في ندوة نظمتها المؤسسة الكردية في واشنطن وشارك فيها رئيس المنظمة السياسي الكردي نجم الدين كريم، محافظ كركوك السابق، وأعضاء مجلس الشيوخ كريس فان هولين، ومارشا بلاكبيرن، ومارك وارنر، استضاف مجلس الشيوخ السيدة إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، قدّمت السيدة إلهام أحمد لأعضاء مجلس الشيوخ إحاطةً حول طبيعة الحياة في مناطق “قسد” والتي أمنت نظاماً سياسياً مدنياً حمى كل المكوّنات العربية والكردية والسريانية والاشورية في المنطقة.
وقالت أحمد؛ مدينتي عفرين التي كانت تُدار من امرأةٍ شجاعةٍ، اليوم تُدار من جماعاتٍ رجعيةٍ إسلامويةٍ تعرض المدنيون في المدينة لكل أنواع الانتهاكات من خطف وقتل وترهيب وتتريك للمنطقة والتهجير القسري، وهو النموذج الذي تتحدث عنه تركيا على أنه “منطقة آمنة” وتؤمن به، بينما يعيش سكان عفرين الأصليين خارج منازلهم وقراهم وهم ممنوعون من العودة الى وطنهم عفرين.
وعلى نفس المنوال، قالت أحمد، أن سري كانيه، رأس العين وتل أبيض تعرضتا بنفس الشكل لنفس الهجوم من الجماعات المتطرفة المدعومة تركياً، ليتم ارتكاب عدد من المجازر والانتهاكات منذ أن تعرضت المدن للهجوم، إضافة إلى عملية التوطين والتغيير الديموغرافي للمنطقة عبر توطين عوائل الفصائل المتطرفة في المدينة.
ووجهت أحمد اللوم لإتاحة الولايات المتحدة لهذه الجماعات اقتحام منطقة حرّرتها النساء والقوات المدنية والتي تؤمن بنظام ديمقراطي، بينما كل المناطق الأخرى في سوريا إما تخضع لنظام “البعث المستبد” حيث لا يوجد حرية للمرأة ولا تعددية سياسية بل طابع طائفي قومي يحكمه الحزب الواحد أو مناطق مثل التي تدعم فيها تركيا الفصائل وهي مناطق من المستحيل العيش فيها بالنسبة لمعظم المكوّنات السورية بما في ذلك العرب المعتدلين، حيث يحكمها التطرف والإقصاء الكامل للآخر تحت تهديد التكفير والقتل.
وأضافت، من لا يريد الاعتراف بمشروعنا سياسياً في اللجنة الدستورية وسمح لتركيا بمهاجمتها يتذرع بالفيتو التركي ضدّنا، دون النظر إلى حقائق الأمور وحقيقة استهداف تركيا إلى أيّ مشروعٍ ديمقراطي في سوريا.
ولفتت أحمد إلى التهديد الكبير الذي يتعرض له المكوّن المسيحي بسبب المقتلة التي أعلنتها تركيا ضدّ شعوب شمالي سوريا، طالبة من الولايات المتحدة دعماً سياسياً جذرياً لمناطق شمال شرقي سوريا ومشروعها مع ضمان إخراج الفصائل المدعومة تركياً، ومعاقبة الفصائل ووضعها على قوائم الإرهاب وإعلان المنطقة الشمالية على الحدود التي احتلتها تركيا بأنها منطقة منزوعة السلاح.
من جانبه قال عضو مجلس الشيوخ كريس فان هولين “نسعى لأن تلتزم الولايات المتحدة بوعودها وواجباتها تجاه الشعب الكردي والعدالة التي تلبي مصالح الكرد والأمريكيين”.
وأضاف، “في المقام الأوّل نحن هنا نعمل أيضاً لمصلحة الأمريكيين التي لا تتحقق مصالحهم بدون حربٍ فعليةٍ وشركاء حقيقيين ضدّ تنظيم (الدولة الإسلامية) حيث كان بيان البنتاغون في الأيام الماضية مؤشراً خطيراً يؤكد أن التنظيم الإرهابي يعود إلى النشاط، حيث أيّد معي عدد من أعضاء مجلس الشيوخ استضافة السيدة إلهام في هذه الندوة، حيث
يوجد إجماع كبير بين المشرّعين على مساعدة قسد لتستمر بقتال التنظيم ولمنع الجرائم ضدّ مقاتليها، والإبقاء على تماسكها، حيث تحتجز مقاتلي (الدولة الإسلامية) في شمال شرقي سوريا”.
وقال فان هولين، أن الجماعات التي تدعمها تركيا يراها معظم أعضاء مجلس الشيوخ على أنها جماعات “جهادية متطرفة” بعضها يرتبط بتنظيم “القاعدة” وهي جماعات تستخدم تكتيكات المتطرفين للقيام بحملات الإبادة العرقية، مؤكداً ضرورة تحرك الولايات المتحدة ضدّ اختراق تركيا لما يسمى الاتفاق حول المنطقة الآمنة والهدنة مع نائب الرئيس مايك بنس.
ودعا فان هولين إلى تطبيق الولايات المتحدة ضغوطات لحماية ودعم قائد قوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم وجيشه الذي ساعد الولايات المتحدة في قتال وهزيمة عدوها الأساسي تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالإضافة إلى محاسبة الجماعات المدعومة تركياً ووضعها على قوائم الإرهاب بسبب الجرائم التي ارتكبتها.
من جانبها قالت عضو مجلس الشيوخ مارشا بلاكبيرن، إنها في ناشفيل، حيث تعمل مع مجتمع كردي واسع لالتزام الولايات المتحدة بدعم حقوق الكرد وحمايتهم خاصة في سوريا، حيث يلقى هذا الهدف دعماً من الحزبين في الكونغرس، على حدّ قولها.
وقالت بلاكبيرن، “نحن لازلنا نتحرك لحماية الكرد والمطالبة بحقوقهم ونرسل رسالة إلى روسيا وتركيا بأننا نراقب أفعالهم ولن نتخلى عن مواقفنا وثقلنا على الأرض السورية، حيث تتسبب الأفعال التركية وجرائم الجماعات المدعومة منها بأذى ليس فقط لحفائنا الكرد على الأرض بل أيضاً للمصالح الأمريكية”.
وأضافت، “تركيزنا على البقاء في مواقع النفط اليوم هو لنتأكد من أن الكرد أولاً هم من يستفيد ويدير هذه المواقع النفطية”، قائلة: “أسمع من يقول إن هناك تقاسم يجب أن يحدث لهذا النفط ولكن هذا لن يحصل ونحن نراقب ونضغط باتجاه استفادة الكرد منه بشكل كامل لدعم موقف قوي لهم في المشهد السوري”.
وقال عضو مجلس الشيوخ، مارك وارنر، “الآن وفوراً نتصرف مع الواقع حين نتقدم بمشروع قانون تحت مسمى (حماية الحلفاء الكرد)، وهو قانون يتيح حماية الكرد المدنيين والقوات الكردية على الأرض لتحافظ على تماسكها في إطار قانوني يمنع استهدافهم من الميليشيات التركية أو قوات الأسد أو أي جهةٍ أخرى على الأرض السورية، وأكّد أن القانون يحظى بدعمٍ واسعٍ في الكونغرس الأمريكي”.
وقال السيد نجم الدين كريم، عرّفنا الولايات المتحدة على الكرد السوريين بعد أن رفضت تركيا وأيّ جهةٍ أخرى مقاتلة “الدولة الإسلامية” في سوريا، حيث بدأ القتال الفعلي للتنظيم المتطرف في مدينة كوباني مع تزويد القوات الكردية السورية بالسلاح.