بعد مرور أكثر من عقد على الأزمة السورية, وانحراف الثورة السورية عن مسارها, وارتباط ما يسمى بالمعارضة السورية بالدول الإقليمية, وغياب إي أفق قريب للحل, وكذلك اشتداد الحرب الخاصة على الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا وخاصة على حزب لاتحاد الديمقراطي PYD, والسعي الدؤوب لتركيا والنظام السوري لإشعال فتيل الفتنة والفوضى بين مكونات شمال وشرق سوريا, إلى أين ستصل الأمور في سوريا عامة وشمال وشرق سوريا خاصة؟
ما هي أهداف الهجمات التركية على باشور وتزامنها مع اعتقال أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي PYD من قبل حكومة هولير؟
اشتداد الحرب الخاصة على حزب الاتحاد الديمقراطي PYD؟
إلى أين وصل الحوار (الكردي-الكردي)؟
هذه التساؤلات أجاب عنها (أنور مسلم) الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD خلال لقاء مع موقع حزب الاتحاد الديمقراطي.
حول الأوضاع السياسية في سوريا وفي شمال وشرق سوريا أشار مسلم، إلى أن الأزمة السورية لا تزال مستمرة ومتفاقمة بعد مرور عشر سنوات عليها, وذلك بسبب تمسك النظام السوري بذهنيته ورفضه القاطع للتحاور مع الأطراف السورية الأخرى, وإصراره على حل الأمور عسكرياً والاحتماء والاستقواء بالدول المتحالفة معه للرجوع كما كان قبل اندلاع الأزمة, وقال مسلم:
بالمقابل لا يوجد هناك طرف اسمه المعارضة السورية, وما يسمى الائتلاف السوري المعارض هو عبارة عن منفّذ وحامي للأجندات التركية, ولا يمتلك أي مشروع لحل الأزمة السورية, بل أصبح أداةً تركيةً لاحتلال الأراضي السورية (عفرين –سري كانيه-كري سبي- إدلب), وذراعه العسكرية (الجيش الوطني السوري) فصائله تحولت إلى مرتزقة لحكومة تركيا تحارب في ليبيا وأرمينيا والآن تشير الأخبار إلى نقل هؤلاء المرتزقة إلى أفغانستان للقتال بالوكالة عن مشغلهم التركي, وهذان الطرفان (النظام والائتلاف) يمتلكان نفس الذهنية ولا يملكان أجندات وأهداف وحلول لحل الأزمة السورية وخدمة الشعب السوري, أما في شمال وشرق سوريا فهناك مشروع ديمقراطي قائم, حيث تحتضن المنطقة خمسة ملايين مواطن سوري يديرون المنطقة بأنفسهم ويحمون منطقتهم ويتعايشون مع بعضهم البعض, ومن الواضح أن الأزمة السورية ستطول لسنوات أخرى, والتهديدات التركية على الشعب السوري ما تزال قائمة, وادعاءات الحكومة التركية بأنها تريد وضع حد لمعاناة الشعب السوري وحل الأزمة هي محض افتراء, لأنها تعمل على إطالة أمد الأزمة السورية لتحقيق أهدافها وتنفيذ أجنداتها.
من المرجح أن تعقد اجتماعات دولية ومفاوضات سياسية من أجل تطبيق 2245
وبالنسبة لمؤتمر روما المنعقد مؤخراً أوضح مسلم بأن مخرجات واقتراحات مؤتمر روما الذي انعقد مؤخراً ركزت على تطبيق القرار2254 في العمل على حل الأزمة السورية, مرجحاً أن تعقد اجتماعات دولية ومفاوضات سياسية من أجل تطبيق هذا القرار, وقال:
ركز المجتمعون على الجانب الإنساني وضرورة فتح المعابر الحدودية التي تم إغلاقها عن طريق حق النقض(الفيتو) المسيّس, من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لجميع السوريين, ومن ضمنها معبر تل كوجر بشمال وشرق سوريا, وكذلك ركز مؤتمر روما على قضية تنظيم داعش وخطورته التي لا تزال قائمة, والمتمثلة في خلايا التنظيم التي تحاول تجميع نفسها, ومسألة محتجزي داعش حيث تحتجز قوات سوريا الديمقراطية حوالي 10آلاف مقاتل من التنظيم من جنسيات مختلفة, ووجوب استعادة دول العالم لمواطنيها المتواجدين ضمن هؤلاء المقاتلين.
وأضاف مسلم:
بعد مرور عشر سنوات من الأزمة السورية, يجب أن يعمل المجتمع الدولي على فرض عقد حوار (سوري-سوري) جدي, وإجبار تركيا على مغادرة الأراضي السورية التي احتلتها, وعلى لعب دور بناء من أجل حل الأزمة السورية وليس إطالة عمرها من خلال إشعالها أكثر, والتحالف الدولي لمحاربة داعش ومجلس الأمن الدولي قادران على فرض حل على جميع الأطراف المتداخلة في الأزمة السورية, للوصول إلى سوريا ديمقراطية لا مركزية تعيش جميع المكونات ضمنها بحرية وكرامة, ولكن يبدو أن الحل مازال بعيداً.
تركيا تعمل على هدم المكتسبات الكردية والقضاء على الشعب الكردي أينما كان
وبالنسبة للشأن الكردي أكد مسلم بأن تركيا لا تريد أي توافق كردي يجعل الشعب الكردي صاحب مشروع وقوة ومكتسبات سواء في باشور كردستان أو في روج آفا أو باكور, والهجمات المستمرة التي تشنها حكومة AKPو MHPعلى حزب الشعوب الديمقراطي HDP تستهدف ستة ملايين كردي صوتوا للحزب, حيث قال:
هناك العشرات من برلمانيي الحزب معتقلين, وتم الاستيلاء على مئات البلديات التي حصل الحزب على رئاستها عن طريق الانتخابات في المناطق الكردية بتركيا وتم تعيين وكلاء عن الحكومة مكان الرؤساء المنتخبين, وأيضاً اعتقال النشطاء المدنيين وإغلاق الصحف, بالمختصر الحكومة التركية تحارب أي شيء باسم الديمقراطية أو الكردية أو أخوة الشعوب.
وتابع مسلم: الهجمات التركية على باشور كردستان هدفها خلق اقتتال (كردي-كردي), وهذه الهجمات مستمرة منذ 40سنة, وبالمقابل فإن حكومة إقليم كردستان تلتزم الصمت إزاء هذه الهجمات, وهي تستهدف مناطق حزب العمال الكردستاني, ويجب على حكومة الإقليم عدم الضغط على حزب العمال الكردستاني من خلال ارسال قوات الإقليم إلى منطقة الصراع, لأن مقاتلو حزب العمال يحاربون الدولة التركية منذ أربعة عقود من أجل حقوق الشعب الكردي, وتركيا تحاول ضرب قوات الإقليم بقوات الدفاع الشعبي من أجل إشعال فتيل حرب أخوية كما حصل في تسعينيات القرن الماضي, لذلك يجب على جميع الأطراف الكردية العمل على منع ذلك, ولكن حكومة الإقليم بدل أن تعمل على ذلك، قامت باعتقال ممثلي وأعضاء حزبنا (جهاد حسن- مصطفى خليل عثمان- مصطفى عزيز مصطي) أثناء توجههم لاستقبال وفد من نشطاء السلام القادمين من أوروبا لوقف الاقتتال الأخوي الكردي, وهؤلاء دبلوماسيون موجودون بشكل رسمي وقانوني في الإقليم ولم يقوموا بأي شيء مخالف للقانون, وهذا الاعتقال يصب في مصلحة الحكومة التركية وأجنداتها, وكان من المفترض على حكومة الإقليم التحلي بالمسؤولية وتفضيل المصلحة الكردية من خلال الكشف عن مصير أعضاء حزبنا وإطلاق سراحهم.
وأضاف مسلم:
هناك حرب شرسة وكبيرة على الشعب الكردي, وهدفها القضاء على المكتسبات الكردية في باشور كردستان وفي روج آفا, وتركيا تعمل على هدم المكتسبات الكردية والقضاء على الشعب الكردي أينما كان.
لن نخطو خطوات إلى الوراء وسنفعل كل شيء لتحقيق وحدة الصف الكردي
وحول المفاوضات الكردية في سوريا قال مسلم:
حزب الاتحاد الديمقراطي PYD هو أحد الأحزاب المنضوية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا, ويدعم الديمقراطية وأخوة الشعوب, ويناضل من أجل سوريا ديمقراطية لا مركزية تضمن حقوق وحرية جميع مكونات الشعب السوري, ويتبنى مشروع الأمة الديمقراطية والابتعاد عن القوموية يؤمن بأن جميع المكونات الموجودة في سوريا لها تاريخ وحضارة منذ آلاف السنين ويجب أن تتم حمايتها, ولذلك فالهجوم على حزبنا وعلى نضاله وعلى أعضائه يتم بشكل علني, رغم أن حزبنا أكد لقوات سوريا الديمقراطية وللتحالف الدولي وللولايات المتحدة ولجميع الأطراف الكردية قبوله ودعمه للحوار (الكردي- الكردي), والعمل على تحقيق وحدة الصف الكردي وتقديم التنازلات من أجل ذلك, والآن الحوار الكردي متوقف مؤقتاً, وهدف حزب الاتحاد الديمقراطي هو تحقيق وحدة الصف الكردي, وقد تم الاتفاق على بعض الأمور الأساسية كالمرجعية الكردية والرؤية السياسية, ولكن يجب أن تصب هذه الوحدة في خدمة الشعب الكردي في سوريا وليس في خدمة الأطراف الإقليمية, والشعب الكردي ينتظر بلهفة الوصول إل توافق كردي سياسي حقيقي منذ سنة ونصف, والخطر على الشعب الكردي موجود سواء في سوريا أو في باشور, لذلك فالإسراع في تحقيق وحدة الصف الكردي سيدرأ هذا الخطر, ونحن في حزب الاتحاد الديمقراطي لن نخطو خطوات إلى الوراء وسنفعل كل شيء لتحقيق وحدة الصف الكردي, ولكن هناك ثوابت ونقاط أساسية لنا:
– تركيا دولة احتلال تحتل المناطق الكردية في سوريا.
– تفضيل مصلحة الشعب الكردي والشعب السوري على المصالح الحزبية الضيقة.
ولذلك سنناضل من أجل تحقيق تطلعات جميع شعوب ومكونات سوريا في الديمقراطية وفي دستور ديمقراطي يحفظ حرية وكرامة الشعب السوري.