على غرار سائر المناطق التي تُسيطر عليها فصائل “غصن الزيتون” و”درع الفرات”، تشهد مناطق نفوذ فصائل عملية “نبع السلام” والقوات التركية التي تتبع لها، تصاعداً في الفوضى والانتهاكات والفلتان الأمني.
وتشهد مناطق سيطرة تلك الفصائل في كلّ من الحسكة والرقة اقتتالات مستمرة فيما بينها، بالإضافة لاحتجاجات ضد الأتراك من قبل المقاتلين نظراً لوضعهم بما يشبه الإقامة الجبرية، إذ لا يسمح لهم الخروج نحو الشمال السوري.
رصد المرصد السوري خلال الفترة الأخيرة احتجاجات للفصائل السورية في كل من تل أبيض ورأس العين وريفها ضدّ القوات التركية، فضلاً عن الاستهدافات والتفجيرات المتكررة هناك، والتي تستهدف الأتراك والفصائل بالدرجة الأولى.
بالإضافة لذلك تواصل تلك الفصائل برفقة القوات التركية تضييق الخناق على من تبقى من أهالي تلك المناطق، عبر عمليات سرقة ونهب مستمرة، والقيام باعتقالات بشكل يومي، حيث داهمت مدرعات تركية مع عناصر من الشرطة العسكرية الموالية لأنقرة، قرية مشرفة الشيخ أحمد في ريف تل أبيض واعتقلت أحد شيوخ عشيرة النعيم، وذلك لانتمائه سابقا لمجلس العشائر التابع لـِ قسد، فيما لا يزال مصيره مجهولا حتى الآن.
كما أقدم مسلحو الفصائل الموالية لأنقرة على اختطاف 4 مواطنين من قرية الشكرية الواقعة في ريف رأس العين شمال الحسكة، واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
وحول ذلك، قال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ هذه الأعمال ليست بجديدة من قبل المخابرات التركية، ولكن أن يقوموا باعتقال أحد شيوخ العشائر العربية بمحافظة الرقة فهذا تحدٍّ واضح لأبناء العشائر هناك، وعلى ما يبدو أن بعض العاملين مع تركيا هم الذين أبلغوا المخابرات التركية بأن الشيخ هو أحد أعضاء مجلس العشائر سابقاً، الذي كان ينضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية.
ويوضح عبدالرحمن أنّ “قسد” هي التي كانت تعمل ضمن إدارة مجلس العشائر في محافظة الرقة، والذي كان يُعتبر أعلى سلطة عملية في المحافظة، وكان يضمن عدم وجود انتهاكات بحق المواطنين في تلك المنطقة.
ويعتقد مدير المرصد السوري، أنّ تركيا ستحاول إظهار الشيخ المُعتقل عبر وكالة أنباء الأناضول على أساس أنه يؤيد الاحتلال التركي في شمال شرق سوريا في تل أبيض ورأس العين، ولكن الواقع أن هذا الشيخ هو من الرافضين بشدّة لقضية الاحتلال التركي لمناطقهم.
وكالات