بين الحين والآخر، تسعى قوى عديدة محلية وأطرافها الرعائية الإقليمية أن تطوق مناطق “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، وتفرض عدة أعباء أمنية وعسكرية على “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بهدف تأزيم وجودها السياسي وإعاقتها عن تطوير وجودها الذي يعزز الاستقرار بالمنطقة.
وسط التوترات والتصعيد الذي تشهده المنطقة والذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة في أي لحظة، اشتعل فتيل الحرب من جديد بين فصائل قوات حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور شرق سوريا.
وقد أشارت العديد من التقارير ومنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، بجانب ما نشرته حسابات عسكرية تابعة لحكومة دمشق، إلى أن هجوم ما تسمى “قوات العشائر” تم بتحريض من حكومة دمشق والفصائل التابعة لها بهدف بسط سيطرتهما على مناطق ريف دير الزور الشرقي.
وبدأت قوات حكومة دمشق بارتكاب المجازر بحق المدنيين في ريف دير الزور حيث استشهد وأصيب مالا يقل عن ٥٠ مدنيا في هجوم فصائل حكومة دمشق، خلال الأيام الماضية، بحسب المرصد السوري.
أشارت مصادر خاصة لروز بريس بأن غرفة عمليات مشتركة بين حكومة دمشق وتركيا تُعد لشن هجمات مكثفة على ريف دير الزور. وتستعد قوات حكومة دمشق وفصائل الدفاع الوطني لتنفيذ عمليات تحت مسمى “قوات العشائر”، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التنسيق العسكري بين الطرفين.
وبحسب المعلومات المتوفرة، كان إبراهيم الهفل على تواصل مباشر مع الاستخبارات التركية، وذلك بتسهيل من حسام لوقا، رئيس استخبارات حكومة دمشق. وتبين أن الهفل تلقى اتصالاً هاتفياً من الاستخبارات التركية في 11 يوليو الماضي، حيث تم توجيهه للتحضير لعملية عسكرية واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور.
وقد أُبلغ الهفل بأن الدعم سيشمل توفير الأسلحة والعتاد اللازم لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور وزرع الفتنة بين العشائر ومكونات المنطقة.
في سياق أهداف ومصالح حكومة دمشق من تأليب وتحريض العشائر ضد قوات سوريا الديمقراطية، فإنها دون شك تسعى في الحصول والسيطرة على حقول النفط وخاصة حقل “العمر” أكبر حقول النفط بسوريا، لإنقاذ نفسها من مأزقها الاقتصادي.
لكن ومع إعادة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على كامل مناطق ريف دير الزور، فضلاً عن مساعيها بالتعاون مع “التحالف الدولي” والعشائر ومكونات المنطقة لمعالجة بعض الأمور ونقاط الخلل هناك، يبدو واضحاً أن محاولات حكومة دمشق والاحتلال التركي تتعثر مجدداً في تفجر شرق الفرات وزعزعة أمنها واستقرارها، خاصة وأن الجانب الأميركي يدرك جيداً أنه هو الطرف المستهدف، بحسب المحللين.