في اكتشاف علمي جديد، توصل العلماء في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو الأميركية، إلى خاصية جديدة في الخلايا التائية، أحد أهم مكونات الجهاز المناعي، قالوا إنها يُمكن أن تُلهم علاجات جديدة مضادة للأورام السرطانية.
وذكرت الجامعة على موقعها الرسمي، الثلاثاء، أن البحث الجديد أظهر أن الخلايا التائية تُنشط نفسها في الأنسجة المحيطة بها من خلال شكل غير موصوف سابقا من الإشارات التلقائية للخلية، ما يُعزز قدرتها على مهاجمة الأورام.
وأوضحت الدراسة الجديدة أن الخلايا التائية هي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تحمي من العدوى وتساعد في محاربة السرطان.
ووفقا لموقع “ماي باثولوجي ريبورت” الطبي الكندي، فإن الخلايا التائية، هي نوع من خلايا الدم البيضاء وجزء من جهاز المناعة، وتتواجد بشكل كبير في الأعضاء اللمفاوية مثل الغدد الليمفاوية المنتشرة في جميع أنحاء الجسم. ويمكن أيضًا العثور على أعداد كبيرة من الخلايا التائية في منطقة التهاب بسبب عدوى أو إصابة.
وأوضح الموقع الطبي أن الخلايا التائية تساعد في حماية الجسم من العدوى، كما يمكنها كذلك أن تقتل الخلايا المصابة بالعدوى مباشرة.
ويركز البحث الجديد على تدريب الخلايا التائية في الأعضاء الليمفاوية، والتي تعرف باسم (الخلايا اللمفاوية التائية)، بالتعرف على الخلايا السرطانية، التي تُعرف بالمستعضد أو الجسم الخارجي، ومهاجمتها، ما يحفز الاستجابة المناعية.
وذكر البحث أن جزءا أساسيا من هذه العملية هو ارتباط بي 7 أو B7، وهو بروتين على سطح الخلايا العارضة للمستضد (الجسم الخارجي أو الخلايا المُسرطنة)، مع سي دي 28 أو CD28، وهو مستقبِل على الخلايا التائية.
ووفقا للبحث، يعتبر تفاعل بي 7 مع سي دي 28 محركًا رئيسيًا للاستجابة المناعية للخلايا التائية. وبمجرد التدريب، تترك الخلايا التائية الأعضاء الليمفاوية وتسافر عبر جسم الإنسان للعثور على أهدافها من الخلايا المريضة ومهاجمتها.
وأوضح الموقع أن الأبحاث الحديثة كشفت في السابق أن الخلايا التائية يمكنها بالفعل إنتاج بروتين بي 7 الخاص بها أو أخذ بروتين بي 7 من الخلايا العارضة للمستضد وإحضاره معها، لكن سبب قيامها بذلك بالضبط ظل غير واضح.
ودفع هذا الأمر الباحثين أيضًا إلى التساؤل عما إذا كانت الخلايا التائية، المُجهزة الآن بكل من بي 7 مع سي دي 28، قادرة على تنشيط نفسها، بحسب الموقع.
ومن خلال سلسلة من التجارب، وجد الباحثون أن الخلايا التائية يمكنها بالفعل التنشيط الذاتي عن طريق تجعيد غشاء الخلية للداخل للسماح لبروتين بي7 ومستقبل سي دي 28 بالارتباط ببعضهما البعض.
وأكد الباحثون بعد ذلك أن هذا التحفيز التلقائي كان فعالًا بالفعل في تعزيز وظيفة الخلايا التائية وإبطاء نمو الورم في نموذج فأر مصاب بالسرطان.
ويمكن إعادة شحن الخلايا التائية لتحفيز نفسها بشكل أبكر من خلال توفير مزيد من مصادر بي 7 في الأعضاء الليمفاوية أو في الورم نفسه.
ويقول المؤلفون إن هناك خيارا آخر يتمثل في تطوير علاج خلوي يتم فيه إعطاء الخلايا التائية ذات القدرات المحسنة للإشارة التلقائية مباشرة إلى المريض.
ويقترح الباحثون أيضًا أن هذا النظام يمكن استخدامه كعلامة بيولوجية لاكتشاف السرطان، حيث أن المرضى الذين تحتوي أورامهم على العديد من الخلايا التائية مع بي7 قد يكونون أفضل في مكافحة المرض.
ومن ناحية أخرى، فإن المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة أو التصلب المتعدد، يمكن للأطباء أن يعملوا بشكل عكسي من خلال تقليل نشاط الخلايا التائية حتى تتوقف الخلايا المناعية في الجسم عن مهاجمة نفسها، وذلك عن طريق منع تفاعل بي 7 مع سي دي 28 بشكل فعال للحد من فرط نشاط الخلايا التائية.
والدراسة، التي نُشرت في 8 مايو الجاري، في مجلة المناعة، كانت بقيادة مؤلف الدراسة الأول وزميل ما بعد الدكتوراه يون لونغ تشاو، بمشاركة كل من إنفو هو، الأستاذ في كلية العلوم البيولوجية في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، وجاك بوي، أستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا بسان دييغو.