الأزمـ.ـة الإنـ.ـسانية في سوريا..13 عامًا من المـ.ـعاناة والـ.ـدمار

بعد مرور 13 عامًا على اندلاع الازمة السورية في عام 2011، تعيش سوريا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم. تفاقمت هذه الأزمة بفعل السياسات التي اتبعتها حكومة دمشق، ما أدى إلى حرب دموية دمرت البنية التحتية وأثرت بشكل كبير على الحياة اليومية للسوريين. ومع تدخل القوى الخارجية مثل روسيا وإيران، ازدادت تعقيدات الأزمة، حيث دعمت هذه الدول حكومة دمشق في استمرار عملياتها العسكرية التي أسفرت عن دمار واسع النطاق وأثرت على المدنيين بشكل كبير.

حيث تواجه سوريا أزمة اقتصادية غير مسبوقة، ويعيش معظم السكان تحت خط الفقر. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 90% من السوريين غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية. بسبب انهيار العملة وارتفاع التضخم بشكل غير مسيطر عليه زاد من أسعار المواد الغذائية بشكل مروع، مما جعل تأمين الطعام تحديًا يوميًا لملايين العائلات.

في ظل هذه الظروف، أدت السياسات التي اتبعتها حكومة دمشق إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث رفعت أسعار المواد الأساسية مثل الوقود والغاز، مما أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للأسر، هذا الارتفاع الحاد في الأسعار زاد من معاناة المدنيين الذين يكافحون لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

لم يسلم قطاع الصحة من تداعيات الحرب، حيث تسببت النزاعات في تدمير جزء كبير من البنية التحتية الصحية، إلى جانب ذلك، ارتفاع تكاليف الاستيراد إلى نقص حاد في الأدوية الأساسية، مما جعل الحصول على العلاج شبه مستحيل للكثيرين.

تلعب التدخلات الخارجية دورًا محوريًا في تعميق الأزمة السورية. روسيا وإيران كانتا من أبرز الداعمين لحكومة دمشق، حيث قدمت روسيا دعمًا عسكريًا كبيرًا، بينما ساهمت إيران في تقديم الدعم المالي واللوجستي. هذه التدخلات زادت من حدة النزاع وأسفرت عن تدمير واسع النطاق للبنية التحتية.

إلى جانب الدعم الذي قدمته، تمارس إيران ضغوطًا متزايدة على حكومة دمشق لتنفيذ الاتفاقيات الاستراتيجية بين البلدين وسداد الديون المتراكمة التي تصل إلى 50 مليار دولار. تشمل هذه الاتفاقيات استثمارات إيرانية في قطاعات مثل الفوسفات والنفط والاتصالات والزراعة، في المقابل تسعى دمشق إلى تعزيز التعاون مع دول أخرى، مثل الإمارات، كمحاولة لتنويع مصادر الدعم وتخفيف تأثير العقوبات الغربية. هذا الضغط الإيراني يضع حكومة دمشق في موقف حرج، حيث تواجه تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة بينما تحاول التوفيق بين مصالحها الداخلية والتزاماتها الخارجية.

ليس هذا فقط، حيث على مدار السنوات الماضية، استمرت حكومة دمشق في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين. من قصف عشوائي للمدن إلى الاعتداءات الوحشية على النساء والأطفال، تم توثيق هذه الانتهاكات عبر صور وشهادات تثبت وحشية السلطات، مثل سجن صيدنايا وسجن عذرا، كانت مسرحًا لتعذيب المعتقلين، حيث تعرضوا للاغتصاب والتعذيب الوحشي، وانتهت حياتهم إما بالإعدام أو بفقدان العقل.

الجدير بالذكر بأن معاناة السوريين تستمر في ظل حرب لم ترحم المدنيين، وتظل الأزمات الاقتصادية والإنسانية قائمة، مما يزيد من تحديات الحياة اليومية للشعب السوري.