لايزال مسار التطبيع العربي مع نظام الأسد مستمراً عبر منحه المزيد من الفرص لتقديم خطوات جدية باتجاه تحقيق المطالب العربية، وتزامن هذا مع عقد الجولة 21 من جولات أستانا دون تحقيق أية نتائج ملموسة.
فبحسب المصادر وعلى الصعيد الأمني، لاتزال الجغرافية السورية مسرحاً للضربات العسكرية والعمليات الأمنية المتبادلة بين إيران وحلفائها من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.
وفي ذا السياق تفاقمت أزمة تهريب المخدرات على الحدود السورية الأردنية، وتزايد الانخراط الأردني العسكري داخل الجنوب السوري. كذلك صعّدت تركيا من وتيرة عملياتها العسكرية في شمال شرق سورية والتي لم تقتصر على استهداف مواقع عسكرية وأمنية فحسب، بل امتدت لتطال المرافق والمؤسسات الخدمية وحقول النفط والغاز.
وعلى الجانب الاقتصادي، استمر النظام في سياسات استغلال الهوامش المتاحة لدعم خزينته عبر رفع أسعار المحروقات وزيادة رسوم الخدمات والضرائب.
في سياق آخر، جرت الجولة 21 من اجتماعات أستانا، حيث انتهت هذه الجولة دون تحقيق اختراق في أي من الملفات الأساسية، مع توافق الأطراف الضامنة “تركيا، روسيا، إيران” على إعادة إطلاق مفاوضات اللجنة الدستورية، والحفاظ على خفض التصعيد العسكري في إدلب، في حين فشل الاجتماع بتحقيق تقدم في مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام.
في إطار العلاقات الاقتصادية مع الدول الأخرى، وضمن مساعي إيران للسيطرة على مجالات أكبر في الاقتصاد السوري، أقرت غرفة التجارة “السورية الإيرانية” خطة عملها السنوية التي تضمنت إقامة شركات استثمارية إيرانية في سورية.
وأكد المحللون ان تعاون موسكو وتركيا بشأن الوضع في سوريا مستمر على النحو المعتاد ولم يدخل عليه اي تغييرات في ظل العملية العسكرية في أوكرانيا.
بحيث روسيا تثمن تفاهماتها مع تركيا وايران ضمن إطار ثلاثية استانا، وهذه المنصة لاتزال الالية التفاوضية الأكثر فعالية بخصوص التسوية السورية.
واستغل حكومة دمشق بعض فقرات اتفاق استانا ليقصف المدنيين بالقرب من الجبهات، ويرفض الإفراج عن المعتقلين، هذا ويدفع روسيا إيران لمواجهة أمريكا في شمال شرق سوريا.