مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يُتوقع أن تكون سياسته تجاه سوريا محور نقاش واسع، خصوصاً فيما يتعلق بالوجود التركي والإيراني شمال وشرق سوريا إضافة إلى الضربات الإسرائيلية.
حيث سبق لترامب أن تبنى مواقف متشددة تجاه النفوذ الإيراني، ويعارض بشدة نقل الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا ويعتبره تهديداً إقليمياً، وهو ما يتوافق مع أهداف إسرائيل في المنطقة.
في المقابل، كان لترامب خلافات مع تركيا حول شمال شرقي سوريا، خاصة فيما يتعلق بتعامل تركيا مع قوات سوريا الديمقراطية، إذ انتقد هجمات الاحتلال التركي على المنطقة.
مع الكشف عن المزيد من الأسماء المرشحة لمناصب بارزة في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تتضح شيئا فشيئا ملامح السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة، بعد توليه المنصب.
أولى هذه الاختيارات كان مايك والتز، مستشارًا للأمن القومي، ويُعرف مايك والتز، رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب، بمواقفه الثابتة في دعم قوات سوريا الديمقراطية والوجود الأميركي في شمال وشرق سوريا. فقد التقى والتز في زياراته المتعددة للمنطقة مع قيادات “قسد” والقوات الأميركية المتواجدة في قواعد التحالف الدولي، مؤكدًا أن “قسد” تمثل الشريك الوحيد المقبول لدى واشنطن في المستقبل السوري. كما اعتبر والتز أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا كان “خطأً استراتيجيًا”، محذرًا من تداعياته التي تشمل عودة نشاط تنظيم “داعش” وانتشار الفوضى. ودعا إلى إعادة إنشاء “منطقة آمنة” في شمال سوريا لضمان حماية “قسد” من الهجمات، مع فرض عقوبات على “الاحتلال التركي” بسبب تدخلاته العسكرية.
أما ماركو روبيو، الذي يُعد من الداعمين لمواصلة الولايات المتحدة دورها في سوريا، فقد انتقد في عام 2018 قرار سحب القوات الأميركية من سوريا، مؤكدًا أنه “خطأً فادحًا” يؤثر سلبًا على جهود مكافحة تنظيم “داعش”. كما أيد روبيو الضربات الأميركية ضد الفصائل التابعة لايران، مشددًا على أن إيران تشكل تهديدًا مباشرًا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، ويتفق والتز وروبيو على أن “قسد” هي الشريك الوحيد القادر على استقرار المنطقة في المستقبل السوري.
تولسي غابارد، العضوة الديمقراطية السابقة في الكونغرس الأمريكي والمعروفة بمواقفها المناهضة للحروب، والان مرشحة كمديرة الاستخبارات الوطنية، كانت من أبرز الشخصيات التي عبرت عن دعمها للقضايا الكردية وقوات سوريا الديمقراطية.
في تصريحات أدلت بها غابارد في عام 2019، انتقدت بشدة سياسة الولايات المتحدة في سوريا، مشيرة إلى أن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من الحدود الشمالية للبلاد كان له تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة.
تشتهر غابارد بمواقفها الحادة ضد سياسات النظام التركي، حيث وصفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”رجل متطرف مصاب بجنون العظمة”. وأضافت أن أردوغان “غزا سوريا ويواصل استهداف الكرد عبر عناصر من تنظيم داعش والفصائل”، معتبرة أن سياسات تركيا في سوريا تشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن والاستقرار الإقليمي.
من خلال هذه التصريحات، تبرز غابارد كأحد الأصوات المناهضة للسياسات الأمريكية في المنطقة وتنتقد بشدة الدور التركي في سوريا، داعية إلى تغييرات جوهرية في السياسة الأمريكية لضمان حماية الشعب الكردي ودعم استقرار المنطقة.
وفي وزارة الدفاع اختار ترامب، مذيعَ قناة فوكس نيوز، بيت هيجسيث، الذي يدعم التدخلَ العسكري الاستراتيجي، فقط في حالِ تهديدِ المصالح الأمريكية بشكلٍ مباشر، وتعزيز الدفاعات العسكرية لدولٍ حليفةٍ كإسرائيل، ضد أي تهديداتٍ إقليمية محتملة، ومن أشد المحذّرين من قدرات الصين العسكرية، وضرورة الاستعداد لها.
واختار ترامب ويليام ماكجينلي، مستشارًا للبيت الأبيض، إذ يمتلك خبرةً طويلةً في السياسة الداخلية، حيث من المتوقع أن يُقدّم استشاراتٍ لترامب، حول كيفية تنفيذ الأجندة المحافظة للإدارة، بما فيها الإصلاحات الاقتصادية والأمنية، وأن يلعب دوراً كبيراً في تقديم الاستشارات، حول كيفية التعامل مع المساعدات الأمريكية وتوجيهها، لدعم الحلفاء الذين يتماشون مع رؤية “أمريكا أولاً”.
فيشير المراقبون إلى أن إدارة ترامب، ستتبنى نهجًا حذرًا تجاه الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا، مع تقليص التدخُّلات العسكرية المباشرة، والتركيز على دعم قوات سوريا الديمقراطية، في إطار مكافحة الإرهاب. كما قد تعمل الإدارة الجديدة على الضغط باتجاه تسويةٍ سياسية، خاصةً في ظل التحديات التي تفرضها التوتراتُ مع إيران وروسيا في المنطقة.
الوسومmanset
شاهد أيضاً
“عـ.ـدو عـ.ـدوي صـ.ـديقي”..وفـ.ـق هذا المـ.ـبدأ أوكرانيا تدعـ.ـم الفـ.ـصائل لشـ.ـن هجـ.ـوم على قـ.ـوات حكومة دمشق
لم تشهد خطوط التماس بين فصائل الاحتلال التركي وقوات حكومة دمشق وحلفائها تعزيزات عسكرية مماثلة …