عندما شنت تركيا هجومها الاحتلالي على منطقة عفرين مطلع عام 2018، لم يكن أمام سكانها الأصليين إلا الخروج هرباً من آلة الحرب التركية التي حصدت أرواح العديد منهم، بأحدث الأسلحة الحربية وأكثرها تطوراً مع 72 طائرة غطت سماء المنطقة.
تسبب هذا الهجوم الذي انتهى باحتلال عفرين في 18 آذار عام 2018، بتهجير 300 ألف شخص من عفرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اتجه 100 ألف من هؤلاء إلى مدينة حلب وسكن أغلبهم في حيي الشيخ مقصود والأشرفية ذوي الغالبية الكردية، و200 ألف منهم إلى الشهباء ومنها ناحية تل رفعت والبلدات المحيطة بها التي يعيش فيها مهجرو عفرين مع سكانها الأصليين.
ويتقاسم المهجرون مع سكان الشهباء والنازحون إليها اللقمة في ظل الحصار الذي تفرضه الحكومة السورية، ويتعايشون معاً تحت وابل الهجمات التركية اليومية.
إلا أنه مؤخراً وردت لـ #روز_برس معلومات بوجود محاولات إشعال الفتنة في الشهباء ككل وتل رفعت وبلدتي كفر نايا وكفر ناصح التابعتين لها على وجه الخصوص، وذلك بين المكون العربي ومهجري عفرين.
ولا يخفى أن أطراف عديدة منها الاحتلال التركي، ومنها روسيا والحكومة السورية والمجموعات الأخرى غير السورية الموالية للحكومة، تسعى للسيطرة على بلدة تل رفعت الاستراتيجية والشهباء، حيث تتميزان بموقع جغرافي يجعلها محط أطماع لجميع القوى الداخلية والإقليمية والدولية الموجودة في المنطقة، والتي تكاد محاولاتهم لا تتوقف في السيطرة على الشهباء وتل رفعت، وما المحاولة الأخيرة بإشعال الفتنة إلا لجر المنطقة إلى حرب أهلية وتأليب مكونات المنطقة ضد الإدارة الذاتية في عفرين والشهباء.
كل هذا ليسهل على الأطراف المذكورة فرادى ومجتمعة تنفيذ أجنداتها وأطماعها التوسعية في المنطقة.
حيث تتقاطع مصالح هذه القوى وتلتقي في بعض النقاط، خاصة عندما يخص الأمر الإدارة الذاتية، والمناطق التي تديرها من شمال وشرق سوريا، من بينها مناطق الشهباء.