مجلس سوريا الديمقراطي : النظام السوري لايزال على عقليته السابقة يعتبر كل الشعب السوري خائناً وعميلاً


قال رياض درار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية  إن «الحكومة السورية تعتبر الشعب كله خائناً وعميلاً ومرتهناً. أعتقد أن الحكومة السورية تفكر دائماً بالاستيلاء على عقول الناس وأن تسيطر على مساراتهم وحركتهم وإلا فإنهم خونة. هذا هو العقل الذي عرفناه في حكم البعث منذ أن تسلم السلطة، وبالتالي فنحن لا نعول على مثل هذه التصريحات، وأعتقد أن كل ما قدمناه من أجل التفاوض ذهب هباءً، لأن الحكومة السورية أساساً تريد منا الاستسلام، وإلا فإنها تبقى على عداوتها لشعبها وللناس الذين يريدون التحرر من الهيمنة الحزبية البعثية التي عرفناها عبر عقود».

وأردف درار: «نحن منفتحون على التفاوض، لكن ليس على الاستسلام، نحن منفتحون على العلاقات الإيجابية من أجل أن تعود سوريا لأبنائها وليس لسلطة حزب واحد ولا لمجموعة تتحكم بسوريا كلها. نحن مازلنا منفتحين على التفاوض، ونريد لهذا التفاوض أن يعطي نتائجه بالصلح وليس بالمصالحة. نريد أن نصل إلى نتائج إيجابية بتغيير ديمقراطي حقيقي، ويعود المواطن إلى مشروعية وطنه وأن يكون مواطناً حقيقياً بالمعنى الإنساني لا بمعنى حدود المكان فقط. لذلك نحن نريد تفاوضاً حقيقياً ومازلنا نرفع راية التفاوض، إلا أن النظام المستبد يريد أن يعيدنا دائماً إلى المربع الأول، كما كان في 2011».

واستطرد قائلاً: «نحن نريد تغييراً ديمقراطياً ونريد أن يتغير شكل الدستور الحالي، لأنه يعطي السلطات لرئيس الجمهورية دون باقي الناس، نريد فصل السلطات، نريد تداول السلطة، نريد المشاركة الحقيقية، نريد أن تأخذ المكونات دورها في الدستور وليس أن تكون مجرد أتباع، وبالتالي فنحن مازلنا على خلاف حول الرؤية والنظام لا يريد أن يتغير».

وأعقب الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية: «في الحقيقة، في المرتين اللتين التقينا فيهما بالحكومة في دمشق، لم تكن هناك نتائج. في المرة الأولى، كان هناك اتفاق على مبادئ عودة الثقة وأن يكون هناك حل لبعض المشكلات التي يمكن أن تبث الثقة بين الجمهور والناس وبين الحكومة، إلا أنها لم تستجب لهذه النقاط التي اتفقنا عليها أولاً، حول الكهرباء والماء والصحة والتعليم، وحول موضوع النفوس وحاجات الناس الإنسانية. في المرة الثانية، كانوا يريدوننا أن نشارك في الإدارات المحلية، ونحن رفضنا المشاركة لأنها تعيد تسلط السلطة المركزية ونريد نحن أن يكون هناك دور للامركزيات أو للمناطق الذاتية، لتحكم نفسها بنفسها مع وجود سلطة مركزية بوزارات سيادية وليس بهيمنة كاملة كما كان الأمر سابقاً. لذلك لم تكن الحوارات بيننا وبين الحكومة ذات نتيجة، بل كانت مجرد جس نبض، وأخذ أفكار منا، ونحن أيضاً عرضنا عليهم ما نريده لمستقبل سوريا».

منوهاً إلى أنه «لا توجد لدينا عشائر أصلية وعشائر غير أصلية، كل هذه العشائر هم أبناء المنطقة، والذين حضروا بهذه الوفود الطويلة العريضة الكبيرة في عين عيسى، كانوا يمثلون البلد، ونحن أيضاً عرضنا على كل أبناء البلد من السويداء إلى درعا إلى حمص إلى الساحل أن يحضروا. النظام منع مشاركة هؤلاء الناس، كنا نريد أن نعرض على الجميع رأينا وفكرتنا حول مستقبل سوريا، وما نتج عن هذا اللقاء هو مبادئ حقيقية لمستقبل سوريا الواحدة الموحدة، وهذا ما نطلبه من السوريين ومن النظام. النظام يريد فقط أن يسيطر وبالتالي هو يتهمنا».

وذهب درار بالقول: «نحن نتوقع كل شيء، نتوقع أن تكون هناك فتنة تسعى لها الحكومة أو تسعى لها القوى المؤيدة لها، أو يسعى لها النظام الإيراني الموجود على حدود الفرات الآن، أو يسعى لها الأتراك، وجميع هؤلاء يسعون إلى إثارة الفتن في المنطقة لأجل تخريب هذا الدور الإيجابي في رسم مستقبل سوريا، وأيضاً إثارة الفتن من أجل التشويش على النصر الذي حصل ضد داعش الذي خسر عسكرياً، ونحن نتابعه في الحالة الأمنية الثانية».

: «نحن قلنا إننا نريد من تركيا أن تكون جاراً طيباً وجاراً ودوداً، ونحن نضمن ألا يعتدي أحد من جهتنا على الحدود التركية، بمعنى أننا نضمن الأمن القومي لتركيا. الأمريكان يقومون بهذا الدور عبر مسار مكوكي في زيارات بين شمال وشرق سوريا وبين أنقرة، وأعتقد أنهم يقومون بدور إيجابي في تقريب وجهات النظر. هذا ضمن الشروط التي نريد تحقيقها. نحن نريد عودة عفرين لأهلها، نريد أن يُلغى الجدار التقسيمي الذي يقوم الأتراك ببنائه، ونريد لتركيا أيضاً ألا تتدخل في شؤوننا الداخلية».

لافتاً إلى أن «الوسيط الأمريكي هو الذي يقدم وجهة نظرنا، ونحن أعطينا هذه الوجهة، وقال قائد قوات سوريا في بيانه اليوم، هذا الكلام الموجه، إننا نسمع من الأمريكان أن هناك إمكانية للتقارب، ونحن لدينا شروط أسمعناها لهم. يمكننا بعد ذلك أن نجد الوسائل التي تقرب بيننا عبر الوسيط الأمريكي الذي يقوم بهذا الدور الإيجابي».

وأوضح درار: «في الحقيقة، أمريكا هي الوسيط الذي يستطيع أن يؤثر على المسار التركي وعلى سياسات تركيا، ثم أن هذا التبسيط الأمريكي في العلاقة مع تركيا له أهداف أكبر من مسألة الصراع بيننا وبين تركيا، لأنه يريد أيضاً أن يسحب الدور التركي من هيمنة الروسي، فهناك صراع بين روسيا وأمريكا وكل منهما يريد أن يستقطب تركيا، وأعتقد أن هناك مقاربات يقوم بها الأمريكي ومن بينها الحل على الحدود بيننا وبين تركيا».