أخبار عاجلة

لـ.ـغم مـ.ـخفي..الـ.ـتقارب بين دمشق وأنقرة تنتـ.ـظره مـ.ـتاهة من التـ.ـفاصيل

يعد مسار التطبيع بين سوريا وتركيا من أكثر الملفات المعقدة في سياق الأزمة السورية. فعلى الرغم من التصريحات الإعلامية المرحبة بالتطبيع من قبل الطرفين، إلا أن المعطيات والمؤشرات على الأرض لا تشي بذلك.
ويرى خبراء متخصصون في العلاقات الدولية أن التطبيع بين سوريا وتركيا يعتمد في المقام الأول على قدرة كل منهما تقديم تنازلات تتعارض مع المصالح السياسية والاقتصادية لكل طرف، وهو ما يصعّب فعلياً مسار التطبيع على الأرض.
حيث قالت صحيفة “تركيا” المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن أردوغان، سيلتقي بشار الأسد “خلال شهر آب المقبل” على أقصى تقدير، يأتي ذلك بعد أن زار بشار الأسد خلال الأيام الماضية روسيا والتقى مع الرئيس فلاديمير بوتين، وحذّر الأخير من مخاطر تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية.
قالت المصادر المحلية بأن حماسة أردوغان تجاه هذا التقارب تقف وراءها نوايا غير بريئة ولغم مخفي، إن أهداف تركيا في سورية المتعارضة مع تطلعات حكومة دمشق، تعد عقبة أمام أي مقاربة بين الجانبين، وخصوصاً أن حكومة دمشق ترى في تركيا عدو محتل.
وترى حكومة دمشق أن عملية التطبيع مع تركيا تحتاج إلى تنفيذ عدة نقاط أساسية منها: “خروج تركيا من سورية ومنع أي تواجد عسكري تركي داخل الأراضي السورية، أن تعتبر تركيا الفصائل الموالية لها تنظيمات إرهابية والعمل مع حكومة دمشق على محاربتها والقضاء عليها بما يضمن عودة بسط الحكومة نفوذها على المعابر والمناطق الحدودية مع تركيا.
وقف الدعم السياسي والعسكري إلى الفصائل السورية ودفعها إلى مصالحة مع حكومة دمشق ضمن الشروط التي تضعها دمشق خارج الاتفاقيات الدولية والإقليمية، الاعتراف بشرعية حكومة دمشق على أنه القوة الشرعية الوحيدة في سورية وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي له”.
وأكدت التقارير الاعلامية بأن أردوغان سيوظف أي تقارب مع الاسد لخدمة هذه الأطماع والأهداف العدوانية الاستيطانية ويخطط لتكرار سيناريو ضم لواء اسكندرون، وأكبر دليل على ذلك هو تواصل تتريك هذه المناطق وتهجير سكانها الأصليين واستقدام مجموعات الفصائل للاستيطان فيها وإقامة مدن كاملة بتمويل قطري.
حيث تعتبر تركيا من الدول الأبرز المتداخلة في الملف السوري، وخصوصاً أن تركيا تمتلك 900 كيلومتر من الحدود المشتركة مع سورية، فضلاً عن دعم تركيا الفصائل السورية شمال غرب سورية ضد حكومة دمشق وحلفائه.
فيما قال المحللون في هذا الشأن بانه لن تكون أي جولة جديدة من أستانا إلا تكراراً لسابقاتها وتبيع مزيداً من الوهم للشعب السوري، كما أنه حتى لو نجح الوسطاء بعقد لقاء قمة بين أردوغان وبشار الاسد، من غير الواقع أنه سيُحدث اختراقاً جدياً في جدار العلاقات بينهما.