تشهد المناطق السورية المحتلة تركياً ووفقاً لرصد العديد من النشطاء والمواقع الإعلامية حالة اقتتال داخلي بين الفصائل المسلحة العاملة بأوامر الاحتلال التركي، حيث ينشب الصراع بين هذه الفصائل طمعاً بالمكاسب المادية التي تجنى من المنافذ ومعابر التهريب وكذلك على تقاسم ممتلكات وعقارات الأهالي المهجرين قسراً من أرضهم بفعل الاحتلال.
جرت جميع حالات الاقتتال الداخلي بين فصائل “الجيش الوطني السوري” التي شهدتها منطقتي رأس العين وتل أبيض، في مناطق مأهولة بالسكان، كالأسواق العامة والأحياء السكنية والقرى، وفي حالات أخرى على حواجز طرقية يمّر عبرها المدنيون في المنطقة، فضلاً عن توثيق حالات قتل واغتيال وإطلاق النار ضمن البلدات والقرى، وفق ما وثقت تقارير إعلامية.
وتنعكس الاقتتالات الدامية بين الفصائل المسلحة على حياة المدنيين العزل من خلال تساقط المقذوفات والرصاص الحي على الأحياء السكنية ووصول بعضها لشرفات المباني المأهولة بالسكان.
وعلاوة على ذلك فإنه في كل مرة تنشب حالة اقتتال بين الفصائل المسلحة فإن المنطقة تستنفر بالكامل مما يثير الرعب بين الأهالي
فمن وجهة نظر المدنيين فإن آثار الاقتتال الداخلي وفوضى السلاح لا تقتصر على وقوع ضحايا منهم “المدنيين العزل” وإلحاق الضرر بممتلكاتهم، بل تتعدى ذلك إلى دفع السكان بالتفكير في مغادرة المنطقة، حيث يزيد الوضع الأمني المتردي من حالة عدم الاستقرار، ويؤثر بشكل واضح في عملية التنمية الاقتصادية، ما يفاقم من تردي الأوضاع الاقتصادية وحالة الفقر الشديد التي يعاني منها غالبية السوريين داخل البلاد، خاصة وأن تركيا فرضت التعامل بالعملة التركية في المناطق السورية المحتلة والأخيرة بدأت تشهد انهيارا ملحوظاً أمام الدولار الأميركي ما يزيد من معاناة الأهالي في تلك المناطق.
تستمر الاقتتالات الداخلية بين صفوف الفصائل المسلحة في المناطق المحتلة إلى جانب الانتهاكات اليومية التي ترتكبها ذات الفصائل بحق المدنيين من اختطاف مقابل مبالغ مالية باهظة، وابتزاز المدنيين وغيرها من الممارسات المنتهكة لحقوق الإنسان.