أخبار عاجلة

مظلوم عبدي: نحن قوة عسكرية وطنية ومستعدون لحماية الحدود السورية

 صحيفة الحياة:  توقع القائد العام لـ «قوات سورية الديموقراطية» مظلوم عبدي، الانتهاء من تحرير مناطق شرق الفرات وإعلانها «منطقة خالية من الإرهاب» مع بداية العام المقبل. وأكد عبدي في حوار مع «الحياة» أن التنسيق مع الجانب الأميركي «مستمر على أعلى المستويات»، وأشار إلى وجود «خطط مشتركة مع التحالف الدولي للاستمرار بالعمل في مرحلة ما بعد إنهاء الوجود العسكري العلني لـ «داعش»، موضحاً أن «هذه الخطط والبرامج المشتركة غايتها ضمان منع ظهور تنظيمات إرهابية جديدة»، وكذلك «ترسيخ الاستقرار والأمن في شمال شرقي سورية وتدريب قوات أمنية وعسكرية احترافية، ودعم وتطوير الإدارات الذاتية المحلية المتشكلة في المناطق المحررة».

 

 

ومع تأكيده أن التفاوض هو خيار «قسد» في التعامل مع النظام، شكك عبدي في امتلاك النظام «مقومات نجاح الحل العسكري في شمال شرقي سورية»، ورأى أن التهديدات التي يطلقها النظام بين الحين والآخر «تهدف إلى إضعاف معنويات الشعب في شمال شرقي سورية وعرقلة عملية بناء المؤسسات المدنية والعسكرية التي تجري في هذه المنطقة من سورية بنجاح». وأعرب القائد العام لـ «قسد» عن استعداد قواته حماية الحدود الدولية لسورية.

 

ونفى عبدي وجود أي علاقة بين «قسد» وحزب العمال الكردستاني، مشدداً على «أننا قوة عسكرية سورية ولدينا مرجعية سياسية متمثلة بمجلس سورية الديموقراطية وهو المخول توجيه الأوامر لنا». هنا نص المقابلة معه:

 

> لو بدأنا بالأوضاع على الأرض إلى أين وصلتم في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي؟ ومتى تتوقعون الانتهاء من هذه المهمة؟

 

– كان لقواتنا قصب السبق في إعلان الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي منذ بدايات ظهوره في سورية، ولا سيما في المناطق التي كنا حررناها وأعلنا فيها الإدارة الذاتية. فمنذ بدايات عام 2014 أعلنا الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، ومازالت هذه الحرب مستمرة، هذه المعارك التي خضناها حررنا بنتيجتها كل المناطق التي كانت يسيطر عليها «داعش»، بما في ذلك عاصمتهم المزعومة الرقة، بالإضافة إلى منطقتي منبج والطبقة غرب نهر الفرات.

 

حاليا ينحصر وجود التنظيم الإرهابي في جيب صغير متمثل بمدينة هجين وريفها شرق مدينة دير الزور، ونحن بصدد الإعداد لإعلان المرحلة الأخيرة من حملة عاصفة الجزيرة التي ستستهدف تحرير الهجين وإعلان شرق الفرات منطقة خالية من الإرهاب، ونتوقع دخول العام 2019 ومناطقنا محررة بالكامل.

 

> هل أنتم واثقون بدعم الحليف الأميركي الذي تراجع عن دعم فصائل الجنوب وسمح للنظام بإعادة السيطرة على المنطقة؟ وكيف هي علاقتكم الآن مع الإدارة الأميركية؟

 

– نحن ننسق مع قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة «داعش»، هذا التنسيق مستمر على أعلى المستويات، وينبثق منه وضع أفضل البرامج، وكان هذا التنسيق المشترك العامل الحاسم لتحقيق الانتصارات والنجاح في عمليات مكافحة الإرهاب واجتثاثه من شمال شرقي سورية.

 

سورية تمر بمرحلة عصيبة ومعقدة للغاية، ولهذا التعقيد تداعيات دولية وإقليمية، وكل القوى المتداخلة بشكل أو آخر في الأزمة السورية، بما في ذلك الولايات المتحدة، تعمل وفق استراتيجيات معينة خاصة بها لحماية مصالحها في سورية والمنطقة، وهذه القوى كانت أعلنت عن هذه الحقيقة في أكثر من مناسبة.

 

> لكن الاستراتيجية الأميركية في سورية مبنية على دعمكم حتى انتهاء «داعش». ماذا بعد؟

 

– لدينا خطط مشتركة مع التحالف الدولي للاستمرار بالعمل في مرحلة ما بعد إنهاء الوجود العسكري العلني لـ «داعش»، هذه الخطط والبرامج المشتركة غايتها ضمان منع ظهور تنظيمات إرهابية جديدة، وتهدف كذلك إلى ترسيخ الاستقرار والأمن في شمال شرقي سورية وذلك من خلال بناء وتدريب قوات أمنية وعسكرية احترافية، ودعم وتطوير الإدارات الذاتية المحلية المتشكلة في المناطق المحررة، والتي أخذت على عاتقها إدارة هذه المناطق.

 

> الاستراتيجية الأميركية حول سورية تضمنت أيضاً ضرورة إخراج إيران، وكان هناك حديث عن قطع طريق السلاح والأفراد طهران- بغداد- دمشق- بيروت. هل أنتم في وارد نشر قواتكم على الحدود السورية العراقية في منطقة البادية؟ وهل أنتم في وارد محاربة الوجود الإيراني والميليشيات المدعومة منها في سورية؟

 

– نحن نعتبر أنفسنا قوة وطنية سورية تلتزم واجبات تجاه الوطن وفق المرحلة التي نمر بها ونعيشها، ومن ضمن هذه الواجبات حماية الحدود الدولية لسورية.

 

> كيف تقومون التنسيق الأميركي مع تركيا في منبج؟

 

– العمل السياسي والديبلوماسي الأميركي في ما يتعلق بالتهديدات التركية ضد مدينة منبج يستهدف نزع أي فتيل حرب محتملة قد تنفجر في تلك المنطقة، والعمل على خفض التصعيد وصولاً إلى إمكان توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب التركي يضمن إنهاء الخيارات العسكرية والاعتراف بالإدارة المدنية والعسكرية لمدينة منبج المتكونة من أبناء منبج ومكوناتها. وهذه الجهود الأميركية منسجمة مع رؤيتنا للحل ونعمل على ما يضمن نجاح هذه المساعي.

 

> في ما يخص تركيا، هي تتهمكم بأنكم تنظيمات «إرهابية»، وبالأمس تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بمواصلة الحرب ضدكم… كيف تردون؟ وما هي طبيعة علاقتكم مع حزب العمال الكردستاني «بي كي كي».

 

– الأتراك هم أكثر من يعرفون بأن لا علاقة لـ «قوات سورية الديموقراطية» بحزب العمال الكردستاني، والمسؤولون في الدولة التركية هم أنفسهم الذين أعلنوا في كل مناسبة وبمنتهى الصراحة والوضوح أنهم لا يقبلون مطلقاً حصول الشعب الكردي على حقوقه القومية، ولكي يحرموا الشعب الكردي من هذه الحقوق يلجأون إلى اختلاق مختلف الذرائع الكاذبة للإساءة إلى قواتنا.

 

نحن على مسافة واحدة مع مختلف القوى الكردستانية من دون استثناء، ولدينا علاقات جيدة مع جميع القوى، لكننا قوة عسكرية سورية ولدينا مرجعية سياسية متمثلة بمجلس سورية الديموقراطية وهو المخول توجيه الأوامر لنا.

 

> غالباً ما يشار إلى «قوات سورية الديموقراطية» على أنها كردية، أو تشكل الوحدات الكردية مكونها الأساسي… أنتم كيف تعرّفونها؟

 

– هي قوات سورية وطنية بامتياز، تضم في صفوفها جميع المكونات السورية، من عرب، وكرد، وسريان، وآشوريين، وتركمان، وأرمن وشيشان ومن مختلف المذاهب الدينية. وبالطبع المكونان العربي والكردي يمثلان الغالبية في هذه القوات، بما في ذلك المناصب القيادية.

 

> كنتم دائماً في موضع الدفاع عن مناطق سيطرتكم، وفي الآونة الأخيرة عرضتم المساعدة في تخليص المختطفات في السويداء من قبضة «داعش»، ودار حديث عن احتمال مشاركتكم في معارك إدلب. هل نحن أمام دور جديد لـ «قسد»؟ وما هو مستقبل «قسد» بعد الحل السياسي؟

 

– الأزمة السورية تستلزم حلاً سياسياً يرضي كل المكونات، وإذا وصل السوريون جميعهم إلى حل سياسي مرضٍ يعبر عن تطلعاتهم، فإن قواتنا حينها ستكون جزءاً من الجيش الوطني السوري الذي سينبثق بالضرورة من الحل السياسي.

 

أما قضية المختطفات من مدينة السويداء، فهي عدا عن كونها قضية وطنية فإنها قضية إنسانية، نرى أن الواجب يحتم علينا بذل الجهود المطلوبة لتقديم الدعم والمساعدة، وعلى ذلك، فإننا ما زلنا نعمل من خلال وسطاء لحل هذه الأزمة وإمكان استبدال أسرى دواعش بتلك المختطفات.

 

> المؤتمر الأخير لـ «مجلس سورية الديموقراطية» أكد أن اللامركزية الديموقراطية هي الهدف، هل هذا تراجع عن أهدافكم السابقة؟ وفي حال واصل النظام تعنته كما جرى في جولتي النقاش السابقتين، إلى أين تتجه الأمور؟

 

– لا توجد تناقضات بين أهدافنا واللامركزية الديموقراطية التي أقرها المؤتمر الأخير لـ «مجلس سورية الديموقراطي». رؤيتنا للحل السياسي هي بناء نظام سياسي لامركزي، أما شكل النظام وتسميته فهما قابلان للنقاش والتفاوض، وهذه الخطوة لا تعتبر تراجعاً.

 

> النظام يلوح بين الفترة والأخرى بأنه يريد استعادة سيطرته على شرق الفرات… ما هي مخططاتكم في حل فعل ذلك؟

 

– النظام يعلم جيداً أنه لا يملك مقومات نجاح الحل العسكري في الشمال الشرقي لسورية، ولا يملك سوى خيار التفاوض والحوار، وهذا هو خيارنا أيضاً. أما التهديدات التي يطلقها بين الحين والآخر فيهدف من خلالها إلى إضعاف معنويات الشعب في شمال شرقي سورية وعرقلة عملية بناء المؤسسات المدنية والعسكرية التي تجرى في هذه المنطقة من سورية بنجاح.

 

> هناك اتهامات لكم بالتمييز ضد المكونات الإثنية في شرق الفرات… السريان مثلا أغلقت مدارسهم، وهناك بعض الأطراف العربية الممتعضة من تصرفات قواتكم في الرقة وغيرها واتهامات بأنكم تسعون إلى تغيير ديموغرافي.

 

– من الممكن أن تكون هناك تصرفات فردية خاطئة من بعض الأفراد في مؤسساتنا المدنية والعسكرية، سواء بحق الأفراد من المكون الكردي أو أي مكون آخر ونحن من جهتنا نعمل على الحد منها، ومنعها ومكافحتها باستمرار، ولكن اتهامنا بالسعي إلى التغيير الديموغرافي لمصلحة المكون الكردي فهو اتهام ظالم بحق هذا المكون لان الذي تعرض ولا زال يتعرض للتغيير الديموغرافي هو المكون الكردي وهذا ما جرى أمام أعين العالم في عفرين وقرابة مئة قرية كردية في مناطق جرابلس، الباب وأعزاز، وكذلك تم إفراغ الأحياء الكردية في تل أبيض، والرقة، والطبقة ومنبج، والنظام التركي يطالب علنا بإخراج من تبقوا من الشعب الكردي في منبج وترحيلهم إلى شرق الفرات.

 

> إلى أين وصلت جهود نزع الألغام وإعادة تأهيل البنى التحتية في الرقة والمناطق التي دمرت أثناء الحرب على «داعش»؟

 

– على رغم بعض الجهود الدولية، فان عملية إعادة إعمار الرقة والمناطق المحررة الأخرى تسير ببطء ولا زالت تعتمد في الأغلب على التمويل والجهود المحلية. ومن أجل الإسراع في ذلك نطالب باستمرار بزيادة الجهود المبذولة وتمويل المخصص لإعادة بناء الأماكن المدمرة والبنى التحتية بما يضمن تسريع عودة أهالي تلك المناطق.

 

> كيف تنظرون إلى مستقبل سورية، وماهو دوركم فيه، وهل يمكن أن نرى مجلس سورية الديموقراطية قوة سياسية عابرة للجغرافيا والمكونات القومية والطائفية في المستقبل؟

 

نملك نظرة متفائلة للمستقبل السوري وسيكون للمؤسسات المدنية والعسكرية الناشئة في شمال الشرق السوري دور ريادي في عملية بناء سورية الجديدة وبخاصة «مجلس سورية الديموقراطية» و «حزب سورية المستقبل» اللذين يملكان مقومات مناسبة للقيام بهذا الدور.

 

 

#المصدر: صحيفة الحياة