في خطوة محسوبة بدقة من التيار المستسلم لتركيا ضمن (المجلس الوطني الكردي)، والذي يقف مع مساعي الحكومة التركية و”الإئتلاف” لتخريب الحوار القائم بين كل من (أحزاب الوحدة الوطنية الكردية) و(المجلس الوطني الكردي)، ظهر المدعو عبد الله كدو ممثل المجلس في “الائتلاف” في عفرين برفقة الارهابيين وقتلة الشعب الكردي، بدون خجل ووجل، أو أدنى احترام لدماء الأبرياء الذين قتلتهم تركيا ومرتزقتها. كدو برر فعلته الشنيعة هذه هكذا: انه موظف لو طلب منه الدوام في أي ساعة والذهاب لأي مكان، فسيلتزم بذلك!.
ظهور كدو ممثل (المجلس الوطني الكردي) مطأطأ الرأس في مواجهة حاتم أبو شقرا المجرم الذي أقدم على قتل القيادية هفرين خلف وأثنين من مرافقيها أمام شاشات الكاميرا بدم بارد، كانت ذروة العمل الخياني المستهتر بدماء شهداء الكرد في عفرين وغيرها. بهذا الموقف وصل كدو والتكتل الذي يمثله ويصمت على فعلته الشنيعة القبيحة، لأحط أدراك السفالة والغرق في مستنقع العار والشنار.
وكجزء من الخطة التي بدأت منذ سنوات من خلال الترويج لتركيا الاردوغانية، والتي يتم تقديمها كداعمة ” للثورة ” وليس مدمرة لها، ظهر حكيم بشار بعد كدو بوقاحة قل نظيرها مدافعا عن الزيارة، واضعا إياها في خانة “السياسة” و”الدبلوماسية”، وكل ذلك في إطار الدفاع عن الاحتلال التركي، وشرعنة وجود المجموعات الإرهابية المرتزقة. ولأن ما قام به يرتقي الى مستوى الخيانة، فان ظهور كدو ودفاع نائب رئيس “الائتلاف” حكيم بشار عن زيارته لعفرين المحتلة، والجلوس كتفا بكتف مع الإرهابيين المجرمين، قتلة الشعب الكردي ومغتصبي أرضه، لم يتلق القبول حتى بين انصارهم، بدأت وسائل إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني باتهام (قوات تحرير عفرين) التي تبلي بلاء حسنا في استهداف قطعان الارهابيين المرتزقة وجنود الجيش التركي، باستهداف المدنيين!.
مقاتلو (قوات تحرير عفرين) الذين هم مشاريع شهادة دفاعا عن عفرين وأهلها وزيتونها ضد الاحتلال التركي ومرتزقته وإرهابييه، لم يسجل عليهم أحد قيامهم بعملية واحدة سقط فيها مدنيون.
حكيم بشار، فواد عليكو، ابراهيم برو، وعبد الله كدو الذين باتوا مدافعين شرسين عن السياسة التركية وحكم العدالة والتنمية/ رجب أردوغان والحزب القومي العنصري/ دولت بغجلي، يعملون بنفس الشراسة لافشال الحوار الكردي ـ الكردي، بدعم من أنقرة وأطراف معروفة من الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وفي الوقت الذي يقول فيه البرلمان الالماني الذي يتكون من أغلبية من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاشتراكي الديمقراطي، وهما يقودان الحكومة، ان الوجود التركي يستوفي كامل معايير الاحتلال ، يخرج علينا مرة عليكو وأخرى حكيم، معلنين انهم انما يمثلون “النهج القومي الكردي” الذي يبدو إنه لا يستقيم إلا بالعمالة لتركيا والاستزلام لمرتزقتها المجرمين من قتلة الكرد!. والغريب والعار إنهما يتكلمان من تركيا الأردوغانية، الذي لا يزال دستورها في مادته 66 يقول ان كل من يعيش في تركيا هو تركي. وحكومة أردوغان/باغجلي لا تزال تزج بقادة حزب الشعوب الديمقراطي والآلاف من قيادييه وأعضاءه ومناصريه في السجون، رغم ان هؤلاء منتخبون من جمهورهم مباشرة، وينتمون لحزب رسمي يعمل تحت قبة البرلمان وله 6 ملايين صوت، فيما عليكو وحكيم ورفاقه في تركيا وكردستان يدعون تمثيل “النهج القومي” يحظون بالدعم والتأييد من خلال المواقف الرسمية التركية، واللقاءات السياسية والعسكرية معهم. هذا غير العار في اعتراف هذه الطغمة العلني بتلقي الرواتب، وأنهم موظفون لدى “الائتلاف” الذي لفظه السوريون وركلوه، بسبب عمالته لتركيا، وتحويله الشباب السوري إلى مرتزقة مأجورين في حروب تركيا في ليبيا وأرمينيا وغيرها.
القواعد في (المجلس الوطني الكردي) ـ اذا كانت ثمة من قواعد متبقية ـ أو المخدوعون بالشعارات القومية الجوفاء، فيما العمالة والارتزاق والتعاون مع اعداء الكرد وقتلته قائم، مطالبون بالتنديد بهؤلاء المرتزقة، ورفض ادعائهم تمثيله. على ما تبقي من (المجلس الوطني الكردي) اعلان البراءة من هذه الطغمة المرتزقة الخائنة، ومواصلة العمل من أجل انجاح الحوار الكردي وتوحيد الصف الكردي.
وحدهم الوطنيون والشرفاء لهم الحق في العمل ضمن صفوف الجماهير، أما الخونة ومن يجالس قتلة شعبه، ويقبض من الاستخبارات ويصف الارهابيين المجرمين بالثوار، فمكانه ليس في وسط الشعب الكردي، بل في موضع آخر، يعرفه التاريخ الكردي جيدا…