لابد من إفشال المخططات التركيّة ضد الكرد، حيث إنَّ كل الأمور تؤثر على بعضها البعض، فعدم الاستقرار في باشور والصِدام بين الحركات الكردستانية يُلقي بظلاله على باشور وباكور وروجهلات وروج آفا، تطوير الخلاف الكردي- الكردي يدفع بكل من يتربص بالكرد، ويريد أن تنهار مكاسبهم نحو المزيد من العداء وتطوير مخططات أكبر ضد الكرد وضد حقوقهم ومنعهم من أن يحققوا تطلعاتهم، هؤلاء لا يفرقون بين الكرد إنما موحدين ضد الكرد وللأسف نحن مختلفين في شكل التصدي لهم!
كردستانياً علينا أن نبحث عن الحلول، وأن نتقرب منها بمسؤوليات كبيرة، لا بد من أن يكون هناك موقف كردستاني موحد وقوي، لنتمعن اليوم في شكل الإعداد لدستور سوريا مثلاً، الكرد مُغيّبون عنه هناك إنكار للكرد ومن هم اليوم موجودين في تلك اللجنة لا تمثيل لهم، هذه سياسة إنكار واضحة، لا زال الموقف الكردي حيال ذلك دون المستوى المطلوب، الخلافات الكردية – الكردية تجعل هؤلاء مرتاحين في تمرير مخططاتهم، كذلك يوجد الآن حوار كردي – كردي في روج آفا، إذاً لمصلحة مَنْ الحرب في باشور؟ ألن تؤثر الحرب هذه على كل الجهود في الوحدة الوطنية؟ بكل تأكيد نعم.
من الضروري أن يتم تصحيح المسارات في باشور حيال العلاقة مع عموم الحركات والأحزاب الكردستانية دون استثناء، تلافي النواقص أيضاً، كما من المهم ألا ينجر أحد لسياسات تركيا، التعويل على تركيا خطأ، لربما تركيا استفادت من بعض الظروف في السنوات الماضية وأظهرت نفسها كقوة في المنطقة ولكن ذلك لم يكن على أسس سليمة؛ فها هي اليوم تعاني من العزلة والتضييق نتيجة سياساتها تلك. لذا؛ أردوغان لن يستمر كما هو، بل سيكون في تراجع وهو الآن أمام منحدر كبير سينزلق نحوه في أي لحظة، كل التوازنات ليست لصالحه. كردستانياً من المهم أن يتم فهم هذا الواقع وتبنّي سبل الحوار وترتيب البيت الكردستاني والتوجه نحو عقد المؤتمر الوطني الكردستاني حيث الحل والحفاظ على كل المكاسب الكردستانية وإفشال مخططات العدو والقوى المتآمرة معه.
كما نتحدث دائماً، الكرد اليوم أمام فرص تاريخية مهمة، سابقاً كانت الحرب هي الشكل الوحيد لإسقاط الكرد ومنعهم من أن يتقربوا من أي شيء يحقق طموحاتهم المشروعة، اليوم هناك أساليب جديدة إضافة للأسلوب التقليدي السائد، حينما تتوجه تركيا نحو تطوير الصدام والخلاف الكردي هذا يعني إنها تعجز عن النيل من المكاسب الكردية بالطرق التي كانت تعتمدها سابقاً، باشور كردستان له تجارب في هذا الإطار وقد عانى من تِبعات وسلبيات الصدام الكردي – الكردي ويُدرك بأنه لن يكون لمصلحة أي طرف حينما يكون الكرد هم المتحاربون، إذاً لماذا هناك من يريد تكرار ذات التجربة بالرغم من أنه يُدرك النتائج الحتمية لذلك. إنَّ أي طرف كردي في أي صدام واقتتال أخوي هو الخاسر ولن يكون بمنأى عن الهجوم عليه فيما بعد خاصة من قبل تركيا. لذا؛ لا بد من أن نعتمد هذه القراءة الاستراتيجية على الدوام وهي أن تركيا لن تتوانى عن الهجوم على أي طرف كردي حتى ولو حقق ذلك الطرف خيارات وسياسات تفضلها تركيا في باشور أو في أي جزء آخر من كردستان.
آلدار خليل