن باب المندب جزء من منظومة الأمن العربي.

ANHA