تولسي غابارد، العضوة الديمقراطية السابقة في الكونغرس الأمريكي والمعروفة بمواقفها المناهضة للحروب، كانت من أبرز الشخصيات التي عبرت عن دعمها للقضايا الكردية وقوات سوريا الديمقراطية. في مطلع عام 2019، استضافت غابارد السيدة إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لمجلس سوريا الديمقراطية، في اجتماع “حالة الاتحاد”، كجزء من تعبيرها عن تضامنها مع الشعب الكردي وقضيته.
في تصريحات نارية أدلت بها غابارد في عام 2019، انتقدت بشدة سياسة الولايات المتحدة في سوريا، مشيرة إلى أن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من الحدود الشمالية للبلاد كان له تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة. واعتبرت أن هذا القرار مهد الطريق أمام الاحتلال التركي لزيادة هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا، مما أسهم في زعزعة الاستقرار وتهديد حياة المدنيين.
غابارد، التي تم تعيينها سابقًا مديرة للاستخبارات الوطنية الأمريكية، لم تكتفِ بالحديث عن الآثار المدمرة لهذا القرار فحسب، بل اتهمت الولايات المتحدة بأنها كانت مسؤولة بشكل مباشر عن معاناة الكرد في المنطقة. وأكدت أن سياسة تغيير النظام في سوريا قد أدت إلى استغلال تنظيم “داعش” لهجمات الاحتلال التركي وأحياء خلاياه مجددًا، كما أسهمت في خلق بيئة مواتية لتعزيز النفوذ التركي في المنطقة.
كما استكملت غابارد انتقاداتها بدور الاحتلال التركي في المنطقة، حيث أكدت أن تركيا تستغل التنظيمات الإرهابية كأداة لتحقيق مصالحها الإقليمية على حساب أمن الكرد. وأضافت أن دعم تركيا للفصائل المسلحة يعزز حالة الفوضى في المنطقة ويهدد الاستقرار الإقليمي.
في نفس الوقت، انتقدت غابارد بعض الأطراف السياسية في واشنطن الذين يواصلون دعم سياسة تغيير النظام في سوريا، وفي ذات الوقت يظهرون تعاطفًا مع الكرد الذين تُركوا بلا حماية أمام الهجمات التركية. واعتبرت أن هذه السياسة لا تسهم إلا في تعزيز الإرهاب وتفاقم الأزمات الإنسانية، مثل أزمة اللاجئين وتجويع الشعب السوري.
وفي ختام تصريحاتها في عام 2019، دعت غابارد الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف حازم وواضح تجاه الدور التركي في سوريا. وشددت على ضرورة وقف الدعم العسكري والسياسي للجهات التي تسهم في زعزعة أمن المنطقة، مؤكدة أن هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على السلام ومكافحة الإرهاب في المنطقة.
تشتهر غابارد بمواقفها الحادة ضد سياسات النظام التركي، حيث وصفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”رجل متطرف مصاب بجنون العظمة”. وأضافت أن أردوغان “غزا سوريا ويواصل استهداف الكرد عبر عناصر من تنظيم داعش والفصائل”، معتبرة أن سياسات تركيا في سوريا تشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن والاستقرار الإقليمي.
من خلال هذه التصريحات، تبرز غابارد كأحد الأصوات المناهضة للسياسات الأمريكية في المنطقة وتنتقد بشدة الدور التركي في سوريا، داعية إلى تغييرات جوهرية في السياسة الأمريكية لضمان حماية الشعب الكردي ودعم استقرار المنطقة.