احـ.ـتلال الـ.ـحاضر وغـ.ـزو المـ.ـستقبل..فـ.ـصائل إيران مـ.ـستمرة بتـ.ـجنيد الأطـ.ـفال داخـ.ـل سوريا

من جديد يفتتحُ الحرس الثوري الإيراني، دورةً عسكريةً في مدينة دير الزور شرقي سوريا، لتجنيد الأطفال والشباب، وتحقيق أهدافِ طهران، بالسيطرة على مقدرات البلاد، وتوسيع نفوذها في المنطقة، مستغلةً الوضعَ الاقتصادي المتردي للسوريين.
حيث كشفت المصادر عن المقرات التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني في مدينة دير الزور، من أجل تجنيد الأطفال وأدلجتهم عبر عدة دورات تمهيدية وتعليمية وبدنية وقتالية، لكي يصبحوا جاهزين للقتال في صفوفها.  
وبينت المصادر بان الطفل يمر بعدة مراحل قبل أن يصبح جاهزاً للقتال ضمن صفوف المجموعات الإيرانية، ففي البداية تبدأ إيران بزرع أفكارها في رأسه، وبعدها يخضع لتدريبات قتالية، وذلك عبر مراكز خاصة تم إنشاؤها لهذا الهدف.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد انضمَّ أربعون عنصراً جديدًا، لدورةٍ فكريةٍ وعسكرية، في معسكر ما يسمّى “قاسم سليماني”، ضمن مستودعاتِ عياش بريف دير الزور الغربي.
المرصد أشارَ إلى أن مدةَ الدورة خمسةٌ وأربعون يوماً، يتلقّى فيها الاطفال دروسًا فكريةً ودينية مذهبية، وتدريباتٍ على استخدام الأسلحة الخفيفة، ومضادات الدروع والعبوات الناسفة.
وقدمت التقارير الاعلامية عن أهم تلك المراكز الموجودة في مدينة دير الزور، وأولها يحمل اسم “مركز النور الساطع” ويقع في مدينة الميادين بدير الزور، وخلال فترة سيطرة تنظيم داعش على المنطقة، كان المركز مقراً لـ “الحسبة”.
افتتحته مجموعات الحرس الثوري في شهر أيلول/ سبتمبر 2019، ويتبع المركز بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني.
ويضم المركز نحو 250 طفل، حيث يتم إعطاء دروس تتعلق بالمذهب الشيعي لأطفال تتراوح  أعمارهم بين 13 إلى 18 عام، ويتم زراعة أفكار القتل والعنف، فضلاً عن ترغيب الأطفال بإعطائهم ألعاب وهدايا وطعام.
أما المركز الثاني فهو أيضاً في مدينة الميادين ويحمل اسم مركز “الشدوحي”، افتتح في شهر أيار/ مايو 2019، يوجد في المركز نحو 70 طفل، ومهمته استقطاب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 الى 15 عام، ويقوم المركز بإعطاء الأطفال بعض التدريبات البدنية القتالية الأساسية، بالإضافة إلى نشر التشيّع بينهم وزرع الأفكار لديهم.
ويتبع هذا المركز لجمعية الجهاد والبناء التابعة للحرس الثوري الايراني، مدة كل دورة ثلاثة أشهر، ومن يتخرّج منها يذهب لمركز البصيرة في ريف الميادين للتدريب القتالي.
وفيما يتعلق بالمركز الثالث، فهو يقع على أطراف مدينة الميادين  على طريق قلعة الرحبة، ويسمى مركز “البصيرة” ، والمركز مخصص للتدريب البدني القتالي، عبر بعض التدريبات القتالية التي يخضع لها الأطفال، بالإضافة إلى إعطاء الدروس بالفكر الشيعي.
وقتل الكثير من الأطفال السوريين في المعارك الدائرة في سورية، ووثقت المصادر الكثير من الأطفال الذين لقوا مصرعهم وهم يقاتلون ضمن مجموعات الحرس الثوري الإيراني.
ولا يعتبر الحرس الثوري الوحيد الذي يصر على زج الأطفال في الحرب الدائرة في سوريا، فقد سبقه إلى ذلك تنظيم “داعش”، وكانتِ الفصائلُ الإيرانية، قد افتتحت بدايةَ الشهر الحالي دورةً تدريبيةً مماثلة، لنحو ستين طفلاً لم يبلغوا سنَّ الخامسة عشر، في بادية القورية ضمن مناطق سيطرة قوات حكومة دمشق، بريف دير الزور.
وبحسب مراقبين، فإن سيطرة قوات حكومة دمشق على جزء من دير الزور شكليةٌ إلى حدٍّ كبير، فيما تمكّنت إيران عبر أذرعِها في المدينة، من السيطرةِ الفعلية على مدنٍ وبلداتٍ هامةٍ فيها، بينها البوكمال والميادين ومناطقُ أخرى، وتجنيدِ شبانٍ وأطفالٍ بصفوف فصائلَ تابعةٍ لها، أبرزها “زينبيون” و “فاطميون” ولواء القدس وغيرها، والتي تسيطر على طرقِ التهريب، وتلعب أيضاً دوراً كبيراً بتجارة المخدرات، كأحد أبرز مصادر التمويل.