تتصدر أسم القاطرجي قائمة حيتان المال في سوريا بثروة تقدر بـ 300 مليار ليرة سورية، يملكون ويديرون مجموعة واسعة من الشركات التي تعمل في مجالات مختلفة، ولا يربطها بعضها البعض سوى اسم العائلة، يحوزون عشرات البنايات والعقارات الفاخرة، في قلب دمشق وحلب التاريخية، يشترون النفط والقمح من داعش، ويستوردون البضائع من تركيا، وتخترق قوافل شاحناتهم خطوط الصراع الملتهبة بمنتهى اليسر.
يتبعهم جيش من شيوخ القبائل المستعطين، وينفقون على مجموعات عسكرية، أو يديرونها بأنفسهم في معظم مناطق الصراع في سوريا، وترعى مجموعتهم حفلاً لتزويج عناصر الجيش السوري، يتصدره صورة لـبشار الأسد مصافحاً “حسام قاطرجي”، عضو مجلس الشعب.
واخيراً، يتردد اسم “القاطرجي” في كواليس حكومة الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي، اللذان فرضا عليه عقوبات “صارمة”.
لكن على الرغم من كل هذه العقوبات، ما زالت شركة القاطرجي تستجر النفط بكميات كبيرة من المناطق التي تحميها قوات أميركية وفرنسية.
قالت ثلاثة مصادر أمنية لرويترز إن رجل الأعمال السوري المؤيد للحكومة، براء قاطرجي قتل في غارة جوية إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية السورية.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن رجل الاعمال السوري قتل باستهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة كان يستقلها مع شخص آخر في منطقة الصبورة بريف دمشق على طريق دمشق-بيروت، ياتي السؤال هنا من هو براء قاطرجي؟
صحيفة الأخبار اللبنانية نشرت تحقيقاً عن صفقات ومخالفات براء قاطرجي في سنة 2010، براء قاطرجي كان يدير صفقاته في حلب من دمشق، فالشاب الذي تتبع خيوط شبكات الفساد صعودا من الرقة إلى العاصمة الاقتصادية حلب، لابد له أن يكمل مشواره إلى العاصمة الأمنية والسياسية، حيث يتزاوج المال والسلطة بالطريقة المعروفة جيداً في البلدان المحكومة بديكتاتوريات فاسدة. افتتح براء وشقيقيه في دمشق مكتباً “للتجارة العامة” في ظاهره، ومقراً لإدارة الصفقات السريّة في الواقع.
في عام 2013, سيطرت الفصائل على صوامع الحبوب في الرقة، وأخرى على صوامع دير الزور، ووقع حكومة دمشق في حالة عجز عن توفير رغيف الخبز لمؤيديه. وبعد أن أخفق عدة مرات في شق الطريق إلى تلك الصوامع عسكريا، بدأ البحث عمن يشتري له كميات الحبوب من الفصائل، وهنا تدخل مسؤول الحماية الشخصية لبشار الأسد، وابن عمته، ليقترح اسمي أحمد جريخ، و”رجل الأعمال ” براء قاطرجي.
مع حلول عام 214، وبعد أن غدت شركة “القاطرجي” مصدر رغيف الخبز في مناطق سيطرة حكومة دمشق، ظهر تنظيم داعش، وهيمن على معظم المحافظات الشرقية، ومنع كل أنواع التعاملات التجارية مع نظام الأسد. لكن براء لن يجد صعوبة في تذليل هذه العقبة، وتمكن عن طريق معارفه، وبالتنسيق مع مخابرات حكومة دمشق، من ابرام اتفاق ينص على استحواذ داعش على 20 بالمئة من القمح الذي يشتريه في الرقة، مقابل السماح له بنقله بحرية إلى مناطق حكومة دمشق.
وبحسب المصادر، يتهم القاطرجي بالاتجار بالنفط والقمح والقطن مع تركيا عبر الحدود التي كانت تسيطر عليها داعش والفصائل السورية.
منذ أن بدأت نشاطات القاطرجي بالاتساع، في سنة 2013، بدأ بتجنيد حراس لحماية قوافله، اطلق عليهم اسم “الترفيق”، وفي مرحلة لاحقة بدأ بدفع رواتب ونفقات الفصائل المسيطرة على طرق تنقّل شاحناته، خاصة طريق الرقة أثريا، وهي بمعظمها مجموعات إيرانية. وفي نهاية سنة 2017، ظهرت مجموعة خاصة به، مكونة في غالبيتها من أبناء عشائر شمال شرق سوريا، باسم “قوات القاطرجي”.
ويفيد مقربون إن العائلة تمتلك أيضاً ثلاث شركات في لبنان مسجّلة بأسماء رجال أعمال لبنانيين مقربون من حزب الله. كما أحصى مطلعون على القيود العقارية مالا يقل عن ٧٧ عقارا مسجلاً باسم أفراد من العائلة في سوريا، منها نحو ٣٠ عقاراً باهظ الثمن.
ظهر على الساحة مؤخراً، اسم أحمد بشير بن محمد براء قاطرجي كشريك رئيسي ومدير لبعض الشركات الجديدة، وعلى رأسها شركة “آرمان”، للإدارة الفندقية والسياحة، ويمتلك 800 حصة في الشركة، نسبتها 80٪ من أسهمها، برأس مال قدره 40 مليون ليرة سورية. ويقول المقربون منه، أن الشركة أنشئت بغرض تسهيل زيارة و “استضافة” الحجاج الإيرانيين، من جهة، وتسهيل وصول الزوار السوريين إلى العتبات المقدسة في كربلاء وقم وغيرهما من جهة أخرى.
يأتي مقتل براء قاطرجي بعد أقل من أسبوع على مقتل مسؤول عن نقل السلاح المتعلق بالمسيّرات من سوريا إلى لبنان “ياسر نمر قرنبش” في استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لسيارة بمنطقة الصبورة على طريق دمشق بيروت.
حيث يرجح المحللون بانه في الآونة الأخيرة يتم تصفيات رجال أعمال معروفين ومقربين من حكومة دمشق، كان آخرها أيضا مستشارة بشار الأسد لونا الشبل واليوم براء القاطرجي، فهل لحكومة دمشق يد في تصفية هؤلاء الأشخاص؟