في ظل الأوضاع السياسية المتوترة التي تعصف بسوريا، تشهد البلاد اليوم إجراء انتخابات “مجلس الشعب السوري”، وسط دعوات متزايدة لمقاطعتها وانتقادات حادة توجه نحو النظام الحاكم في دمشق. تأتي هذه الانتخابات في ظل استمرار النزاع الداخلي الذي بدأ منذ أكثر من عقد من الزمان، والذي تركزت حوله المطالبات بالتغيير السياسي.
وكان الرئيس بشار الأسد قد أصدر مرسومًا رئاسيًا حدد فيه هذا اليوم موعدًا لانتخابات أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع، مع تخصيص 127 مقعدًا لقطاع العمال والفلاحين، و123 مقعدًا لباقي فئات الشعب.
وفي الثالث من يونيو الماضي، أعلن جهاد مراد، رئيس اللجنة القضائية العليا في حكومة دمشق، عن بدء الحملات الانتخابية للمرشحين لانتخابات مجلس الشعب.
وذكرت مصادر محلية اليوم، أن عشرات المتظاهرين تجمعوا في “ساحة الكرامة” وسط مدينة السويداء، رافعين شعارات تطالب بالتغيير السياسي والحرية ورفض الممارسات الأمنية. وأكد المتظاهرون على سلمية التحركات واستمرارها منذ أغسطس الماضي، داعين إلى مقاطعة انتخابات مجلس الشعب.
وأشار أحد المتظاهرين إلى أن “المشاركة في انتخابات مجلس الشعب السابقة لم تتجاوز 26% حسب بعض التقديرات، ومعظم تلك المشاركات كانت مزورة بإدخال أسماء موتى ومسافرين ومعتقلين ومغتربين إلى قوائم الاقتراع دون علم أو رغبة منهم”. وأضاف: “رغم كل التزوير، فإن الانتخابات الماضية شهدت أدنى نسبة مشاركة في تاريخ البلاد، وأعتقد أن الانتخابات القادمة ستشهد نسبة مقاطعة تتجاوز 80% على أقل تقدير”.
وأكد ناشطون أن “ممثلي المحافظة في مجلس الشعب هم أشخاص يتم فرضهم بواسطة أروقة الأفرع الأمنية، وأن حملة المقاطعة شملت الكثير من القرى عبر إصدار منشورات تؤكد أن نشطاء الحراك سيمنعون بشتى الطرق دخول صناديق الاقتراع إلى القرى والبلدات والأحياء”.
وفي السياق ذاته، وصف أحد الناشطين هذه الانتخابات بـ”الانتخابات الشكلية”، موضحًا أنه “منذ سيطرة حزب البعث وآل الأسد على الحكم في سوريا لم تعد هناك أي حياة سياسية حقيقية، وكل الانتخابات التي جرت وتجري منذ انقلاب 1963 هي شكلية ولا قيمة لها”. وشدد على ضرورة مقاطعة “انتخابات الديكور” القادمة التي ستجري في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.
وأضاف الناشط: “كيف يمكن القبول بإجراء تلك الانتخابات الشكلية وقد قضى في سجونه مئات آلاف الشباب والرجال والنساء من خيرة النخب السورية، ومن بينهم أطباء وشعراء ومهندسون وأدباء”.
في ظل هذه الأجواء، تبدو انتخابات مجلس الشعب السوري اليوم تواجه تحديات كبيرة في الحصول على قبول شعبي واسع، خاصة في المناطق التي تشهد حراكًا مناهضًا لحكومة الاسد.