في الذكرى السنوية الثالثة لمجزرة كوباني تعهدت الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الدمقراطي شعب عفرين بتحرير مدينتهم وذلك عبر نص بيان جاء فيه:
يصادف يوم غدٍ الذكرى السنوية الثالثة على ارتكاب مجزرة كوباني التي حدثت بتاريخ 25 حزيران 2015 حيث تعرض فيها شعب إقليم كوباني المُدار بشكل ذاتي ديمقراطي مدني لأبشع أنواع الغدر حينما تسللت مجموعة من تنظيم داعش الإرهابي مسيّرةً من قبل النظام الفاشي التركي وبدعم صريح وواضح منه، فارتكبت مجزرة مروعة بحق المدنيين الكرد العزل راح ضحيتها حوالي 600 شخص ما بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وتصّدت لها وحدات حماية الشعب والمرأة وتمكّنت من دحرهم والقضاء عليهم وقد فر القليل المتبقي منهم إلى تركيا مرة أ
خرى.
إننا في الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV- DEM وفي الوقت الذي ندين ونستنكر هذه الجريمة المرتكبة بحق الإنسانية وبحق شعبنا في إقليم كوباني الذي قدّم أعظم مثال لإرادة الشعوب الحرة في تصديه للإرهاب، فإننا نؤكد أن تحرير كوباني وانتصارها التاريخي أصبح بمثابة منعطف تاريخي في مسيرة الشعب الكردي وبمثابة ضربة قاصمة لمرتكزات الإرهاب والاستبداد في المنطقة وفي الوقت نفسه مثالاً بأن المقاومة المستندة إلى قيم العيش المشترك وأخوة الشعوب هي المنتصرة بالرغم من الأحاييل والمؤامرات التي تحاك ضدها في أقبية الظلام للأنظمة الاستبدادية في مقدمتها النظام الفاشي التركي الذي يرى بأن من مصلحته أن لا ينتهي الإرهاب وأن لا تتقوّض أركانه وأن لا يتم تجفيف مصادره المادية والمالية وإنهاء حاضنته وبؤره وخلاياه؛ ليس بسبب أن كليهما يمثلان وجهان لعملة واحدة فقط؛ إنما النظام التركي يستمد قوته من وجود هكذا تنظيمات إرهابية التي تعتاش بدورها من خلاله، وأنه الأكثر فائدة في تحقيق مطامعه التوسعية والعدوانية عبر عموم مسميات ونسخ تنظيم القاعدة. من داعش والنصرة وجميع المرتزقة الجهاديين. هؤلاء الإرهابيون الذين منحوا ولم يزالوا الفرصة الثمينة لبقاء الإرهاب من خلال احتلالهم لعفرين بعد مقاومة بطولية لشعب عفرين ووحدات حماية الشعب والمرأة في ظل تخاذل دولي وتواطؤ ودعم مباشر لبعضها. فلقد مكّنت أنقرة ومرتزقتها من خلال احتلالها لعفرين أن يلقط داعش أنفاسه ويستعيد قواه بعد أن كان يحتضر من خلال الضربات النوعية التي كان يتلقاها على يد وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية بدعم وإسناد من التحالف الدولي ضد الإرهاب.
بهذه المناسبة الأليمة ننحني إجلالاً أمام ضحايا مجزرة كوباني ونتوجه بالعزاء الخالص لعوائل الشهداء ولشعبنا الكردي ولشعب كوباني خاصة وعموم القوى الديمقراطية وشعب سوريا. كما أننا نجدد العهد بأننا لن نحيد عن تحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها وأننا على طريقهم سائرين حتى انهاء الاحتلال التركي لمناطقنا ودحر كافة القوى المرتزقة التي تعادي الإنسانية وأي مشروع ديمقراطي كما مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية المعمول به منذ أكثر أربع سنوات في روج آفا وشمال شرق سوريا والتي مثّلت نموذج خلاص الأزمة السورية وحلها على أساس مساره السياسي، وأننا نعاهد شعبنا مرة أخرى بأن تحرير عفرين قادم وأن عودة آمنة ومشرِّفة لشعب عفرين إلى مدينته ونواحيه وقراه وإلى زيتونه وترابه هي مسألة وقت، فإن نضالنا مستمر بكافة الأشكال ووفق كل المسارات، وأن المقاومة التاريخية التي تدخل مرحلتها الثانية لن تهدأ حتى النصر الذي يليق بشعبنا وفي الوقت نفسه يكون ردعاً للنظام الفاشي التركي ومرتزقته الذين باتوا يهددون الأمن والاستقرار في سوريا والشرق الأوسط والعالم كله من خلال مخططاتهم الاحتلالية المكشوفة.