عاد الحديث مجدداً بعد أعوام عن داعش في سوريا بعد العمليات النوعية والدموية الاخيرة ضد قوات نظام بشار الاسد في مثلث الموت والبادية السورية، أذ تركزت العمليات الثلاث الاخيرة التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور على العناصر الذين كانوا على طريقهم نحو العاصمة السورية دمشق.
ظهور داعش والعمليات الجديدة على المنطقة والتي قابلتها حليف الاسد روسيا بمئات الضربات الجوية فضلاً عن الدعم العسكري واللوجستي إلى المنطقة، أظهر مدى ضعف قوات حكومة دمشق التي بالكاد تدافع عن نفسها في المناطق التي تستهدفها داعش وتركز عليها الهجمات المتتالية.
الهجوم “الاعنف” الذي شنه التنظيم في 8 من الشهر الجاري على مواقع النظام، انتهى بسيطرة التنظيم على نقاط في منطقتي” الشاكوزية والرهجان”، ولم تتمكن قوات النظام من احتواء الهجمات بالرغم من مشاركة الطائرات الحربية الروسية، وتنفيذها أكثر من 130 غارة خلال اليوم نفسه.
وأعلن خلال هذا الهجوم المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 19 عنصرًا من قوات حكومة دمشق، و12 عنصرًا لمرتزقة داعش، وإصابة العشرات بين الطرفينقُتل الاشتباكات والقصف المتبادل بين الطرفين في ذلك الحين.
ظهور داعش في منطقة البادية كان واردً على الافق، الا أن الهجمات العنيفة الأن وبهذه القوى كان يستبعد، وخاصة بعد الضربة الاخيرة التي تلقاها التنظيم على يد قوات سوريا الديمقراطية في قرية الباغوز، أخر جغرافية كان يتواجد فيها التنظيم الارهابي في اذار عام 2019.
الأمر الملفت أن هجمات داعش في دير الزور تزامنت مع استقدام روسيا تعزيزات عسكرية على بادية دير الزور والبوكمال حيث مناطق نفوذ ميليشيات إيران، وعززت روسيا تواجدها في المنطقة تحت هدف القضاء على خلايا تابعة لتنظيم الدولة، الأمر الذي أدى أثار غضب قيادات من الحرس الثوري الإيراني.
محللون ومتابعون في الشأن السوري يصفون هجمات داعش على قوات الحكومة في بادية دير الزور فقط بالمقايضة الروسية مع داعش، حيث تحاول روسيا بسط سيطرتها على المناطق التي تنتشر فيها المجموعات الموالية لإيران والتي باتت تسيطر على الحدود السورية العراقية بشكل كامل في مناطق نفوذ قوات حكومة الاسد.
وتحت أسم محاربة داعش، تحاول روسيا الان عبر حرب الوكالة وضع حد لمشروع ايران التوسعي في المنطقة والتي تستقبلها إسرائيل بين الحين والأخر بضربات جوية…
ROZ PRESS