استشهاد القيادي في حركة التحرر الكردستاني وابن عفرين ” الشهيد دوزدار حمو “
خسرت حركة التحرر الكردستاني ابنها المناضل الكبير والبار القيادي الشهيد عبد الرحمن حمو الا انه خلفً وراء نضاله المئات من امثاله والذين سيستمرون في مسيرة النضال لتحرير الارض من الطغاة
وكانت لجنة التضامن مع أسر شهداء حزب العمال الكردستاني (PKK) اعلنت عن استشهاد المناضل الكردستاني عبد الرحمن حمو (دوزدار حمو) جراء غارة جوية للاحتلال الغاشم التركي
واصدرت اللجنة بيانا بهذا الصدد جاء فيه :
“استشهد القيادي القَيّمْ لحزبنا والكادر المناضل والممثل الحي للقيم المجتمعية والتاريخية، الرفيق دوزدار حمو (عبد الرحمن حمو)، نتيجة غارة جوية شنتها طائرات الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع (ميديا) في شهر تشرين الثاني 2019، ونعزي أنفسنا أولًا وأسرة الشهيد دوزدار حمو وجميع أبناء شعبنا الكردستاني في روج آفا وحزبنا ورفاقنا. إن حزب العمال الكردستاني (PKK) أصبح له ما يقارب النصف قرن وهو يقود مسيرة حرية الشعب الكردستاني، حيث انبعثت هذه المسيرة من شمال كردستان وانتشرت بسرعة كبيرة في جميع أجزاء كردستان وعدد كبير من دول العالم، وأصبح الحزب القائد الذي التف حوله جميع أبناء الشعب الكردستاني”.
بحياته ومشاركته وممارسته، أصبح رائدًا في الحياة الحرة
“لقد أصبح حزب العمال الكردستاني، الحزب الطليعي والمجتمعي لشعب كردستان باعتباره القوة الوحيدة التي تحافظ على الكردية الحرة وتدافع عنها وتمثلها، وأدى ذلك إلى ظهور مناضلين ذوو قلوب كبيرة وهبوا أنفسهم للنضال من أجل كرامة وحرية شعبهم؛ ويشهد التاريخ على أن نهج حزب العمال الكردستاني أنتج معه العديد من الشخصيات التاريخية المجتمعية والقدوة، وفي الوقت نفسه، أصبح شهداؤنا كشخصيات اجتماعية تاريخية، استطاعوا من خلال نضالاتهم ونماذج حياتهم ومواقفهم أن يضيفوا إلى ميراث الحزب ويساهموا بقوة في نمائه وقوته واستمراريته ليتحول حزبنا إلى قوة كبيرة.
إن شعب كردستان المقاوم من خلال تاريخه القديم المقاوم وقيمه المجتمعية واندماجه مع حزب العمال الكردستاني، وإضافة القيم الإنسانية إلى تاريخه المجتمعي، يراهن على قدرته على قيادة مسيرة الحياة الحرة للإنسانية جمعاء؛ ومما لا شك فيه أن رهان حزب العمال الكردستاني هذا هو ثمرة جهود وتضحيات الشهداء والقائد عبد الله أوجلان؛ كما أصبح الرفيق الشهيد دوزدار حمو، من خلال حياته ومواقفه ونضالاته أحد المناضلين الذي تبنوا هذا الرهان.
أصبح قدوة بتجسيده شخصية المناضل القيادي
ولد الرفيق دوزدار حمو في عفرين، عام 1969، وكما هو معروف أن عفرين هي مركز ثقافي، حيث تم فيه الحفاظ على القيم الكردية الحرة والثورة الزراعية وقيم المعتقدات الآرية وتنميتها، عفرين هي كردستان بحد ذاتها، إن ثقافة المجتمع السياسي الأخلاقي التي تحميها وتبقيها حية وتكرس قيم المقاومة من خلال الاندماج مع حزب العمال الكردستاني، مما أدى إلى ظهور الكردي الحر في مجتمع عفرين، وقد حملته إلى مستوى الناس المثاليين في هذا العصر.
الرفيق دوزدار هو قيادي نشأ على هذه القيم الاجتماعية، وارتبط ارتباطًا وثيقًا بأرضه، وأولى أهمية للقيم الاجتماعية قبل كل شيء، كان قائدًا مثاليًّا طوال حياته، يتحلى بمواقف المناضل الثوري القيادي الذي يسعى إلى الاندماج مع جميع أنحاء كردستان على أعلى المستويات، شاهد ممارسات الإبادة الجماعية في كردستان في سن مبكرة وقرر النضال من أجل حرية كردستان وانضم إلى حزب العمال الكردستاني عام 1990، وبعد انضمامه، ذهب إلى ساحة القيادة وتلقى تدريبات الحياة والنضال على يد القائد عبد الله أوجلان وعمّق النضال إصراره وعزيمته.
وصل جبال كردستان عام 1992 بحماس ومعنويات و تصميم عالي، متسلحًا بما نهله من ساحة القيادة؛ لقد كان مقاتلًا في أصعب الظروف لسنوات عديدة، وكافح في شتى أنحاء الوطن كردستان وحقق القيادة في شخصيته وموقفه في سن مبكرة؛ حيث خاض الحياة العسكرية لسنوات عديدة وتسلم مهام عسكرية قيادية وشارك في أعمال قتالية لا حصر لها، و صب جام غضبه على العدو، وانتقم منه بما يكفي، ليكون مثالًا يحتذى به لكل شاب كردي، وقد حقق نجاحًا كبيرًا، حيث كان لديه إيمان راسخ بأن الثورة تحدث في الشخصية أولًا ومن بعدها في المجالات الحيوية، وبهذا العمق من الفكر والفهم، تمكن من إدارة العديد من الفعاليات وقيادتها.
كان إداريًّا للمركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) لسنوات عديدة
الرفيق دوزدار، بقدر ما كان مناضلًا قياديًّا جيدًا، كان في الوقت نفسه ماهرًا ودقيقًا من الناحية الفكرية؛ مع كتاباته و قصائده وتحليلاته السياسية وقوته الدعائية العالية، فهو رفيق يعرف كيف يقرأ الناس والحياة والعالم مثل الكتاب وينجح بمهارة في شرح ما يقرأه، عمل كمدير في أنشطة المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) لسنوات عديدة وأدى أدوارًا مهمة في الفترات الحرجة، ومع ذلك، من خلال المشاركة في العمل الاجتماعي والدعاية والدبلوماسية، أظهر دائمًا موقفًا صارمًا ومثاليًّا، ومستعدًا لتأدية الواجب حيثما يحتاجه الحزب.
هو رفيق بنى نفسه من حيث توحيد القيم المشتركة للشعب الكردي والتركي والعربي، وكذلك تحديث القيم الاجتماعية للكردية الحرة في شخصيته، وبذلك أصبح فردًا مثاليًّا للأمة الديمقراطية في الشرق الأوسط، كان متحمسًا جدًّا لتحقيق ثورة روج آفا وقدم مساهمات كبيرة في هذه الثورة، من خلال هوية الشرق الأوسط التي أنشأها، كان لديه جهد مهم في الكشف عن لون الثورة وتطوير القوة الإنشائية للثورة.
الرفيق دوزدار تميز بتواضعه واجتهاده وكدحه ووعيه، وروحه الرفاقية تجاه المرأة أكسبه محبة واحترامًا وسط الحياة الرفاقية، وبهذه الميزة، حقق المستوى الرائع لكونه رفيقًا للقائد.
الرفيق دوزدار بمظهره الجميل وطلته المرحة ووجهه المبتسم، شخصية اجتماعية عبقرية، تمكن من تطوير الحوار مع الجميع، ولديه حس إيجابي بالمجتمع، ويمكنه التواصل والمشاركة مع كل من رفاقه والجمهور.
التخفيف من آلامنا، يكون فقط عبر تدمير الفاشية وتحقيق الحرية لكردستان والقائد عبد الله أوجلان
إن الألم الذي نشعر به من شهادة الرفيق دوزدار كبير، سنتمكن من تخفيف آلامنا، فقط من خلال متابعة دربه والسير نحو تحقيق آماله وتتويجها بالنصر، كذلك الانتقام من الأعداء وتدمير الفاشية وضمان حرية كردستان والقائد أوجلان من خلال تحقيق ثورة الأمة الديمقراطية.
وتلبية نداء الواجب والوفاء لذكرى الشهيد دوزدار حمو وجميع شهداء الحرية، يكون من خلال كسر العزلة وتدمير الفاشية وتحقيق حرية القائد وحرية الشعب الكردستاني، والالتفاف حول ثورة روج آفا وحماية مكتسباتها وقيمها من خلال تعزيز وتنمية الثورة الديمقراطية لإنشاء الأمة الديمقراطية.
استلهم من ثورة روج آفا وساهم فيها بقوة وعزيمة
كما قال رفاقنا الشهداء للقائد أوجلان، ونحن أيضًا نقول في حضرة عوائل شهدائنا وشعبنا: لا تقلقوا، هدفنا الوحيد هو تطبيق باراديغما القائد عبد الله أوجلان في الشرق الأوسط كله، لتحرير كردستان وتحقيق أهدافكم في العيش مع القائد الحر، من خلال تصعيد المقاومة كل يوم، وزيادة أمثلة الحياة الحرة والشخصيات الحرة، سنجعل من شعبنا القوة الرئيسة لبناء حياتهم المجتمعية وكذلك الثأر من العدو، الوعد الذي نقطعه على أنفسنا لشهدائنا، هو وعدنا لشعبنا ولقائدنا وللتاريخ.
كان الرفيق دوزدار استلهم بشدة من ثورة روج آفا، وكان متحمسًا وساهم فيها بجهود جبارة، كان الوعي المجتمعي العميق الذي أحدثه النموذج المجتمعي في عفرين غائرًا في شخصيته وحاسمًا طوال حياته، يمكننا القول إنه كان على ارتباط وثيق جدًّا بأرض عفرين وثقافتها ومجتمعها، والجدير بالذكر أن الوفاء لذكرى الشهيد دوزدار يكون عبر قطع العهد بتحرير عفرين والانتقام من العدو الغادر، وإعادة الحياة الحرة مرة أخرى إلى أرض عفرين.
بشخص الرفيق دوزدار حمو، ننحني أمام كل شهدائنا بكل محبة واحترام وامتنان، ونكرر عهدنا بتحقيق الحرية لكردستان وللقائد عبد الله أوجلان؛ ومن هنا نناشد جميع أبناء شعبنا في الأجزاء الأربعة من كردستان وخاصة في روج آفا، وكذلك المقيمين في المهجر وجميع شعوب الشرق الأوسط، النساء والشباب، لمحاربة الفاشية وتصعيد المقاومة والنضال وكسر العزلة والثأر لدماء الشهداء وتأسيس الأمة الديمقراطية في كردستان الحرةمع تحقيق حرية القائد عبد الله أوجلان.