أخبار عاجلة

الصـ.ـراع التركي الإيراني الخفي!

الصراع بين إيران والاحتلال تركي هو صراع مستمر من أجل النفوذ في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بين جمهورية إيران الإسلامية وتركيا، فيما وصف بـ”الحرب الباردة”.
يدور الصراع على مستويات متعددة حول النفوذ الجيوسياسي والاقتصادي والمذهبي سعيًا وراء الهيمنة، حيث تتجلى المصالح التركية والإيرانية في مجالات الطاقة والتجارة، ويعود ذلك لاعتماد تركيا على النفط والغاز الإيراني، بالمقابل، تعتمد إيران على الواردات من البضائع التركية.
ويضاف هذا إلى قضايا إقليمية وجيوسياسية تجمع البلدين، كمعارضتهما الطموحات الكردية التي تهدد وحدة أراضيهما، وسبق أن تعاونت طهران وأنقرة سياسيا وميدانيا للحيلولة دون انفصال كردستان العراق، بعد أن أجرت حكومة الإقليم استفتاء يؤيد ذلك.
وفيما يخص السياسة الإقليمية للبلدين في الشرق الأوسط، فإن طهران وأنقرة منخرطتان في منافسة كل من السعودية وإسرائيل على النفوذ في المنطقة، وبدا ذلك واضحاً للغاية أثناء المقاطعة التي قادتها السعودية وحلفاؤها لقطر، فيما دعمت أنقرة وطهران الدوحة في تجاوز آثار الحصار الذي فرض عليها.
ومع ذلك، هناك قضايا جوهرية خلافية بين أنقرة وطهران، حيث تظل تركيا حليفاً إستراتيجياً مهماً للولايات المتحدة، العدو الأساسي لإيران، وعضواً فاعلاً في “الناتو” رغم أن أنقرة اتخذت مؤخراً موقفاً متحدياً للولايات المتحدة في العديد من القضايا، بما في ذلك شراء أنظمة دفاع جوي من روسيا، وتنفيذ عمليات ميدانية في سوريا رغم التحفظات الأميركية.
ويبقى الخلاف في سوريا أحد أهم معالم العلاقة بين الجانبين في العقد الأخير، كما تعد مبادرات تركيا التصالحية مع دول إقليمية كمصر والإمارات وإسرائيل والسعودية مصدر تشكيك لإيران حول سياسات تركيا الإقليمية ومدى ثبات الموقف منها.
كما برزت التناقضات في المقاربتين التركية والإيرانية تجاه القوقاز بقوة كبيرة خلال الصراع الأذربيجاني الأرميني في الفترة من سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حيث دعمت تركيا أذربيجان إلى أقصى حد، وزودتها بالأسلحة التي كانت عاملاً حاسماً في انتصارها في الحرب كما أن أنقرة تدعم المعارضة الآذرية في إيران بالخفاء في شمال إيران عن طريق دعم حركة الصحوة الوطنية الأزرية بقيادة محمود علي الشهر غاني.
أما في سوريا فإن إيران حاضرة وبقوة من خلال فصائلها الشيعية التي تقاتل إلى جانب الحكومة السورية ضد الفصائل المدعومة من تركيا وما يسمى بـ “الجيش الوطني”، حيث تسعى إيران إلى إتمام مشروعها ما يسمى بـ “الهلال الشيعي”، والذي يربط إيران والعراق وسوريا بلبنان وبنفس الوقت قطع الطريق أمام التمدد السني المتمثل في المشروع التركي للوصول الى دول الخليج كالسعودية وغيرها براً، كما أن الاحتلال التركي يسعى لإقامة كيان تركماني على حساب الشعب الكردي في سوريا والعراق على أمل ضم كامل الشمال السوري ذات الغالبية الكردية بما في ذلك مدن كبيرة كحلب وكركوك والموصل من العراق حيث كان سابقاً يتحجج الاحتلال التركي بتدخله في سوريا بمحاربة الإرهاب والجماعات الكردية التي تهدد أمنها القومي، إلا إنها الآن باتت تعلن جهاراً نهاراً عن مشروعها التوسعي في سوريا والعراق من خلال الإعلان عن ميثاقها الملي تارة وتارة أخرى عن طريق تحريض التركمان لعقد مؤتمر لهم وتحديد خريطة تضم مناطق شاسعة من سوريا والعراق ليطالبوا الدولة التركية بإنشاء دولتهم هذه وحمايتهم.
فهل يسمح المجتمع الدولي والشعب السوري والعراقي للاحتلال التركي بتمرير مخططاته التوسعية في المنطقة؟؟