بحضور مسؤولين أمنيين روس وأتراك، وفي إطار مخطط الاحتلال التركي للتقارب مع دمشق عقد في منتصف شهر كانون الثاني المنصرم اجتماع بين قادة فصائل تابعة للاحتلال التركي والحكومة السورية.
الاجتماع وبحسب موقع FOXPRESS تطرق إلى خطوات التقارب بين الفصائل والحكومة والخطوات الواجب اتخاذها من قبل الفصائل لضمان موقع لها في مستقبل قوات الحكومة السورية، إذ حاول الأتراك اللعب على الوتر الطائفي خلال الاجتماع من خلال الإشارة بأن العلويين الذين قتلوا طيلة سنوات الأزمة السورية قتلوا على أيدي العرب السنة من خلال القول إن أعداد التركمان قليلة في سوريا وهم هربوا من السنة أيضاً إلى داخل تركيا ولم تتلطخ أياديهم في قتل عناصر قوات الحكومة السورية.
بهذه الطريقة حاولت تركيا إبعاد قادة الفصائل من التركمان من الجرائم التي ارتكبتها فصائلهم بأوامر الاستخبارات التركية.
روسيا بدورها التي تعاني من مأزق بعد بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا شباط العام المنصرم، فهي تريد بأي شكل من الأشكال مصالحة الأتراك والحكومة السورية من أجل كسب الأتراك إلى جانبها والالتفاف على العقوبات الغربية من خلال تركيا، لذلك فهي تضغط على الحكومة السورية من أجل قبول الطرح التركي.
ويسعى الاحتلال التركي تطبيق نموذج الجنوب السوري في الشمال السوري، من خلال دعوة الروس لتشكيل فيلق مشابه للفيلق الثامن في الشمال السوري الخاضع لسيطرة الاحتلال التركي أيضاً.
وبحسب المعلومات الواردة للموقع فإن تركيا وعدت بأن نحو 20 ألف مسلح سيجرون المصالحة مع الحكومة السورية وسينضمون إلى الفيلق الذي ستشكله روسيا، مقابل احتفاظ هؤلاء العناصر بأسلحتهم الفردية.
وفي الوقت نفسه يستعد الاحتلال التركي للتضحية بالائتلاف والعرب السنة الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرته وكذلك عناصر الفصائل الذين يحاربون من أجل مصالح تركيا لقاء المال فقط، فهي ترى فيهم مرتزقة والتخلص منهم عبر تسليمهم للحكومة السورية سيحررها من الالتزامات المالية وكذلك من المشاكل التي يمكن أن يخلقها هؤلاء عبر الخروج من بيت الطاعة ورفع السلاح بوجه تركيا والمقربين لها من الفصائل.
وفي مخطط ثالث، تعمل تركيا على توسيع سيطرة “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” في مناطق الشمال السوري الخاضع لسيطرتها، وذلك من أجل استخدام الهيئة كورقة تهديد ضد الروس والحكومة السورية وكذلك من أجل إبقاء سيطرتها في الشمال السوري لو فشل التطبيع مع دمشق.
بالمحصلة المخططات التركية تخدم تركيا فقط، فهي من جهة تحاول خداع العرب السنة من خلال تسليمهم للحكومة السورية سواء كانوا من المعارضة السياسية أو العسكرية أو مدنيين، ومن جهة تحاول خداع الحكومة عبر الإبقاء على “هيئة تحرير الشام” كحجر عثرة في طريق سيطرتها على الشمال السوري خصوصاً أن الهيئة باتت تنتشر من جبال اللاذقية مروراً بإدلب وصولاً إلى ريف حلب ونهر الفرات على طول جبهة تقدر بمئات الكيلومترات وبالتالي أن أي عملية عسكرية من الحكومة السورية تتطلب مئات الآلاف من العناصر وهو عدد غير متوفر لديها.