تتعدد قضايا الشرق الاوسط التي ربما ترتهن بنتائج الانتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أن الحرب الإسرائيلية المفتوحة على غزة والممتدة إلى لبنان تتصدر المشهد، فالقادم إلى كرسي البيت الأبيض سواء الجمهوري دونالد ترامب أو الديمقراطية كامالا هاريس يعلمان أن الأمور باتت شبه مجمدة إذا تحدثنا عن وقف إطلاق النار، انتظاراً لما ستؤول إليه الانتخابات، لا سيما بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذي تشير تقديرات عدة أنه يعول كثيراً على فوز ترامب.
أيضاً الأزمة السورية واحدة من تلك الملفات التي يترقب البعض تعاطي الإدارة الأمريكية معها خاصة لو فاز مرشح الجمهوريين، لكن في واقع الأمر الحديث عن وضع الشرق الأوسط وقضاياه متكرر مع كل سباق رئاسي أمريكي، وتتباين وجهات النظر أو تفق، إلا أنه في آخر المطاف مع نهاية ولاية الرئيس الأمريكي أياً كان الخلفية المنحدر منها يتطلع الشرق الأوسط إلى تغير في سياسة واشنطن عبر صاحب الولاية الجديدة.
سوريا التي كانت دائماً في بؤرة الأحداث بسبب الأزمة بين حكومة دمشق والفصائل التابعة للاحتلال التركي، تراجعت قضيتها على صعيد الاهتمام الدولي، لكنها أخذت اهتماماً آخراً يرتبط بالحرب الإسرائيلية على غزة، التي تحولت معها الأراضي السورية إلى ساحة لتصفية حسابات بين تل أبيب وطهران وحزب الله، جعلت الرئيس السوري يتعامل مع الموقف كما لو كان قابضاً على جمر من نار .
إشكالية الأزمة السورية أنها تراجعت من حيث الاهتمام الدولي بما في ذلك الإدارة الأمريكية، في ظل الانشغال بالوضع في غزة، مؤكداً أن سوريا هي جزء من سلسلة المناطق التي تشتعل فيها النيران، تؤثر فيما حولها وتتأثر به، ومن ثم فإن الحلول للقضايا الأخرى مثل غزة من شأنه تحريك الأزمة السورية، علماً أن هذه الحلول ترتبط بالتوافقات الدولية سواء بين الولايات المتحدة وروسيا أو واشنطن والصين.
واعتبر المبعوث الأميركي الأسبق لسوريا، ويليام روباك، أن المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس ستحافظ على وجود القوات الأميركية في سوريا في حال فوزها بانتخابات الرئاسة الأميركية، لكن دونالد ترامب سيفعل العكس.
وجاء ذلك خلال ملتقى لمعهد السلام الكردي في واشنطن لبحث “آثار الانتخابات الرئاسية الأميركية على القضية الكردية”.
وقال روباك إن “إدارة هاريس ستركز على تهديد داعش في سوريا، وأي قرار يتخذ بشأن وجود القوات الأميركية سيركز على تهديد داعش لذلك ستكون إدارة هاريس محافظة على الوضع القائم”.
وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 900 جندي في شمال شرقي سوريا لمساندة قوات سوريا الديمقراطية في مهمة محاربة تنظيم داعش.
وتوقع المبعوث الأسبق إن هاريس ستستمر في دعم قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة داعش والحفاظ على أمن مخيم الهول، بحسب رأيه.
ويرى المحللون بهذا الشأن، أنه يمكن أن يحدث تحرك ما في الأزمة السورية حال فوز ترامب وقد يكون قادراً على خلق مقاربات مع روسيا، ما قد ينعكس إيجابياً على الوضع السوري، إلا أنه يرى البعض أن هناك حالة من الاستعصاء على الحل لأزمة سوريا، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول قبل الماضي التي صرفت الأنظار عن معاناة السوريين المعيشية والاقتصادية التي كانت قد وصلت إلى أوضاع صعبة للغاية.
وفي ظل انشغال الولايات المتحدة بالوضع في غزة وكذلك سباق الانتخابات الرئاسية، يبدو أن الاحتلال التركي رأى في ذلك فرصة مواتية ليواصل عدوانه بحق الأبرياء والمدنيين في مناطق شمال وشرق سوريا وكذلك الحال بالنسبة لاقليم كردستان العراق، فيما كان التغاضي الأقرب إلى التواطؤ هو عنوان الموقف الأمريكي.