رفض نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة الدعوة التي وجهتها المملكة العربية السعودية لأعضاء الهيئة لعقد اجتماع يضم مجموعة المستقلين الجدد من أجل انتخاب رئاسة جديدة للهيئة.
وقال الحريري في رسالة موجهة لأعضاء الهيئة الحاليين أن دعوة المملكة تهدد وحدة هيئة التفاوض، متهما إياها بامتهان كرامة السوريين، معتبرا الدعوة محاولة لفرض الوصاية عليهم ومحاولة إظهار أنهم غير قادرين على إدارة شؤونهم.
وأشارت أوساط معارضة إن رسالة الحريري تعد تهديداً بشق صف الهيئة، فيما لو أصرت السعودية على إجراء الانتخابات، التي ستؤدي غالباً إلى الإطاحة بالحريري.
وفيما يلي نص رسالة نصر الحريري إلى أعضاء الهيئة:
“بلغني أن الأستاذ سعيد سويعد الصديق العزيز مدير دائرة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السعودية، قد تواصل مع مكونات وشخصيات من الهيئة الليلة الماضية ونقل إليهم رسالة شفهية وكتابية مفادها التالي :
رغبة المملكة في استئناف اجتماعات الهيئة الكترونياً بمشاركة المستقلين الجدد لسد الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للهيئة.
وفي هذه النقطة أود أمام الله والتاريخ والشعب السوري أن أثبت لنفسي لحضراتكم هذه النقاط :
أولا :
تثمين الموقف النبيل والإنساني والمشرف للمملكة العربية السعودية في وقوفها إلى جانب الشعب السوري، في محنته السياسية والإنسانية ودعمها لكل الجهود الرامية إلى الوصول للحل السياسي، وتطبيق بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن واستضافتها لهيئة التفاوض بنسختيها على أراضيها، وتقديم الدعم الممكن لها للقيام بعملها والقيام بدورها العربي والمحوري الهام في المجموعة المصغرة وفي الأمم المتحدة من أجل تحقيق ذلك وحرصها الكبير على احترام إرادة السوريين وعدم فرض الوصاية عليهم أو التدخل في شؤونهم الداخلية بل سعت المملكة جاهدة دائما وأبدا إلى لم شمل قوى الثورة والمعارضة السورية وتوحيد كلمتها وتسهيل عملها حتى تقوم بعملها التفاوضي على أكمل وجه .
ثانيا :
تثمين المقاربة الإيجابية والبناءة والمواقف النبيلة لمعالي وزير الخارجية وبقية الوزراء حيال مسألة الاجتماع الذي جرى في الرياض نهاية العام الماضي والذي كان السبب الرئيسي في حدوث الإشكالية داخل هيئة التفاوض وعطل اجتماعاتها لفترة ليست قصيرة وأؤكد أن التواصل والتشاور مع المملكة كان مستمرا خلال هذه الفترة.
ثالثا:
لقد لعبت المجموعة المصغرة والولايات المتحدة الأمريكية دورا هاما وبارزا ومشكورا في سبيل حلحلة كل المشاكل التي تعترض عمل الهيئة وتجاوز التحديات والإشكاليات في علاقة الهيئة مع مختلف شركائها .
رابعا :
تأكيد كل الأصدقاء والشركاء في المجموعة المصغرة وخارجها على الحفاظ على وحدة الهيئة وتماسكها وتعزيز دورها وتقديم كل أشكال الدعم المطلوب لها للقيام بهذا الدور .
خامسا :
إذا كنا فعلا بالحاجة إلى مساعدة ودعم الأشقاء والأصدقاء (ونشكرهم على هذا الدعم ) فإنه بنفس الوقت علينا إلا نكون إلا سوريين …سوريين فحسب حتى يليق بنا أن نكون ممثلين لهذا الشعب العظيم .
سادسا :
إن ما قام به الأخ والصديق سعيد سويعد وإيماني انه قام بذلك عن حسن وطيب نية يخرج عن كل العهود والمواثيق وعن نص استضافة خادم الحرمين الشريفين للسوريين وهيئتهم التفاوضية وبالتالي لا يمكن قبوله للأسباب التالية :
١. في نص رسالته الشفهية والكتابية يتدخل الأستاذ سعيد بشكل صارخ في شؤون الهيئة خلافا لتاريخ المملكة في عدم تدخلها بشؤون الهيئة وسياسة معالي وزير الخارجية و الوزير ثامر السبهان المسؤول عن الملف السوري كما تم إبلاغنا بذلك .
٢. هذا الإجراء ينسف جوهر الرسالة المشتركة التي أبلغنا بها عن المجموعة المصغرة في احترام الهيئة واستقلالية قرارها .
٣. تخرج الرسالة عن الأساس المرجعي وشرعية ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الرياض ٢ والمحدد ببيان الرياض الختامي وتحاول فرض أعضاء جدد في الهيئة بدون تصويت .
٤.تتجاهل الرسالة النظام الداخلي للهيئة والمقر من قبل أعضائها والذي ينص على عدم قبول استبدال اي من أعضائها بدون إجراء التصويت القانوني .
٥.تمثل امتهان لكرامة السوريين ومحاولة فرض الوصاية عليهم ومحاولة إظهار أنهم غير قادرين على إدارة شؤونهم وهذا بطبيعة الحال سيؤكد فيما لو تم دعاية النظام وحلفائه في ارتهان المعارضة لجهات خارجية .
٦.تتحدث الرسالة عن انتخابات وفراغ رئاسي والسوريون وحدهم من يحدد ذلك ولا يوجد أحد في الهيئة يرفض إجراء الانتخابات بل هي موجودة كنقطة أولى في جدول الأعمال وما الإشاعات التي تسمع هنا وهناك عن قضية الانتخابات الا محاولات هروب إلى الأمام وابتعاد عن الحقيقة.
٧. يهدد هذا التصرف وحدة هيئة التفاوض التي عملنا جميعا عليها ومن أجلها خلال السنوات الماضية وهذا ينذر بتقويض كل الجهود التي بذلت في سبيل التوصل إلى الحل السياسي .
٨. تفتح هذه الرسالة المجال أمام العديد من الدول والأطراف في المستقبل بالتدخل في الهيئة وقراراتها بما يجعلها رهينة التجاذبات والمصالح الإقليمية والدولية وهذا ما لا يجب السماح به .
٩.تخالف الرسالة قرار هيئة التفاوض في اجتماعها الذي تم بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة والأصدقاء من المجتمع الدولي والذي أبقى الرئاسة الحالية حتى يتم انتخاب هيئة رئاسية جديدة بأسرع وقت ممكن .
زملائي الأعزاء..
حرصنا كبير على المحافظة على الهيئة وعدم السماح بتفككها وصيانة قرارها والحفاظ على استقلاليته، أنتم من يقرر حلول مشاكلكم، وأنتم من يحدد الفراغ وعدم الفراغ وانتم من تقدرون مصلحة شعبكم أكثر من أي جهة أخرى، وانتم الأقدر على الاستبدال وعلى إجراء الانتخابات …انتم من تمثلون هذا الشعب ومؤتمنون على مصلحته ومستقبله وأعدكم أن أبقى أعمل ما استطعت من الحفاظ على الهيئة ومستعد في سبيل ذلك لتقديم استقالتي في أي لحظة .
أدعوكم جميعا إلى استحضار كل أشكال المسؤولية والحس الوطني وفتح حوار بناء بينكم وإجراء الانتخابات بأسرع وقت ومواجهة كل الاستحقاقات الأخرى بما فيها اجتماع الرياض بكل حرية واستقلالية إذ أنه ربما تكون هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ الهيئة .“